القرضاوي يبيح إفطار الرياضيين في التدريبات والمباريات الرسمية خارج بلدانهم

في الثلاثاء ٠٨ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 القرضاوي يبيح إفطار الرياضيين في التدريبات والمباريات الرسمية خارج بلدانهم أخذا بـ"رخصة السفر" ويدعو "المسلمين" لإقامة المباريات ليلاً في رمضان


كتب فتحي مجدي (المصريون): : بتاريخ 8 - 9 - 2009 أفتى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجواز إفطار لاعبي كرة القدم ومحترفي الرياضات الأخرى في نهار رمضان، خلال التدريبات والمنافسات الرسمية التي يخوضونها خارج بلادهم، أما داخل الدول الإسلامية، فقال إن من الواجب على مسئولي الرياضة في تلك الدول أن يرتبوا التدريبات والمباريات في الليل، ولا ضرورة لإفتائهم بالإفطار.
يأتي ذلك في خضم الجدل المثار حول فتوى دار الإفتاء المصرية، التي رخصّت للاعبين المحترفين الإفطار في المباريات سواء داخل بلدهم أو خارجها، إذا كان في اللعب أثناء الصوم مشقة لهم، قياسًا إلى رأي العلماء الذين اتفقوا على أنه "يجوز الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصوم أو يُضعِفه عن عمله، كما نُصَّ على ذلك في فقه الحنفية على أن من أجّر نفسه مدة معلومة ثم جاء رمضان وكان يتضرر بالصوم في عمله فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه".
وجاءت فتوى الشيخ القرضاوي ردًا على الصحفي الجزائري محمد ياسين بن لمنور حول حكم إفطار الرياضيين المسلمين في شهر رمضان وهم في مهمة خارج أوطانهم لتمثيل دولهم الإسلامية في البطولات الرياضية.
وأضاف في فتواه التي حصلت "المصريون" على نصها، إن "المهمّات التي تطلب من محترفي الرياضة البدنية من لاعبي الكرة أو غيرهم تتمثل في التدريب والمباريات، وبعض هذه يتم في داخل بلادهم، وبعضه في الخارج، أما ما يتم منه في خارج بلادهم، فلهم رخصة الفطر في السفر".
واستند في فتواه إلى أدلة ثابتة من القرآن والسنة والإجماع، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:185].
كما جاءت أحاديث صحاح تؤكد ذلك، وأجمعت عليه الأمة، وإن اختلفوا في تحديد مدة المسافر الذي يقيم فترة من الزمن في سفره، ما بين من يحدده بأربعة أيام، وخمسة عشر يوًما، وبين من لا يحدد أي مدة، ما دام مسافرًا ولم يتوطن.
وقال إن هذا "يعطي الرياضيين في المباريات الخارجية فرصة للإفطار إذا رغبوا في ذلك، وإن كنت أعلم أن بعض الرياضيين يصرّون على أن يظلوا صائمين، ويتخذوا من الصيام قوة روحية لهم. على كل حال هم مخيّرون، إن شاءوا أخذوا بالرخصة وأفطروا، ولا حرج عليهم، وإن شاءوا صاموا، ولهم أجرهم عند ربهم".
أما ما يتم من التدريبات والمباريات، داخل الدول الإسلامية، فأكد الشيخ القرضاوي، أنه "من الواجب على تلك الدول والمسئولين عن الرياضة فيها أن يرتّبوا التدريبات والمباريات بعد الإفطار، أي في الليل، ولا ضرورة لإفتائهم بالإفطار".
وشهدت مصر والجزائر في الفترة الأخيرة جدلاً واسعًا حول قضية إفطار اللاعبين في رمضان، حيث طالب مدربون في كلا البلدين من الجهات الدينية المسلمين ببيان حكم الشرع في هذا الأمر، غير أن الاتجاه السائد لدى اللاعبين هو التمسك بالصوم.
ففي مباراة منتخب مصر مع رواندا الأخيرة في كيجالي في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الإفريقية وكأس العالم لكرة القدم، أصر بعض اللاعبين المصريين على الصيام رغم أدائهم المباراة في أجواء حارة غير معتادين عليها، لكنهم تمسكوا بالصوم رغم فتوى دار الإفتاء المصرية بجواز الإفطار.
اجمالي القراءات 3608