مشاكل كرة القدم والسياسيين
فازت أسبانيا بكأس العالم لكرة القدم لتتربع لأول مرة على قمة الكرة العالمية، بالطبع لم يأت هذا الإنجاز بالدعاة والسجود فقط بل بعمل جاد وعزيمة وإخلاص ومحبة وانتماء لبلدهم أسبانيا، وكم تمنيت نيل فريق الساجدين حالياً الفراعنة سابقاً شرف المشاركة فى المونديال والحصول على تذكرة الإشتراك في المحفل العالمي، ولكنه اكتفى باللعنة على &e;لى فريق الجزائر الذي استطاع لاعبيه اقتناص التذكرة والمشاركة في المونديال.
على المستوى الرياضي حققت أسبانيا إنجازاً لم يُحَقق منذ 32 عاماً والحصول لاول مرة فى تاريخها على كاس العالم لكرة القدم ، اما على المستوى السياسي ما زالت تعاني من خطر التقسيم فما تزال منظمة ايتا الإنفصالية تسعى للإستقلال عن أسبانيا، ومعروف للعالم أجمع عملياتها الإرهابية التي تسببت في موت العشرات وإصابة المئات مما نشر الرعب في ربوع أسبانيا، ولكن بعد الانجاز الرياضى صرح اللاعب الكتالانى اندريس انييسيتا صاحب هدف الفوز الوحيد في شباك هولندا أن هدفه هو إسعاد الشعوب وشمل تصريحة : (أن الفوز بالكرة الذهبية لا يشغلني فإنه لا يهمني الإنجازات الشخصية ولكن أهم ما يسعدني أننا حققنا إسعاد الملايين)"اختير مهاجم منتخب أوروغواي دييغو فورلان كأفضل لاعب في النسخة التاسعة عشرة من نهايات كأس العالم لكرة القدم".
وفي مفارقة عجيبة تأملت الفرق بين كرة القدم بأسبانيا ومصر من واقع معاش، كرة القدم في أسبانيا ربما تنجح فى معالجة المشاكل السياسة و رأب الصدع لوحدة أسبانيا فاللاعب انسيييتا الكتالاني لم يدخر جهداً لإسعاد الملايين، لم يهتم بالمجد الشخصي بل بالأحرى إسعاد الملايين وتمنيت أن تستطيع الرياضة بمصر معالجة المشاكل الطائفية وأعمال القتل والإرهاب وتمزيق النسيج الواحد فى مصرنا المحبوبة؟
وتسائلت هل تستطيع كرة القدم " الرياضة " معاجة فشل الساياسيين؟!
بالطبع نعم... حينما ينتهي الفرز على أساس الدين في الفرق القومية والمنتخبات الأولمبية، حينما يعود عبد المسيح ورمزي إلى صفوف المنتخب ويتم اختيار أفضل اللاعبين فنياً وطبياً وعدم اقحام الدين فى كل شىء ، مثلما صرح مدرب المنتخب القومي حسن شحاتة " أن اختيار اللاعبين يتوقف على علاقة الإنسان بالله :
فتصريح مدرب المنخب القومى ان اختياره لفريق الساجدين يتوقف على علاقة الشخص بالله تصريح ليس عنصري فقط بل وتعبير هلامي أيضاً!! عنصري ضد المختلفين في الدين، ضد مصر ومصلحتها العليا! وهلامي لأنه لم يصرح لنا مدرب المنتخب عن معايير الجودة المرتبطة بعلاقة اللاعب بالله "عز وجل" هل مرتبطة بعدد الصلوات؟!! أم بعدد مرات السجود بعد كل هدف؟!! أم بمساحة علامة الصلاة على جبهة اللاعب؟! وهل يؤخذ في الاعتبار اللون كمقياس؟!! ولتصبح علاقة طردية كلما زادت علامة الصلاة قتامة واتساع كلما زادت كفاءة اللاعب في الملعب!! ترى هل يستطيع الرياضيين القائمين على الرياضة المصرية تخطي الجانب الديني والتغلب على العصبية؟!! لنرى أقباط وبهائيين وقرآنين ونوبيين يلعبون في صفوف المنتخب المصري أم ستستمر الأندية المصرية في عدم منح الفرص للبراعم المختلفة للحاق بالمنتخب وخدمة وطنهم مصر.
فليس من المنطقي خلو المنتخب من قبطي وليس من المنطقي أن يصاب الـ 15 مليون قبطي بشلل أو مرض كساح أصابهم فجاة ؟!
املى ان تساعد الرياضة يوماً ما في خلق جيل مصري يستطيع إسعاد الملايين المتعطشة للفرح بتحقيق نتائج عالمية وننسى التناحر والنافر باسم الدين، وحينما يرتفع علم مصر عالميا يرتفع قلب كل مصرى فخرا وحبا .
قصة جميلة علمتني أنه بالهدوء والحب نستطيع تحقيق غاياتنا وليس بالعصبية والتشدد.. راهنت الشمس والرياح على رجل في العقد الستين من عمره... من يستطيع إجبار هذا الرجل على خلع البالطو الملتحف به، فجاءت الرياح تهب وتضرب بقوة في الرجل فكلما اشتدت تمسك الرجل أكثر بردائه وفشلت الرياح بعد محاولات ومحاولات لجعل الرجل يخلع معطفه وجاء دور الشمس فإذ بلطف بدأت دافئة ثم رفعت من درجة حرارتها على الأرض ببطئ شديد كلما زادت درجة الحرارة درجة كلما سال عرق الرجل إلى أن خلع ردائه بهدوء شديد ربما بهدوء شديد تشارك الرياضة في دمج الشعب المصري باحتضان البراعم الصغيرة بدون بحث وتمحيص في شكل أو لون أو دين، ربما نحقق إنجازات عالمية تفرح قلوب المصريين جميعاً
ترى هل تستطيع الرياضة حل مشاكل السياسة؟
ربما اخيرا اقترح تعيين جوزيف بلاتر امينا عاما للامم المتحدة فقد نجح فيما فشل فية رؤساء دول العالم وهيئة الامم المتحدة نفسها رضوخ الرئيس غودلاك جوناثان عن قرر حرمان منتخب كرة القدم من المشاركة في أي مسابقة خلال عامين " بسبب سوء نتائجه في المونديال.
ربما تحل الرياضة مشاكل السياسيين؟ هل من الممكن حدوثه بمصر ايضا ؟!
تحية للاعب الوفى انديس انيسييتا فى لحطة وفاء واخلاص تذكر صديقة السابق في منتخب شباب إسبانيا دانى خاركي اللاعب السابق لإسبانيول برشلونة و الذي توفى بسبب أزمة قلبية في معسكر إسبانيول صيف العام الماضي ( 8 أغسطس 2009) في ايطاليا وكان عمره حينها 26 عام وليظهر ماهو مكتوب على صدرة " دانى خاركي , أنت دائماّ معنا "
Since may have found cure for most evils: but it has found no remedy for the worst of them apathy oh human beings:
" ربما اوجد العلم علاجا لمعظم الشرور، ولكنه لم يجد بعد علاجا لاسواء تلك الشرور الا وهى اللامبالاة وقدان الحس عند الانسان "