أسئلة العدالة والمقاومة والدبكة اللبنانية!

د. شاكر النابلسي في الإثنين ٠٢ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أكثر من ألف سؤال وسؤال، تدور في رؤوس العقلاء والمجانين على السواء من جرّاء ما يجري الآن من أحاديث وأحداث على الساحة اللبنانية، من كلام ودبكة عن العدالة القادمة من القرار الظني للمحكمة الدولية، بشأن اغتيال الحريري ورفاقه، ومن تبعوه بعد ذلك، من سياسيين، ومثقفين، وصحافيين، وغيرهم.
ومن هذه الأسئلة، هذه (الكمشة) من الأسئلة الساذجة التي لا نرى جواباً شافياً عنها، في ظل المهرجانات والمواكب السياسية التي تجري الآن على الساحة اللبنانية.
وإليكم هذه (الكمشة) من ال&Atildlde;سئلة:
-    لماذا كل هذه المهرجانات، والتصريحات، والتطمينات، والتعهدات، والتأكيدات، والمواكب السياسية التي تجري على الساحة اللبنانية، والتي لم يشهد لبنان لها مثيلاً، حتى يوم مقتل الحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين؟
-    لماذا يلعب الفار الآن في (عُبِّ) الكثيرين خوفاً من أن يشملهم القرار الظني للمحكمة الدولية في مقتل الحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين؟
-    لماذا يفترض المفترضون أن القرار الظني للمحكمة الدولية في مقتل الحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين، سوف يثير الفتنة الكبرى الثانية في لبنان، بعد الفتنة الكبرى الأولى التي أحدثها صراع علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قبل 14 قرناً، عام 659، ونتج عنها الشيعة والسنة، الذين سيثيرون الفتنة الكبرى الثانية في لبنان – كما يقال - بعد إعلان القرار الظني المذكور؟
-    لماذا أصبح سعد الحريري أكثر المتبرئين من دم أبيه الآن – على طريق وليد جنبلاط – وهو الذي طالب في الماضي، ودفع الغالي والرخيص، وتوسل لطوب الأرض والسماء، لكي يتم تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟
-    لماذا يصر سعد الحريري على أن القتلة من "حزب الله" هم من العناصر "غير المنضبطة" في حزب الله، كما أشرنا في مقالنا السابق (الارتهان اللبناني لسوريا ولا فكاك!) هنا في "إيلاف"؟
-    لماذا قبل سعد الحريري بمنصب رئيس الحكومة اللبنانية، وسعى إليه، سعي إبليس للجنة، وهو يعلم أن ثمن هذا المنصب تنازله عن المطالبة بدم أبيه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين؟
-    وإذا كان زعيم "حزب الله" وعناصره متأكدين من براءتهم من دم الحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فلماذا كل هذا الهلع، والفزع، والجزع، من القرار الظني القادم من المحكمة الدولية، وكأن المدعي العام (دانيال بلمار) سوف يضع غداً (الكلبشات) في يد "حزب الله" الإلهية المقدسة؟
-    وإذا كان "حزب الله"، وسوريا، وإيران، وغيرهم من المتهمين الرسميين وغير الرسميين بريئين من دم الحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فلماذا كل هذه المواكب، والمهرجانات، والتصريحات، ببراءة الزعماء، والنقباء، والخلفاء، وأصدقاء لبنان، والدعاء للحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين، بالرحمة، والمغفرة، والجنة، بعد أن كانوا بالأمس من المجرمين، الذين حقَّت عليهم لعنة المتفجرات، والنيران، التي شوت لحمهم، وأحرقت عظامهم؟
-    وما دامت إسرائيل و(موسادها) اللعين، هو الذي شرب من دم الحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين، وفجّرهم لخيانتهم للقضية الصهيونية، وعمالتهم لسوريا، وإيران، وحماس، فلماذا تلتزم إسرائيل كل هذا "الهدوء الشيطاني" و"السكينة الإبليسية"، ولا تهتم بالأمر، في حين يكاد (الفرقاء) الآخرون في لبنان وخارجه (ينْفَزِرون) من الغيظ و(يرتعبون) من الخوف، وربما فعلوها في سراويلهم من شدة الرعب؟!
-    ولماذا فزع، وبكى، ولطم هؤلاء، لطم (اللطَّامات النائحات) في سرادقات العزاء، وشقوا الثياب والجيوب على مقتل الحريري، ورفاقه، ومن تبعه من التابعين، والمثقفين، والسياسيين، والصحافيين، قبل خمس سنوات، واليوم بعد أن اقترب حبل المشنقة من رقاب بعضهم، وانتشرت رائحة الجريمة البشعة التي تزكم الأنوف، وبدأ الثلج يذوب، ويظهر ما تحته من خفايا وأسرار، بدأ هؤلاء برمي العدالة الدولية والمحكمة الدولية، بالعمالة لأمريكا والموساد و"العيساد"؟
لدي أسئلة كثيرة باقية وحرجة، ولكن سوف أتوقف هنا، لكي أُتيح للقراء "الأذكياء" إلقاء أسئلة أخرى، راجين من "إيلاف" سعة الصدر، وطول البال، والصبر على (المكروه)، كما عودتنا دائماً.
السلام عليكم.

اجمالي القراءات 9006