تلقى المركز العالمى للقرآن الكريم ببالغ الأسف والغضب النبأ القائل بأن "كنيسة العهد الجديد على أساس الكتاب المقدس",فى منطقة غاينيسفيل في فلوريدا بالولايات المتحدة تدعو إلى حرق المصاحف في 11 سبتمبر(أيلول) القادم أثناء الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة لهجمات سبتمبر ، و إنها تحاول أن تجعل من تلك الذكرى"يوماعالميالحرق القرآن".
بهذا الصدد يؤكد المركز العالمى للقرآن الكريم على الحقائق التالية :
1 ـ إنه يشجب ويندد بكل أنواع التطرف والتعصب التى تصدر من أى جهة ،
2 ـ إن المتطرفين المنسوبين الى الاسلام ـ مع أنهم يرتكبون الارهاب المرفوض اسلاميا ـ إلا إنهم لا يمكن أن يتعرضوا مطلقا للمساس بالانجيل أو المسيح أو السيدة مريم عليهما السلام ، لأن القرآن الكريم يقول عن إنجيل المسيح عليه السلام أنه هدى ونور ( 5 / 46 ) ، ويصف المسيح عليه السلام بأنه رسول الله وكلمة الله وروح منه ( 4 / 171)، ويصف السيدة مريم بأنَّ اللَّهَ اصْطَفَاها وَطَهَّرَهاِ وَاصْطَفَاها عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ ( 3 / 42 ) ويجعلها مثلا أعلى لكل المؤمنين والمؤمنات ( 66 / 12 ). بينما ينصب التعصب الغربى على النيل من دين الاسلام ، ومن القرآن الكريم وشخص النبى محمد عليه السلام . وهذا التعصب الغربى يعطى مبررا للمتطرفين الارهابيين لكى يرتكبوا جرائم يأباها الاسلام قبل الجميع .
3 ـ كنا نعتقد أن التعصب والتطرف مقترن بالتخلف الحضارى ففوجئنا بوجوده فى الغرب المتحضر وبطريقة تنم عن جهل فاضح .
4 ـ فأولئك المتعصبون الغربيون لا يدركون الحقائق التالية :
4/ 1 : إن أكثر ضحايا التطرف الارهابى من المسلمين الأبرياء .
4/2 : إن الارهاب نفسه عمل سياسى يتخفى وراء الدين ، وله منابع ودوافع سياسية ليست بعيدة عن السياسة الأمريكية حين استغلت المتطرفين فى افغانستان ضد الاتحاد السوفيتى ،ولا يزال التدخل العسكرى فى افغانستان والعراق من اهم العوامل المؤججة لهذا الارهاب . وهذه الخلفية السياسية لا شأن للاسلام والمسلمين بها.
4 / 3 : إن الأغلبية العظمى من المسلمين يرفضون الارهاب ، كما أن علماء المسلمين ـ وفى مقدمتهم أهل القرآن ـ يقفون بكل قوة ضد أولئك المتطرفين الارهابيين يؤكدون تناقضه مع الاسلام.
4 / 4 : أولئك المتعصبون الكارهون للقرآن لا يعرفون شيئا عن القرآن الكريم . معرفتهم به خلال ترجمات محرفة ، و تفسيرات تنتمى للعصور الوسطى عصور الجهل والتعصب الدينى. لو دخلوا موقعنا ( أهل القرآن ) الذى يقرأ القرآن من خلال مفاهيمه لعرفوا أن الاسلام هو دين السلام والتسامح والعدل و الحرية والحب و كل القيم السامية .
5 ـ يهيب المركز العالمى للقرآن الكريم كل القوى المحبة للسلام والاخاء الدينى أن تقنع المشرفين على هذه الكنيسة بالتوقف عن هذا العبث ، وأن تنشر دعوة الحب والتسامح بدلا من الكراهية ، كما قال الله جل وعلا فى القرآن الكريم : ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لّا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) ( 43 / 88 : 89 ). وليكن شعارنا جميعا قول الله جل وعلا فى القرآن الكريم (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ( 5 / 2 )