إفريقيا
صوفية

سامى ناصر في الأربعاء ٢١ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم  الله  أبدأ

 

صوفية إفريقيا السوداء 

هي  حامية الوطيس ، وتدور في صمت مطبق،أطرافها يتقاتلون باستماتة تحت ابتسامة،لها تشد الرحال والنبال والحبال،يعبأ لها المدد،ومنها يرجي الصمد،وهوالأحد الأوحد، فيها ترفع مصاحف، وعمائم وملاحف،و زرابي وشراشف،كر وبلاء، ثم فر وجلاء،وجفاء وجلاء،بدأت في التسعين،وهي حفيدة صفين، ومثلها في جعله عضين،ونعوذ برب العالمين 

 

صراع السنة والصوفية ضارب في جذور ; التاريخ الإسلامي ، وظل مايسمي بالسنة يسوم الصوفية سوء العذاب،وينكل بهم ويضطهدهم تحت ذريعة التطاول علي الذات الإلهية بالمتتالية المعروفة:ادعاء الحلول والإتحادمع الله، مما يفضي إلي الزندقه  ثم الذبح علي الطريقة الإسلامية ، إلي أن دارت الدائرة لصالح الصوفية  في دولة المماليك وكان ماكان و تجلت بعض مظاهره مع بن تيميه ..... وانتقلت عدوي الصراع الأزلي  عبر الأمصار والديار الإسلاميه مشرقا ومغربا،وكان مايسمي  ببلاد شنقيط –موريتانيا-بدعا مما حصل في الأقاليم الإسلامية الأخري -حيث كانت مسرحا لتعايش رائع بين السنة-الأشاعره... والصوفيه –القادريه لعدة قرون،نظرا إلي أن الطريقة القادريه لاتغلو غلوا كبيرا في مسائل مثل/ الحلول والإتحاد والعلم اللدني ، إلي أن زحفت الطريقة التيجانيه ،و جاءت بطرح جديد أساسه أن الشيخ أحمد التيجاني يستمد تعاليمه من الرسول محمد مباشرة -وفي المنام- وسنعرض بعضا من أفكارهم المتطرفه  منقولة من كتب التيجانيه دون تصرف... ونبدأ بصلاة الفاتح: اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخـاتم لما سبق ، ناصـر الحق بالحق ، الهـادي إلى صراطك المستقيم ، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم...هذه عندهم تعدل القرآن-لا أدري كم من مرة- فقد حصل فيها خلاف!!!!!!!وإليك أيها  القارئ نزرا قليلامن ومقارناتهم التي بنوا عليها فكرهم:

 

1- فالتيجاني اسمه أحمد . ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه أحمد وهومدفون في مسجده. كذلك التجاني مدفون في مسجده واسمه أحمد.

 

2- ورسول الله صلى الله عليه وسلم(الخـاتم لما سبق) من الرسل كذلك التجاني يدعي أنه خاتم الاولياء. فهو(الخـاتم لما سبق) من الاولياء!!!
3- ورسول الله صلىالله عليه وسلم(الفاتح لما أغلق) من قبله (سواء الرسالات من قبله أو أي شئ فتح ببعثته) واحمد التجاني هو(الفاتح لما أغلق) من الوحي!!!

قال مؤلف (جواهر المعاني"...ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق ، فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها ، فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات، ثم أخبرني ثانياً: أن المرة الواحدة منهاتعدل من كل تسبيح وقع في الكون ، ومن كل ذكر ، ومن كل دعاء كبير أو صغير ،ومن القرآن ست آلاف مرة" . (1: 136) يعتقد التجانيون أنها من كلام الله ، وفي ذلك يقول مؤلف الرماح أن من شروطها: "أن يعتقدأنها من كلام الله" (الرماح: 13 وقال مؤلف (بغية المستفيد): " ... مع اعتقاد المصلي بها أنها في صحيفة من نور أنزلت بأقلام قدرة إلهية وليست من تأليف زيد ولا عمرو بلهي من كلامه سبحانه، وأنها لم تكن من تأليف بشري، والفضل الذي فيها لا يحصل إلابشرطين: الأول: الإذن، الثاني: أن يعتقد الذاكرأن هذه الصلاة من كـلام الله تعالى كالأحاديث القدسيةعند السنة،وليست منتأليف مؤلف " (الدرة الخريدة 4: 128 ، 129. وهكذا يفترون على الله الكذب ، ويزعمون أن صلاتهم وحي من الله ،والله تعالى يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَىاللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنقَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ} الأنعام: 93. وهم يفضلون صلاة الفاتح على القرآن ، بينما يعتقد أهل السنة- وقد أصابوا في هذه-أن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه وعلي تلك الخلفيه  أخذ الصراع طورا آخر غير الذي كان  سائدا ،وأفتي العلماء بتكفيرالطريقة التيجانيه –شنشنة أعرفها من أحمدي- وشحذوا همما وألفوا كتبا، وتبني الصراع طابعا قبليا في حينه وحصلت معارك طاحنة خلفت الكثير من القتل والتنكيل يوما لهذا ويوما عليه ،وتزامن هذا مع تغلغل المستعمر الفرنسي واستطاع المستعمر أن يوقف حمام الدم بين القبائل،وبدأت الهدنة بين الطرفين ،وصاحب ذلك تحول للزعامة الصوفية  عامة والتيجانيه خاصة إلي العنصر الإفريقي، ممثلا في الشيخ أحمد منبا –قادري والشيخ إبراهيم انياس –تيجاني (السنغال) وفي جمهورية مالي خصوصا-بماركة من المستعمر-وتفرع عنها كثير من الزوايا وبسطت هذه الزوايا هيمنتها وسطوتها علي شعوب لدول بأكملها،شملت مع السنغال ومالي عدة دول مثل الغينيتين وساحل العاج وبوركينافاسو وصولا إلي نيجيريا والنيجر والتشاد والسودان ،حتي أضحي الموريتانيون يتندرون بأن الإفريقي من رعايا هذه الدول يعرف نفسه بأنه مسلم تيجاني أومسلم مريدي (قادري)...شهدت نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين حركة تمدن الأفارقة السود، وهجران حياة الغابة إلي الأبد،ولطبيعة تلك النقلة الحضريه كان لابد من نقلة ثقافية –دينية عوضا عن الوثنية التي كانت في حياة الغاب والمتاح من التدين  كان عبر المسيحية أوالإسلام... والمسيحية في الواقع تمثل بالنسبة للأفريقي حينها تجارة الرقيق ونهب الثروات إضافة إلي غرابة الجنس الأشقر، أما الأسلام فهو دين بني جلدتهم وليس متبوعا  بضغينة تاريخيةكمثل تلك التي لديهم مع المسيحية،فدخلوا الإسلام زرافات زرافات... بعد حصول دول غرب إفريقيا علي الإستقلال وانتمائها للعالم الإسلامي، بدأت حرب ناعمه بين المملكة المغربيه والمملكة السعودية علي النفوذ الديني وكل علي ليلاه يغني فمملكة المغرب تري في المد الوهابي تهديدا لهيمنتها التاريخيه الأشعرية، والسعودية تحمل رسالة مقدسة لإنقاذ البشرية واستغل قادة التصوف في هذه البلدان الفرصة فكانوا يتنقلون بين السعودية والمغرب ويعاملون معاملة الرؤساء ويكنزون ويكتنزون ، وهم في حقيقتهم ليسوا بسنة وهابيةولا بسنة أشعرية ،إنما هم طبقة ثالثة لآإلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء..... وضعت الحرب العراقية-الإرانية أوزارها في سنة 88 من القرن الماضي  واستردت إيران أنفاسها، وطفقت تفكر فيما ستفعل بعد الحرب وماصدقت أن العراق يحتل الكويت فإذابه يفعل، لتبدأ معالم عصر جديد تتغير فيه التحالفات ، فأشاحت وجهها عن ما يجري في الخليج، وولت وجهها شطر إفريقيا الغربية، في الوقت الذي كان العرب منشغلون في استنزاع الكويت من مخالب صدام ،كانت إيران تؤسس المستشفيات ،وتوزع المساعدات، وتبني الحسينيات، معتمدة علي جالية لبنانية-سورية- متنفذه في إفريقيا ومانسلخ القرن العشرين إلا والفكر الشيعي كان قدامتزج امتزاج الملح والماء في عقلية هذه الشعوب المتصوفة  الساذجه، فألفي السنة أنفسهم وقد أصبحوا خارج اللعبة، فأوكلو مقارعة إيران لموريتانيا –ياعيني-نظرا لخبرتها وصلتها بهذه الدول ، وموريتانيا حينها ترزخ تحت نظام معاويه ولدالطائع السيئ الذكر،وكان في صراع دائم مع السلفيين والسلفيات،واسبعدهم علي ذلك الأساس من برنامج المصارعه مع إيران،وقامت الحكومه الموريتانيه بتأسيس معاهد ومدارس لدعم الفكر السني المهزوم، والتصدي للزحف الشيعي ،وبدل أن تطرد الشيعة من إفريقيا بدأت كوادر هذه المعاهد نفسها تتشيع –ياعيني-وفي سنة ألفين وخمسه أطاح (علي)ب (معاويه ) وأستبشرت الشيعة خيرا بذلك وتطيرت السنة منه،وتحرر السلفيون والسلفيات من السجون،وبدأت حياة ديموقراطية في موريتانيا.

 

ثم انطلق السلفيون  والسلفيات حول العالم،وفي انطلاقتهم تلك يبدو أن جهة ما أو دولة ما أوكلت إليهم مهمة المناطحة بدليل أن رجال السلفية الظلامية والذين كانوا إلي عهد قريب يعتبرون التصوف كفرا وفسوقا، أصبحوا يتوافدون علي مراكز الصوفية في هذه الدول، ويواسونهم في مصائبهم ، ويحضرون مناسباتهم التي لاتنتهي من أعياد ومآتم ، وعقدت مؤتمرات وندوات ، تحت شعارات (الإسلام وآفاقه) و(مستقبل الإسلام في إفريقيا).... وحينما كانوا في غيهم هذا يعمهون ،كان ولد عبد العزيز الرئيس الموريتاني الحالي يستقبل استقبال الأبطال في إيوان كسري وتكهربت الأجواء ورمت مكه بفلذات أكبادها ، فشد القرضاوي الرحال إلي موريتانيا ومنها إلي هذه الدول وسلمان العوده وغيرهم الكثير، وكثر سرد الأحاديث في فضل الصوفية والتصوف ، وأحاديث من شاكلة  أمتي كالجسد الواحد إذاشتكي منه  جزء أو شيء... وقوم من طراز رجال الدين هؤلاء لايعتمد عليهم ،فهم لايعرفون احتراما لعهد ولايتقنون إلا النكاح سفاحا ولايعرفون من العلم إلا علم المراحيض والمحائض .

 

 

اجمالي القراءات 9532