عزمت بسم الله،
قبل أن أردَّ على الدعاية للصلاة على النبي، وتكفير من يرى أن الصلاة على النبي لا تكون في الأذان ولا في الصلاة لله تعالى، أود أن أضع بين أيديكم بعض الأسئلة الجوهرية في نظري، وهي تمس العقيدة والصدق في الإيمان بوحدانية الله تعالى، والأسئلة هي كما يلي:
- أقول للذين يعتقدون أنهم يدافعون عن ( السنة وما نسب إلى الرسول من حديث)، أقول لهؤلاء بيننا وبينكم كتاب الله الذي لم يأته الباطل والذي تولى الله تعالى حفظه بقدرته سبحانه، وقد قال الرسول محمد عن الروح عن ربه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(10). الشورى. نلاحظ في الآية الكريمة "10" الشورى قد تفرد المولى تعالى بالحكم على المُخْتَلفِ فيه إليه وحده، (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) ثم يقول الرسول النبي اعترافا بعبوديته لله تعالى والتوكل والإنابة إليه وحده لا شريك له. ويقول: ( ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). فهل شيوخ الأزهر وغيرهم من الشيوخ يتَّبعون أسوة الرسول ويعتقدون مثل ما اعتقد النبي؟؟؟ فيردوا ما اختُلف فيه إلى الله وحده ليحكم بين عباده فيما هم فيه مختلفون؟؟؟
- بما أن الرسول النبي قد توفاه الله تعالى، ولم يبق بيننا إلا الرسول الحي الذي لا يموت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو (القرآن العظيم ، فقد خاطب الله سبحانه الذين آمنوا( لا غير ) أن يطيعوا الله ويطيعوا الرسول، فكانت طاعة الرسول معطوفة بطاعة الله تعالى، فهذا الأمر في نظري من معجزات القرآن الذي هو حديث الرحمان الصالح لكل زمان ومكان، إذ أوجب سبحانه طاعة الرسول النبي على المشاهدين الذين عايشوا بداية البعثة إلى يوم وفاته عليه الصلاة والسلام، لأنه كان بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ومع ذلك لم يحد عن تعاليم خالقه الواردة والمحصورة في القرآن العظيم لا غير، ولا يحكم إلا بما أنزل الله عليه. ثم بعد أن توفاه الله تنتقل طاعة الرسول البشر إلى طاعة الرسول (الكتاب) الذي نزِّل على محمد وهو الحق، وذلك في قوله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَوَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِإِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59). النساء. لا حظوا أعزائي لم يقل سبحانه وأطيعواأولي الأمر منكم، لأن أولي الأمر منا مصيرهم إلى الموت حتما إذا جاء أجلهم، فقد قال سبحانه: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، بل وحتى أولي الأمر فنحن عند ما نطيعهم وهم ملتزمون بحكم الله لا غير، سنكون حتما أطعنا الله وحده لا شريك له. لذا فإن الرسول الذي تجب طاعته بعد وفاة النبي البشر هو القرآن وكفى لا غير. والدليل على ذلك من الكتاب الذي بلَّغه الرسول عليه السلام فقال: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(101). آل عمران.
- أعود إلى هذه الدعاية العالمية للصلاة على النبي وأقول هل فعلا نحن نصلي على النبي كما أمر وأراد الله تعالى؟؟؟
- هل قولنا ( صلى الله عليه وسلم ) فيه تلبية لأمر الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(56). النساء.؟؟؟
- ألم يخبرنا المولى تعالى أنه وملائكته يصلون على النبي لكنهم لا يسلمون تسليما، لأن الله تعالى لم يخبرنا أنه وملائكته يسلمون تسليما، إنما التسليم أُمرنا به نحن الإنس، والتسليم غير السلام، فالتسليم هو الإذعان والاعتراف بما جاء به الرسول من عند الله تعالى، فما أسهل أن يردد الإنسان ( صلى الله عليه وسلم) عشرات المرات لكنه لا يعلم ما يقول، رغم أن الله تعالى قد أخبرنا أنه وملائكته يصلون على النبي فقط : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ). فهل ( صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا) هو المطلوب منا؟؟؟ إنما قولنا ( صلى الله عليه وسلم) تحصيل الحاصل ولا يعتبر ذلك امتثالا لأمر الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(56). النساء. فالأمر من الله للإنس هو الصلاة عليه والاعتراف له بالجميل، والإذعان والتسليم لما جاء به من عند الله تعالى.
- سوف أضع بين أيديكم بعض الروايات التي يستمسك بها الشيوخ والمروجون للصلاة على النبي دون فهم ولا علم بواضعي هذه الروايات، (فإن كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة وإن كانوا يعلمون أن ذلك مما دس في ( الصحاح) فتلك مصيبة أعظم، ويصدق فيهم قول الله تعالى في الآية "5" الجمعة[S1] . فإليكم البعض منها:
- وقد اختلف أهل العلم في الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم هل هي واجبة أم مستحبة؟ بعداتفاقهم على أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة .
- واختلف العلماء في الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم في تشهد الصلاة المفترضة هل هي واجبة أم لا؟ فذهب الجمهور إلى أنها فيها سنة مؤكدة غير واجبة . قال ابن المنذر : يستحب أن لا يصلي أحد صلاة إلاّ صلى فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن ترك ذلك تارك فصلاته مجزئة في مذهب مالك وأهل المدينة وسفيان الثوري وأهل الكوفة من أصحاب الرأي وغيرهم ، وهو قول جمهور أهل العلم . قال : وشذّ الشافعي فأوجب على تاركها الإعادة مع تعمد تركها دون النسيان ، وهذا القول عن الشافعي لم يروه عنه إلاّ حرملة بن يحيى ولا يوجد عن الشافعي إلاّ من روايته . قال الطحاوي : لم يقل به أحد من أهل العلم غير الشافعي . وقال الخطابي ، وهو من الشافعية : إنها ليست بواجبة في الصلاة ، قال : وهو قول جماعة الفقهاء إلاّ الشافعي ، ولا أعلم له في ذلك قدوة ، انتهى . وقد قال بقول الشافعي : جماعة من أهل العلم منهم الشعبي والباقر ومقاتل بن حيان ، وإليه ذهب أحمد بن حنبل أخيراً ، كما حكاه أبو زرعة الدمشقي ، وبه قال ابن راهويه وابن المواز من المالكية .
وقد جمعت في هذه المسألة رسالة مستقلة ذكرت فيها ما احتج به الموجبون لها وما أجاب به الجمهور ، وأشفّ ما يستدلّ به على الوجوب الحديث الثابت بلفظ : إن الله أمرنا أن نصلي عليك . فكيف نصلي عليك في صلاتنا ، فقال : « قولوا » الحديث . فإن هذا الأمر يصلح للاستدلال به على الوجوب . وأما على بطلان الصلاة بالترك ووجوب الإعادة لها فلا ، لأن الواجبات لا يستلزم عدمها العدم كما يستلزم ذلك الشروط والأركان . فتح القدير ج 6 ص 73/74 المكتبة الشاملة.
- واختلف العلماء في الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم في تشهد الصلاة المفترضة هل هي واجبة أم لا؟ فذهب الجمهور إلى أنها فيها سنة مؤكدة غير واجبة . قال ابن المنذر : يستحب أن لا يصلي أحد صلاة إلاّ صلى فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن ترك ذلك تارك فصلاته مجزئة في مذهب مالك وأهل المدينة وسفيان الثوري وأهل الكوفة من أصحاب الرأي وغيرهم ، وهو قول جمهور أهل العلم . قال : وشذّ الشافعي فأوجب على تاركها الإعادة مع تعمد تركها دون النسيان ، وهذا القول عن الشافعي لم يروه عنه إلاّ حرملة بن يحيى ولا يوجد عن الشافعي إلاّ من روايته . قال الطحاوي : لم يقل به أحد من أهل العلم غير الشافعي . وقال الخطابي ، وهو من الشافعية : إنها ليست بواجبة في الصلاة ، قال : وهو قول جماعة الفقهاء إلاّ الشافعي ، ولا أعلم له في ذلك قدوة ، انتهى . وقد قال بقول الشافعي : جماعة من أهل العلم منهم الشعبي والباقر ومقاتل بن حيان ، وإليه ذهب أحمد بن حنبل أخيراً ، كما حكاه أبو زرعة الدمشقي ، وبه قال ابن راهويه وابن المواز من المالكية .
وقد جمعت في هذه المسألة رسالة مستقلة ذكرت فيها ما احتج به الموجبون لها وما أجاب به الجمهور ، وأشفّ ما يستدلّ به على الوجوب الحديث الثابت بلفظ : إن الله أمرنا أن نصلي عليك . فكيف نصلي عليك في صلاتنا ، فقال : « قولوا » الحديث . فإن هذا الأمر يصلح للاستدلال به على الوجوب . وأما على بطلان الصلاة بالترك ووجوب الإعادة لها فلا ، لأن الواجبات لا يستلزم عدمها العدم كما يستلزم ذلك الشروط والأركان . بحر العلوم للسمرقندي ج 3 ص 420 المكتبة الشاملة.
- اتفق العلماء على وجوب الصلاة على النبيصلى الله عليه وسلم ثم اختلفوافقيل تجب في العمر مرة وهو الأكثر وقيل : تجب في كل صلاة في التشهد الأخير وهو مذهب الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد وقيل : تجب كلما ذكر واختاره الطحاوي من الحنفية والحليمي من الشافعية والواجب اللهم صل على محمد وما زاد سنة ( ق ) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : « قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ». تفسير الخازن ج 5 ص 208 المكتبة الشاملة.
أخيرا هل اتفق العلماء على صيغة الصلاة على النبي؟ وهل هي السلام والتحية، أم يجب علينا التسليم والعمل بما جاء به من عند ربه؟ وهل اتفق العلماء أن تكون الصلاة على النبي في كل مرة أم تكفي الصلاة عليه مرة في العمر؟ والعمل بما جاء به في الكتاب ( القرآن) يكون طوال العمر؟ إذن ما دام العلماء لم يتفقوا على أي شيء مما قالوا واتفقوا أن القرآن من عند الله فعلينا باتباع القرآن وكفى وهو الصراط المستقيم الذي يوصلنا إلى رضى المولى تعالى ...
وسؤال أخير هو لماذا يحرض بعض الناس على الصلاة على النبي عند ذكر اسمه، ولا يحرضون على التسبيح لله تعالى عند ذكر اسمه سبحانه ؟ رغم أن الله تعالى أمرنا في كثير من الآيات بالتسبيح باسمه وذكره ذكرا كثيرا. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52). الحاقة. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42). الأحزاب. وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(25). الإنسان.
وإليكم أعزائي الدعاية من أهل السنة، ترغيبا في الصلاة على النبي، وتلاحظون أنهم لم يذكروا الله تعالى، فقد أنساهم الشيطان ذكر الله سبحانه فمن هو أحق بالحمد والتسبيح باسمه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟:
اللهم صلي على سيدنا محمد
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها :
كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة ...
فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة .. رفع الشملة وأطل بوجهه
.. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته ...
ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك!
فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"،
قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟
قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"،
قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال:
"من ذكرت عنده فلم يصل عليّ"
رواه الترمذي في (الحديث: 3546) - الإمام أحمد في الحديث: 1/201…
يقول الله تعالى:
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }
لن تكلفك شيئاً لو بلغتها من تحبـــ
--------------------------------
الحملة العالمية للصلاة على النبي محمد وعلى آله وسلم
في إطار الحملة العالمية للصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الرجاء أن تصلي عليه إذا وصلتك هذه الرسالة 10مرات، وأن تبعث بها لأكبر عدد ممكن من البرد الإلكترونية المتوفرة لديك
نريد أن نصل إلى رقم مليارصلاة على النبي
ساهم في الحملة العالمية للصلاة على النبي
يكن لك أجرك وأجر من عمل بها
انتهى نص الدعاية للصلاة على النبي بالتحريض على إرسال هذه الدعاية إلى مليار صلاة على النبي فهل تنقع في شيء؟؟؟؟؟؟
ختاما أذكركم ونفسي بالاستمساك بالكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب، والذي أمر المولى تعالى فيه رسوله والمؤمنون ليقول: قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ(59). النمل.
[S1]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها...