ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٠ - مارس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : دكتور أحمد صبحي منصور، معلمي و استاذي الفاضل. انا لن اطيل علي حضرتك و لكن احتاج الي توجيهك . . انا عندي ٢٨ سنه و للاسف علي فتره ٥ سنين كده استسلمت لغرايزي و قريني و زنيت عده مرات و مارست الفواحش مرات اخري. و كل مره اشعر بذنب كبير لاني انضممت الي القرانيين من فتره وجيزه انا ما زلت علي شاطئ علم حضرتك و انا امامك جاهل لكن اعلم اني ما فعلته حرام و كل مره اشعر بالذنب و احاول ان اتوب و استغفر لكن اقع في الخطيئه مجددا مرات عده واتوب و اقع في الخطيئه لذا منذ يومين بكيت لاني اشعر اني انسان غير صالح و بالبلدي كده زباله و نفسي فعلا اتوب توبه نصوحه بس مش عارف بحس اني من جوايا ميت مش حاسس بحاجه لكن بحاول اصلح من ذاتي و نفسي في حل نهائي لعدم الرجوع لهذه الامور فهل فعلا لو تبت فعلا ربنا هيغفرلي؟ لاني خايف منه اوي. السؤال الاخير هل لسه عندي فرصه اني اكون من السابقين المقربين و لا خلاص كده مفيش امل اني ابقي منهم و ازاي ممكن اوصل للدرجه دي؟ شكرا جزيلا لصبر حضرتك عليا و اتمني ان لا تتقزز مني . اعتذر عن التواصل هنا لكني لا استطيع التواصل عن طريق الموقع حتي ارسال الايميل فشل . شكرا لسعة صدركم السؤال الثانى والدى الله يرحمه كان يعمل ساعى فى شركة يملكها ابن عمه ، وهو تعود ان يعطينى مصروف شهرى ، وساعدنى بعد وفاة والدى فى الحصول على وظيفة فى شركة محاماة قانونية . وله بنت وحيدة ، فى الواقع لم أكن أستريح لها لأنها دلوعة ومغرورة . فوجئت به يعرض على أن أتزوجها ، وهو سيتكفل بكل النفقات . لم أستطع الرفض لأنى اشعر بالامتنان له ولما فعله مع أبى ومعى . وحصل الزواج ، وكان زواج مهبب ، فهى سليطة اللسان ومتكبرة ومغرورة وتعاملنى كما لوكنت خدام عندها ، وعادة تعايرنى بأفضال ابوها على وعلى أبى ، وان ابى كان فراش عند ابوها . إشتكيت لأبوها ونصحها ومفيش فايدة . وكل مرة ينصحنى أنا بالصبر والتحمل عشان خاطره . فى الآخر تركت لها شقتها التمليك وما فيه من موبيليا فخمة وسكنت فى شقة إيجار فى حى شعبى ، وأرسلت لها ورقة الطلاق . الغريب إن أبوها إستسلم ربما لأنه يعرفنى ويعرف بنته . تفرغت أنا لعملى فى شركة المحاماة ، وكان لى زميل إعتاد أن ينصحنى بتحملها الى أن يموت والدها الميلونير وترثه واتنعم معها بالميراث، وكنت أرفض هذا . المهم إن هذا الزميل تقرب لها ولأبوها ، وتزوجها طمعا فى ثروتها وشقتها ومجوهراتها وميراثها القادم من أبوها . وبعد ستة أشهر هرب منها وطلقها . الآن هى تتصل بى وتريد أن أرجع لها ، وتقول انها عرفت قيمتى بعد زواجها الفاشل . أنا رافض ولكنها وأبوها يتصلان بى وأبوها يؤكد لى أنها تغيرت ، وإنه لا يأمن على بنته إلا معى . فماذا تنصحنى أستاذى ؟. السؤال الثالث : لا أفهم هذه الآية : قال جل وعلا : ( وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11) الاسراء )
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ إبنى الحبيب.  لا تيأس من رحمة ربك جل وعلا . قال جل وعلا : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55)   الزمر )

2 ـ وأنت فى سن مناسب چدا للتوبة . فى السّنّ المبكرة يكون أمامك عمر طويل لتبدأ توبة صحيحة تّبدّل فيها عملك السيء  بأعمال صالحة ، وربما تكون يوم القيامة ليس من أصحاب اليمين بل من المقربين السابقين. هذا يتوقف على توبتك المخلصة واعمالك الصالحة وإخلاصك لربك جل وعلا  . أرجو تدبر قول ربك جل وعلا :

2 / 1 :( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18)  النساء ) .

2 / 2 : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) الانعام  )

2 / 3 : ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119) النحل   )

2 / 4 : (  وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82)   طه ) . تذكّر أن التوبة فى الدنيا ، وأن الغفران فى الآخرة .

3 ـ كل ما هناك أن تبتعد عما يوقعك فى الزنا وان تشغل نفسك بالحق حتى لا تشغلك نفسك بالباطل . تذكر أن نعمة الصحة والشباب مؤقتة وضريبتها عالية ، وأن من أسرف على شبابه وصحته دفع الثمن فى شيخوخته ومرضه .الزنا يستغرق وقتا قليلا ولكنه ساء سبيلا. قال جل وعلا : (  وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32)   الاسراء ) ولو ادمنته ولم تقلع عنه ستدفع ثمنا غاليا فى صحتك الجسدية والنفسية والاجتماعية وربما تقع فى مشاكل . فى شبابى كنت اقول لنفسى لا توجد امرأة فى العالم تستحق أن أدخل جهنم من أجلها .

4 ـ ارجو أن تقرأ صفات عباد الرحمن فى سورة الفرقان. ومنها قول ربك جل وعلا : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) الفرقان )

إجابة السؤال الثانى

أبوها هو الذى أفسدها بسوء تربيته لها . إشترى لها كل ما تريد ، وإشترى لها زوجا تعاملت معه على أنه لعبة تمتلكها . مستحيل أن تتغير . إهرب بنفسك منها ومن  أبيها . سيدفعان الثمن .

إجابة السؤال الثالث :

التعجُّل والعجلة من صفات الانسان . قال جل وعلا :

1 ـ  ( وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11) الاسراء )

2 ـ ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (11 ) يونس )

3ـ  ( خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ ) ( 37 ) الأنبياء ).

من مظاهر عجلة الانسان أنه عندما يغضب يدعوعلى نفسه بالشّرّ مع إن المفترض أن يدعو لنفسه بالخير .وفى البيئات الريفية تدعو الأم على طفلها وتتوعده عندما تضيق أخلاقها . والمثل الشعبى المصرى يقول ( أدعى على إبنى وأكره اللى يقول آمين )   

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
 

اجمالي القراءات 977