بسم الله الرحمن الرحيم
(الم .ذلك الكتاب لا ريب فيه .هدى للمتقين ) البقرة 1-3
1-سورة البقرة هى أول سورة نزلت فى المدينة من سور القرآن الكريم بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام لها بعدما عانى كثيرا من مشركى مكة ما يقرب من ثلاثة عشرة سنة كان يدعوهم فيها للإسلام ولم يسلم معه إلا القليل.
2-وجاءت إفتتاحية سورة البقرة لتؤكد على قيمة القرآن وأهميته ومكانته فى الإسلام . وقد قررت الآية الكريمة حقيقة قرآنية عنه أنه لا ريب فيه ،أى لا شك ولا ريبة ولا ظن فيه ، وإنما هو حق مطلق وصدق مطلق ، وتام ،وكامل ،ولا ينقصه شىء لهداية المؤمنين والمتقين ..
3-كان المشركون والكافرون فى الماضى يشككون فى القرآن ،ويقولون أنه من عند مُحمد رسول الله عليه الصلاة والسلام . أو يقولون عنه انه اساطير الأولين نقلها لهم من كُتب الأولين .فنزل القرآن يقول لهم (ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ..اى لاشك فى انه كتاب رب العالمين المنزل على محمد ،والذى لا يستطيع محمد ومن معه ومن فى الارض جميعا أن يأتوا بمثله ،وإنما هو مأمور بتبليغه للناس جميعا .
آما الآن فتغيرت صورة الريب والشك فى القرآن وإنتقلت من المشركين إلى المسلمين أنفسهم ،حيث أنهم إتهموه بالقصور والنقصان وعدم التمام والكمال . وذلك بعدما إتبعوا الأحاديث الموجودة فى البخارى وغيره ،وتركوا القرآن ،وقالوا عنها انها مُكملة ومتممة له ولا يجوز العمل بآية منه إلا بعد أن تدعمها تلك الأحاديث .بل زادوا على ذلك بأن جعلوها فوق آياته ،وهم بذلك يرفعون البخارى فوق الله لرفعهم لكلامه وكتابه على كلام الله وكتابه جل جلاله .
4- الغريب انهم يقرءون ليل نهار آيات القرآن الكريم التى تذكرهم بأنه (الحق ،والصدق ،واليقين ،والتام ) ومع ذلك يتركونه ،ويتبعون (الباطل ) لأن من لا يتبع الحق سيتبع الباطل (وماذا بعد الحق إلا الضلال) ، ويتبعون الظن بدلا من اليقين (إن يتبعون إلا الظن) ،ويتبعون الناقص ،لأن عدد روايات الحديث تزيد فى كتاب وتنقص فى كتاب آخر ،وتتهاوى جميعها امام آيات القرآن الكريم رغم ما يسندها من سلسلة الأسانيد البشرية ..
5- يا ترى متى بدأ التشكيك فى كتب الله ورسالاته ،وما هى الصور التى يتبعها المشركون فى ذلك التشكيك ؟؟
بدأ التشكيك منذ أن عصى إبليس ربه جل جلاله فى السجود لآدم ، وأخذ على نفسه العهد فى أن يقعد لعباده أمام صراطه المستقيم ،وأنه سيأتيهم من كل مكان ويغريهم ويزين لهم القول حتى يبعدهم عن صراطه المستقيم . وقد حدث هذا فى أن جعلهم يبتعدون عن الرسالات السابقة ،ويتركون كُتبها خطوة خطوة ،ولأنها ليست محفوظة بحفظ الله لها ،فكان يتم تحريفها ونسيانها مع الزمن حتى تتلاشى تماما من الوجود ولايصبح لها أثر ،مثلها مثل اللغات القديمة للعالم وكمثل لغات مصر القديمة الفرعونية ،والقبطية وما بينهما ..ولكن عندما تعهد الله جل جلاله بحفظ القرآن الكريم (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .لم يستطع إبليس وأعوانه على أن يقتربوا من القرآن الكريم ،ولم يستطيعوا أن يُحرفوا فيه شىء ،لا كلمة و لا حرف ولا تشكيلة . فلم ييأس إبليس ،وزين لهم ان يخلقوا كتابا موازيا للقرآن الكريم ،مثلما لا يستطيعون خلق الإنسان فيخلقون تماثيل وأصنام على هيئته ،قاموا بخلق وإختلاق كتاب مواز للقرآن ،ولكنه ليس مثله ،وسموه ,اطلقوا عليه علم الحديث ،وليُمكن إبليس لأصحابه زخرف قوله وإفتراءه جعلهم ينسبون كلامه وكلامهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ،ووسوس لهم حتى رفعوا مؤلفه ومخترعه (البخارى ) إلى مكانة الله جل جلاله ،وجعلوه يعلوه فى تشريعاته ،وأصبحوا يقاتلون فى سبيله ومن أجله وفى الحفاظ عليه مثلما فعل الكفار مع نبى الله إبراهيم وقالوا (حرقوه وإنصروا آلهتكم) ،وذلك بحكمهم على كل من يُكذبه ويقترب منه بقول أوفعل سلبى مثلكم يا أهل القرآن بالردة والخروج عن الإسلام ،ومن بعدها إهدار دمه وتعريضه هو وعائلته للمشاكل ومحاولات قتله وعائلته مثلما حدث لكثير ممن نعرفهم ..
6- كمثال على كذب الظن الذى يتبعون وعلى كذب علم الحديث والبخارى على الإسلام وعلى الله جل جلاله ،ما رواه فى رواية له عن آخر رجل يدخل الجنة ،فيقول له الله إذهب وأدخل الجنة فيروح وينظر فيجدها مليئة ،فيعود ويقول له يا رب لقد وجدتها مليئة ولا مكان لى فيها ،ويكرر المحاولة ثلاث مرات ،فيضحك الله معه ،ويقول له ،لا إذهب وستجد مكان لك هذه المرة .. وكأنها مباراة فى الهزار بين الله وعبده (تعالى الله عن ذلك علوا كبير) ..
..ثم يُكمل البخارى حتى يقول – إن الله جاء للمؤمنين بهيئته وقال لهم إتبعونى ،فقالوا له ،لا لست ربنا إن ربنا غير هذا وليس على هذه الهيئة ،فيقول لهم ،بل أنا ،فيقولون له ،لا ، ثم يقول إنتظرونى هاهنا ،فيذهب ويغير ثيابه وهيئته ،ويعود لهم فعندما يرونه يقولون ،نعم ، الآن انت ربنا ،ويتبعونه ،ويذهبون وراءه حتى يُدخلهم الجنة...
فهل بعد هذا القول على الله إيمان به منهم ؟؟ وهل هذ الحديث يليق بجلال الله ؟؟؟
7- فى النهاية لا يمكن ان نتبع إلا من قال عنه الله جل جلاله (ذلك الكتاب لا ريب فيه ) والا نتبع الظن الذى لا يغنى عن الحق شيئا . ولا ادرى إذا كانوا لا يرسلون ابنائهم لأخذ الدروس الخصوصية عند المدرس الضعيف فى مادته ، فكيف يعتمدون فى دينهم على إتباع كُتب مبنية على الظن والشك والريبة والكذب والتزوير والتطاول على الله ورسوله وشريعته ودينه ؟؟؟
8—هذا ما فهمته من مدارستنا للقرآن فى صلاة الجمعة الماضية عن قول الله تعالى (الم .ذلك الكتاب لا ريب فيه. هدى للمتقين ) البقرة 1-3- ،وقام بتصحيحها لى مرة أخرى والدتى ووالدى .فلهم الشكر ،ولكم جزيل الشكر على قراءتكم محاولتى هذه .