من تراث رواق إبن خلدون
ندوة الكاتب الصحفى حمدى البصير
عن مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر
فى 15/4/1997
فى هذه الندوة بدأ مدير الرواق د. أحمد صبحى منصور ـ بارساء تقليد جديد هو دعوة رئíute;وة رئيس مركز ابن خلدون د. سعد الدين ابراهيم ـ ليقدم كشف حساب امام الرواق عن جهود مركز ابن خلدون الأخيرة من واقع ما يؤمن به المركز من شفافية وعلانية ووضوح فى تجلية كل نشاطاته فى ارساء ثقافات المجتمع المدنى .
وتحدث د ـ سعد الدين ابراهيم ـ عن انشغال المركز بالاعداد للمؤتمر الرابع عن الملل والنحل والاعراق والمقرر عقده فيما بين 15, 16 من مايو 1997 . وحرص على تقديم الدعوة لكل أعمدة رواق ابن خلدون للإسهام فى هذا المؤتمر . وقال ان المؤتمر الرابع سيركز فى بحث ثلاث جماعات وهى الأقباط فى مصر والاكراد فى العراق وعرب 1948 فى الاراضى المحتلة . وسيتحدث ثلاثة من الفلسطينيين خلال ثلاث أوراق عن اوضاع عرب فلسطين 1948 , ودرهم فى اى تسوية او تعايش سلمى وماذا يريدون من الوطن العربى ليفعله لهم , وبالمثل ستقدم ثلاث ورقات عن طريق عن وضع المسألة الكردية فى الداخل والخارج , وما الذى يحدث بالضبط فى كردستان , ثم رؤية كردية لتسوية المسألة . وعن الأقباط ستقدم ثلاث ورقات , عن وضع الأقباط فى الشريعة الإسلامية وبعد الفتح الإسلامى , وعن ماذا حدث ويحدث للأقباط فى الفترة الأخيرة , ثم عن العمل المطلوب ..
وبعد مداولات قصيرة فى الرواق حول حديث الدكتور سعدالدين إبراهيم عن المؤتمر الرابع لمركز ابن خلدون عن الملل والنحل , قام مدير الرواق دـ أحمد صبحى منصور ـ بتقديم المتحدث الكاتب الصحفى ـ حمدى البصير ـ باعتباره من شباب الصحفيين الواعدين والباحثين ومن أعمدة الرواق والمشاركين فى أعماله , وهى المرة الثانية التى يقدم فيها ندوة فى الرواق , بالإضافة الى مشاركاته البحثية فى مؤتمرات مركز ابن خلدون , وباعتباره متخصصا فى شئون الأزهر تشابكا فى الحياة الفكرية والسياسية , وهو مجمع البحوث الإسلامية ..
قال حمدى البصير ان الحديث عن مجمع البحوث الاسلامية شائق وشائك , وقد ساهم فى إيجاد مناخ التطرف فى مصر , برغم كونه مؤسسة رسمية تتبع الدولة , بل انه كان فى فترة من الفترات مشجعا لجماعات العنف , وقد أنشأه عبد الناصر فى االستينيات بديلا عن هيئة كبار العلماء , وكان مهندس أنشأئه الشيخ شلتوت وقد تطبع مجمع البحوث فى كل عصر بطابعالرؤساء .. ففى عهد عبد الناصر كان له دور محدد فى نقل الرسالة العالمية للإسلام وفق مفهوم عبدالناصر , لذلك دارت ندواته واصداراته حول تحرير المسجد الأقصى وشرعية التأمين التعاونى وفقا للإشتراكية أو التكافل الإسلمى , وقيام العلاقات الدولية على أساس الكرامة الإنسانية , وتنظيم الانتفاع بالذبائح , ومقاومة الغزو الفكرى والأفكار الواردة..
وعندما تولى السادات استعان بالدكتور عبد الحليم محمود لمحاربة الناصرية والمد الشيوعى إلا أنه كانت لعبد الحليم محمود رسالة أخرى فى ترسيخ الفكر الأصولى السياسى , ولذلك كان الرد الطبيعى لجهد السادات وعبد الحليم محمود هو نشاط الجماعات الإسلامية .. وقد أصدر عبد الحليم محمود فتوى بسلب الولاية من الشخص الشيوعى بحيث لا يصح له مثلا أن يقوم بتزويج ابنته شرعا ولا يحق له أن يتولى الوظائف ..
ومن الطبيعى أن تختلف موضوعات المجمع فى عصر السادات عنها فى عصر عبد الناصر , فمثلا كان العقيد معمر القذافى قد قدم ورقة الى المجمع عن الفكر الاشتراكى فى نهاية عصر عبد الناصر , ولكن أصبحت الموضوعات فى عصر السادات تتناول الحدود وتطبيقها ووسائل تطبيق الشريعة الإسلامية , ومناقشة نقدية لفكر القذافى ونظريته الثالثة ,والعقوبات الجنائية فى الاسلام , كما كانت أخطر توصية لاحدى مؤتمرات المجمع هى الدعوة الى تطبيق النظام الاسلامى فى الاقتصاد وتدريسه فى كليات التجارة وتكريسه فى الواقع , وهى فكرة انشاء البنوك الاسلامية وفروع المعاملات الاسلامية فى البنوك العادية وما انتهت اليه اخيرا بشركات توظيف الاموال الاسلامية . وفى المؤتمر الذى عقد فى ديسمبر 1972 حضره السادات ليوم كامل , واستخدم السادات الأزهر والمجمع فى تمرير بعض القوانين التى تدعم حكمه , ومنها موافقته على قانون الاحوال الشخصية الجديد المعروف شعبيا بقانون جيهان السادات , وقد كان بطل اصداره الدكتور عبد المنعم النمر . كما شغل عبد الحليم محمود لجانا لعمل دستور اسلامى موحد للدول الاسلامية , وكان مهندس هذا العمل المستشار على جريشه . وفى سنة 1978 أثناء تنامى الجماعات المتطرفة أعاد عبد الحليم محمود تنظيم المجمع وضم اليه أساما جديدة منها ادارة خاصة بالجماعات الخاصة , اى الجماعات المتطرفة , وكان ضد استخدام العنف مع هذه الجماعات , ووضع هذا فى شهادته فى قضيةالفنية العسكرية , وأنشأ ادارة التوجيه العامة للدعوة بالوسائل الحديثة وذلك لمراقبة الاذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما واجهزة الاعلام .
وفى اكتوبر 1977 افتتح دورة المجمع نائب الرئيس حسنى مبارك , وقرر المجمع فتح باب الاجتهاد فى الشريعة الاسلامية بتكوين هيئة من كبار العلماء لبحث سبل تطبيق الشريعة , والحدود وحكمة تشريعها , وأعد الشيخ محمد خاطر دراسة عن الحدود والقصاص فى الشريعة ودراسة عن الغاية من العقاب , وكان ذلك على المستوى الرسمى تأييدا لدعوة الاخوان وجماعات التطرف ..