الفيضانات تجتاح السودان..
قتلى وجرحى ومشردون والسلطات تدرس إعلان حالة الطوارئ
|
|
|
الشوارع تحولت لجزر |
|
|
الخرطوم: ذكرت تقارير صحفية إن استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مختلف المدن السودانية قد أدى إلى أوضاع كارثية تسببت بمقتل وإصابة العشرات وتشريد الآلاف بعد تدمير مئات المنازل، وتتجه السلطات السودانية في هذه الأثناء لإعلان حالة الطوارئ في وقت حذرت فيه من كارثة صحية محتملة جراء انهيار وضعف المصارف.
في غضون ذلك، أعلن محافظ جبل أولياء جنوب الخرطوم محمد بريمة حسب النبي، انهيار 850 منزلا في المحلة نصفها في منطقة الإسكان الشعبي بمدينة الأمل، والنصف الآخر في منطقة سوبا ،جراء الأمطار الأخيرة، وقال بريمة إن أصحاب المنازل بسوبا سيتم ترحيلهم إلى مناطق أخرى وتخطيط المنطقة، مضيفا أن المشكلة أكبر من طاقة منطقة جبل أولياء.
كما أعلنت سلطات الدفاع المدني السودانية انها تدرس إاعلان حالة الطوارئ جراء الامطار الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين والتي دفعت بالاوضاع لمزيد من التأزم في وقت حذرت فيه السلطات من كارثة صحية محتملة جراء انهيار وضعف المصارف حيث تجاوزت المعدلات السنوية لكل الموسم بالولاية مما تترتب عليها بعض الأضرار خَاصةً في منطقة جنوب الخرطوم وخلفت الأمطار والسيول خسائر في بعض المناطق مابين انهيار منازل وحوادث ووفيات وجرف للمزارع..
وكانت إدارة الدفاع المدني بولاية الخرطوم أعلنت عن مقتل سبعة أشخاص وجرح عشرات آخرين جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت الخرطوم أمس الجمعة.
ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن مدير الإدارة عمر الحسن قوله: إن الدفاع المدني تلقى عشرات البلاغات عن أضرار لحقت بممتلكات مواطنين في مناطق مختلفة من ولاية الخرطوم. واضاف إن إدارته وضعت تدابير احترازية لمواجهة أية أمطار محتملة بالولاية. وأوضح أن فرق الإنقاذ وبكل معداتها على أهبة الاستعداد للتحرك في أي وقت وأي مكان لإنقاذ المتضررين.
وتعاني منطقة شرق النيل بالخرطوم بحري أوضاعا مزرية وقاسية بعد انهيار المنازل, وطالب المتضررون السلطات الحكومية بتوفير الغذاء والسكن وأبدوا خشيتهم من هطول الأمطار مجددا.
وفي وقت اكدت الارصاد الجوية بان اجزاء واسعة من البلاد بما في ذلك ولاية الخرطوم ستتأثر بأمطار غزيرة جدا خلال ال 72 ساعة القادمة، توقعت وزارة الري ازدياد معدلات الامطار وارتفاع ايراد الفضيان خلال الفترة القادمة.
ودعا مجلس الوزراء السوداني برئاسة الرئيس عمر البشير لإيجاد معالجات جذرية لتصريف مياه الأمطار بالخرطوم تفادياً لحدوث أي أضرار في الأرواح والممتلكات.
|
|
|
آثار الدمار الذي خلفته الفيضانات |
|
|
واطلع المجلس في جلسته أمس على موقف الأمطار والفيضانات بالبلاد عبر ثلاثة تقارير ابتدرها المهندس كمال علي محمد وزير الري والموارد المائية الذي أكد أن إيراد الفيضان منذ أول يوليو الماضي كان أقل من المعدل في كل روافد النيل باستثناء النيل الأبيض ونهر الرهد.
ونقلت صحيفة "الراية" القطرية عن محمد قوله، ان التنبؤ بالأمطار حتى الثاني والعشرين من أغسطس/ اب الجاري لم يكن مطابقاً للواقع. وكشف اللواء عبدالله عمر الحسن مدير الدفاع المدني بولاية الخرطوم أن حالات الوفاة بلغت جراء الأمطار والسيول سبع حالات وفاة، فيما تعرض سبعة مواطنين لاصابات متفاوتة، وسجلت دفاتر سجلات غرفة العمليات (52) بلاغاً في كل من مناطق سوبا والخرطوم والامتداد وشرق النيل والصحافة واركويت واللاماب.
إلى ذلك أكّد د.عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم في تقريره أمام المجلس أن الأمطار التي شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين تجاوزت المعدلات السنوية لكل الموسم بالولاية مما تترتّب عليها بعض الأضرار خَاصةً في منطقة جنوب الخرطوم، وكشف الخضر عن جهود الولاية لاحتواء الموقف بمساعدة الدفاع المدني لتصريف الأمطار في أقصر وقت لمساعدة الأسر التي انهارت منازلها.
وكانت قوات شرطة الدفاع المدني قد شرعت في تعزيزات بانتشار واسع لأفرادها علي امتداد نهر النيل وذلك في شكل ارتكازات لمراقبة الجسور وسد الثغرات وحماية المناطق المجاورة للنيل وقال اللواء عبدالله عمر الحسن مدير شرطة الدفاع المدني بولاية الخرطوم ان القوات منتشرة في مناطق الفكي هاشم والخليلة والفتيحاب وابوسعد وغيرها مؤكداً ان القوات تعمل على مراقبة النيل علي مدي اربع وعشرين ساعة كما تشكل الامطار التي شهدتها الولاية في الساعات الاولي من صباح امس خطورة كبيرة على المواطنين وعلي المناطق والاحياء السكنية التي كانت قد تأثرت صباح الامس بالامطار ومازالت فيها كميات من المياه تم تفريغ اجزاء منها
وكشف اللواء عبدالله بان هناك سحابة كبيرة تمتد شرقاً من الحدود الاريترية السودانية مروراً بالقضارف وشمالاً حتي منطقة الدامر وشندي وغرباً حتي المناطق المتأخمة للنيل مشيراً الي ان هذه السحب هي التي تشكل الخطورة إذا استمر هطول الامطار واذا كان الوضع بعد هطول الامطار التي شهدتها الولاية قد وصل لحد اعلان الطوارئ قال انه لم يصل الي حد اعلان الطوارئ ولكن إذا استمرت الامطار فإنه سيصل الي حد اعلان الطوارئ إلى ذلك اعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم حالة التأهب القصوى لمجابهة طوارئ الخريف بجميع محليات الولاية السبع.
واستنفرت الوزارة الاسعاف المركزي وجميع المستشفيات لاستقبال الحالات الواردة وتفعيل غرف الطوارئ الصحية بالمحليات.واطمأن الاجتماع العاجل للجنة الطوارئ على موقف الامداد الدوائي بالولاية مقراً بضرورة افتتاح عيادات جوالة بمنطقة الفتح بكرري مطالباً بأهمية الانعقاد الدائم للجنة الطوارئ لمتابعة تطورات الاوضاع مشيراً إلى اهمية التنسيق مع الدفاع المدني والتخطيط العمراني ومنظمات المجتمع المدني للعمل في مواجهة الطوارئ الصحية للخريف.
وشهد السودان خلال السنوات الأخيرة بشكل متواتر كوارث بفعل السيول خصوصاً عام 2007 ،حيث اجتاحت السيول المدن والقرى في معظم ولاياته وتسببت في تشريد أعداد كبيرة من الأسر بعد أن دمرت ممتلكاتهم.