فى مصر (الزعيم)«ترويق اللحم» و«هياكل الفراخ».. وجبات فاخرة للغلابة فى رمضان
في
السبت ٢٩ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
ترويق اللحم» و«هياكل الفراخ».. وجبات فاخرة للغلابة فى رمضان
كتب دارين فرغلى ٢٩/ ٨/ ٢٠٠٩
|
الفقراء يقبلون على شراء هياكل الفراخ
|
بعيدا عن وجبات الفنادق الفخمة، وروائح حفلات الشواء، توجد موائد أخرى لا تزيد على طاولة خشبية صغيرة يلتف حولها أب عاد لمنزله بعد عناء، وتجلس بجواره زوجته التى حاولت طوال اليوم أن تساعده فى المعيشة وأطفال صغار تتسابق أيديهم لتلتقط ما تحويه أطباق أثمن ما فيها وجبة قد لا تعرف اسمها، مجهزة من «ترويقة اللحم».. تلك هى موائد الفقراء.
يقول محمد سعيد (جزار): ما إن يأت شهر رمضان حتى أجد إقبالا شديدا من بعض محدودى الدخل فى المنطقة على شراء «ترويق اللحم»، فكثيرا ما ترسل لى سيدات أطفالهن لشراء «تقاطيع اللحم»، والتى تشمل الماسورة، والعصب والقطعة التى وضع عليها الختم وتسمى «ختم اللحمة»،
وهذا بالطبع لأنهم لا يقدرون على شراء اللحم، فلا يجدون أمامهم إلا أن يستبدلوه بـ «الترويق» الذى لا يكلفهم الكثير حيث يبلغ سعر كيلو العصب ٦ جنيهات، وهو نفس سعر الماسورة وهذا بالنسبة لسعر لحم الكندوز، أما اللحم الجملى فكيلو الدهن به يصل إلى ٨ جنيهات، بينما لا يزيد سعر الماسورة على جنيهين ونصف الجنيه.
أما فى محال بيع الطيور فالغلابة لا يقبلون إلا على شراء هياكل الفراخ، وهذا ما أكده فتحى سعد (أحد بائعى الطيور فى منطقة عين شمس) قائلا «فيه ناس غلابة كتير أوى ونفسهم يحسوا إنهم بياكلوا فراخ فى رمضان فبييجوا ياخدوا الهياكل وثمن الكيلو ٦ جنيهات وأحيانا رجول الفراخ كمان».
يضيف فتحى «معظم الغلابة الذين يأتون لشراء الهياكل يشعرون بحرج شديد من أن يطلبوها أمام غيرهم ممن يشترون الدجاج والبط والديك الرومى، وكلما سألتهم عن طلبهم أجابونى «لما تخلص الناس اللى معاك الأول»، فأفهم على الفور أنهم يريدون شراء الهياكل أو الأرجل وأقوم بتجهيز طلبهم على الفور.
فتحى يقول إن لديه دفتراً يقوم فيه بتسجيل أسماء الزبائن وحسابهم المتأخر، مشيرا إلى أن الأمر لم يعد يقتصر على بعض العمال وحارسى العقارات والبائعين المتجولين الموجودين بالمنطقة بل إن بعض صغار الموظفين فى المنطقة يقبلون على شراء الهياكل أيضا لعدم قدرتهم على توفير ثمن الدجاجة التى وصل سعر الكيلو منها إلى ١٤ جنيها.
وفى النهاية ما إن ينطلق صوت الأذان حتى يلتف الجميع حول موائدهم، أغنياء كانوا أم فقراء فكلهم فى نهاية الأمر سواء أمام الله، موائد ثرية وأخرى شديدة التواضع، لحوم أو هياكل، فكلها فى النهاية تسد جوع صائم يسعى لطاعة ربه.
|