ليلة النكد لا الدخلة

آحمد صبحي منصور في الأحد ٣١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
د. أحمد. أرسلت لك رسالتى هذه من عامين فأهملتها ـ ورأيتك تنشر رسالة مماثلة وترد عليها ، وليست هذه المرة الأولى التى تجاهل فيها رسائلى وأسئلتى ، وقد قررت ألا أكتب اليك ولا أسألك ، ثم لما قرأت رسالة الأخت التى تشكو من عقدة ليلة الدخلة قلت لا بد أن أكتب اليك للمرة الأخيرة فإن لم ترد لن أرسل لك رسالة ثانية أبدا . كنت قد كتبت لك معاناتى من ليلة الدخلة ، وأعرف أنها معاناة كثيرين من النساء ، وأطلب منك حكم الشرع فى هذا ، هل هذه عادة اجتماعية أم طقس دينى. أنا أولا استاذة جامعية فى إحدى الكليات الاقليمية فى صعيد مصر ، وانت تعرف عاداتنا فى الريف وخصوصا فى الصعيد ، وأقصد ليلة الدخلة حين يتأكد العريس وأهله من بكارة العروسة ، وعندما يعجز العريس عن تمزيق غشاء البكارة باصبعه تقوم بذلك الداية ، وعندما ينهار دم البكارة تزغرد النساء و يختال اهل العروسة بشرف ابنتهم ، وهذا يجرى على الملأ على عينك يا تاجر بدون مراعاة لآحاسيس البنت البكرية العذراء. ولو رفضت يجبرونها ، ويتشككون فى شرفها ، وقد ينتهى المر بقتلها . حين قرأت لك مقال ( ثقافة العبيد ) شعرت أنك تكتبه من أجلى ، فسارعت بكتابة تجربتى الأليمة ليلة الدخلة ، ولكن لم ترد. أعيد كتابتها لآخر مرة. أنا من عائلة ثرية فى الصعيد ، وأرسلنى أبى لأتعلم فى القاهرة مع خالى وبنات خالى ، وخالى هو أيضا ابن عم والدى ،اى نفس الأسرة. وتقدم ابن عمى للزواج ، ووافق أبى دون أن ينتظر رأيى ، ورحبت فلا اعتراض عليه فهو حاصل على الماجيستير ، ومن أسرة محترمة وتتمناه أى فتاة . ورجعت للبلد وانتقلت الى المدرسة الثانوية هناك وودعت القاهرة الى الصعيد . وفى ليلة الدخلة كانت مذبحة انسانيتى وكرامتى . رفضت أن ( يأخذ العريس وشى ) ففوجئت بالجميع ضدى ، وأولهم خالى الذى عشت فى بيته وعرفت فيه الحنان والعطف و التحضر . طبعا كان مجبرا على ارغامى على الاذعان لعادة ( أخد الوش ) أى إزالة البكارة باليد ليلة الدخلة حتى تغنى النسوة ( يا صباح الدم ساح ).رفضت واستنجدت بالعريس فكان منكمشا مذعورا ، انهال أبى علىّ بالضرب فأغمى على ، وحين أفقت سمعت الزغاريد وأمى و عماتى وخلاتى نازلين على ّ بوس ومبروك ، وقلقتينا عليكى .. وحملوا المحرمة اى قطعة القمناش البيضاء الملونة بدم بكارتى و طافوا بها فى البللد للتاكيد على أن إقامتى فى القاهرة لم تؤثر على عذريتى ، وأخذ خالى يعتذر لى ويبكى لأن موقفه حساس . وضمنى أبى الى صدرة فخورا دون أن يعتذر . ولكن كل ذلك كان كالكابوس . انكسر فى داخلى شىء ، و انفتح فى قلبى جرح ، أى انهم لا يحبوننى فى الحقيقة ، بل يحبون سمعة العائلة وشرف العائلة ، وهم على استعداد لقتلى لو فرطت فى شرف العائلة . أصابنى النزيف ليلتها بسبب هتك غشاء البكارة بالأصبع . ولم يلتفتوا الى النزيف لفرحتهم بظهور الدم . وبعدها أخذت أداوى جروحى ، ولكن لم أستطع نسيان ما حصل لى حتى الآن . مات أبى ومات خالى وماتت أمى وخلاتى وعماتى وأنا ألان فى الخمسين وذكرى هذا الاغتصاب هى ما تبقى من ذكرى أهلى . زوجى أقام بينى وبينه سدا عاليا بسبب طاعته لهم . كنت أنتظر منه أن يفعل مثلما فعل أخوه حين رفض دخول الننساء الى غرفة النوم ليلة دخلته ، ووعدهم أنه سيفعل هذا بالطريقة العادية وقبل أن يطلع الصباح. وجلسوا فى الصالة الى أن هدّأ من خوف عروسته ـ وأشعرها بالأمان وبالحنان ، وسارت الأمور بينهما فى الفرلش طبيعية فلم تشعر إلا بأنه دخل بها و أزال بكارتها بدون ألم أو إغتصاب. كنت أتمنى أنيفعل زوجى مثلما فعل أخوه الأكبر ، ولكنه كان أضعف ـ وتضاءل فى نظرى ، وسلارت بيننا الحياة مملة ، وركزت على التعليم و أنا الآن أستاذة جامعية . وعلى قدر ما أستطيع أقوم بالتوعية للتخلص من هذه العادة ، ولكن حائط الدين يقف فى وجهى. ولذلك أسألك : هل (أخذ وش العروسة ) بهذه الطريقة من الاسلام ؟ وشكرا
آحمد صبحي منصور
آسف وأعتذر ، فبسبب ضيق الوقت لا أستطيع ملاحقة مئات اسئلة الفتاوى ، وأقتصر على الرد على الأسئلة التى تأتى بالايميل .
وأقول :
فى الاسلام يجب على الزوج أن ( يقدم لنفسه ) فى اللقاء الجنسى بالزوجة ـأى أن يقوم بتجهيز الزوجة نفسيا وعاطفيا وجسديا وجنسيا لتتأهب لمشاركته متعة الجماع . وفى هذا خير له قبل أن يكون خيرا لها.
وإذا كان هذا فرضا على الزوج المخضرم مع زوجته فهو أولى مع العروس البكر التى تدخل فراش الدخلة وهى وجلة و خائفة وتحتاج الى من يهدىء روعها و يأخذها بحنانه ويحتويها بين أحضانه ـ وبعد أن تهدأ وتستكين وتأمن له وتستريح يدخل بها شيئا فشيئا من عالم الحب الى عالم الجنس والجماع ، لينتهى الأمر بلا مطبات نفسية أو آثار جانبية .
أكرر أسفى على التأخير فى الرد
اجمالي القراءات 69006