ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٨ - يناير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : أنا أعانى من السرحان المستمر فى الصلاة والشعور بالندم ، وهذا الندم أيضا يجعلنى أسرح خصوصا اذا سرحت فى تصورات جنسية ومعاصى . اخاف من هذا اللهو عن الصلاة وبدلا من ان تكون عبادة تكون لهو واكون ممن قال فيهم الله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الماعون ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) المنافقون ) ماذا أفعل ؟ السؤال الثانى : من الاستاذ عثمان فخر الدين : السلام عليك يا دكتور / أحمد صبحي منصور. يقول الله تعالى في سورة الشورى (لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ (49) أو يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا) (50) صدق ألله العظيم. يؤكد ألله في الأية رقم ٤٩ بأنه يهب لمن يشاء الإناث ويهب لمن يشاء الذكور وهذا المعنى يفهمه بديهيا الذي يؤمن بالقرآن وهذا بالتأكيد يحدث بعد الزواج.. لكن هل الآية رقم ٥٠ تؤكد أن إختيار الزوج للزوجة الذي سيتزوج بها وإختيار الزوجة لزوجها هى إرادة ألله تصديقا لقول ألله أو يُزَوِّجُهُمْ، وأن إصابة أحدهما بالعقم هى بالتأكيد إرادة ألله، وهل للآية رقم ٥٠ معنى آخر؟ وهل لمعنى قول ألله (أو يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا) علاقة بتزاوج الذكران ببعضهما والإناث ببعضهما مثلما يحدث بين المثليين ؟ السؤال الثالث من الاستاذ فاروق صالح حجاج : ما معنى باخع فى سورة الكهف : ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) الكهف )؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

أولا :

1 ـ ( السهو عن الصلاة ) هو سهو عن إقامتها بالتقوى فى السلوك . و ( اللهو عن ذكر الله ) هو الانشغال  ( عنه ) بالتكاثر فى الدنيا ، كما قال جل وعلا : ( أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ (2)  التكاثر). ما أنت فيه هو ( سهو فى الصلاة ) بالسرحان فيها . وهذه وظيفة الشيطان الذى يوسوس للبشر ، وهو يركّز على المؤمن التقى فى صلاته . والدليل ان ما تنهال عليه من خواطر سيئة فى الصلاة لا تتوارد عليه كثيرا فى غيرالصلاة , وبدليل ان الشيطان يترك الانسان يركّز فى اللهو واللعب كمثل من يشاهد فيلما او مباراة ، والمثل الأوضح فيمن يقف متوسلا بقبر مقدس ، تراه خاشعا لا سبيل مطلقا أن يفكر فى غيرالاهه المعبود . هنا يتركه الشيطان سعيدا .

2 ـ يستحيل أن يتحرر وأن يتخلّص المؤمن المتقى من السرحان وعدم التركيز فى الصلاة وعدم الخشوع المستمر فيها ، ولأنه مؤمن تقى فهو يشعر بالتقصير ، وقد يصل به الندم الى مزيد من السرحان . نرجو تدبر قوله جل وعلا عن المتقين : ( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62) المؤمنون ).

ثانيا :

المتقون يعملون الصالحات وهم يرجون أن يتقبلها منهم ربهم جل  وعلا ، ويتهمون أنفسهم بالتقصير فى الصلاة وفى عمل الخير . والله جل وعلا لا يكلف نفسا إلا وسعها . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)  البقرة ) .

2 ـ ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة )

3 ـ (  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) الاعراف ) .

إجابة السؤال الثانى :  

1 ـ ( أو يُزَوِّجُهُمْ ) تعود على إنجاب الذرية ، قد تكون ذكورا أو إناثا ، أو من الذكور والاناث .

2 ـ وبالمناسبة فالزواج ليس الأصل فى الموضوع هنا . الأصل هو الانجاب ، وهذا يطون بزواج شرعى وبالزنا. يمكن الانجاب فى أى لقاء جنسى ، حلالا كان أو حراما . هذه عملية بيولوجية ، قال جل وعلا : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) النجم ). فالذى يحدد نوع الجنين هو نوعية الحيوان المنوى من منى الرجل . الحيوان الذى يسبق غيره لتلقيح البويضة .  

إجابة السؤال الثالث :

أولا : قال جل وعلا :

1 ـ ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) الكهف )

2 ـ ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) الشعراء ).

ثانيا : البخوع هو الهلاك حزنا وحسرة وأسفا . كان النبى محمد عليه السلام يحزن كثيرا بسبب عدم ايمان قومه ، فقال له ربه جل وعلا :

1 ـ  ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)  فاطر )

2 ـ (  وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)  الحجر )

3 ـ ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)  النحل )

4 ـ (  وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)  النمل )

اجمالي القراءات 145