أربعة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٣ - يناير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول من الاستاذ عثمان فخر الدين : ‏ ما معنى فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ؟ السؤال الثانى : هل يرث القاتل من الذى قتله ؟ يعنى لو شخص ثبت انه قتل اخاه وهو الوارث او ضمن الورثة فهل له حق الميراث ام يسقط حقه فى الميراث ؟ وما حكم القاتل هنا اى عقوبته على جريمته ؟ السؤال الثالث : فى اول سورة ( المؤمنون ) يقول الله جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1). هل المقصود المؤمنون الذكور فقط ؟ لأن ( المؤمنون ) جمع مذكر ؟ السؤال الرابع : هل القُبح والقبيح من الفاظ القرآن ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

هو الإتيان الجنسى للزوجة . قال جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (223) البقرة ). المرأة هى ( الحرث ) للرجل ، أى الأرض أو التربة التى ينبت فيها الجنين ويولد . والعضو الجنسى للمرأة هو المدخل . ومنه إتيان المرأة جنسيا .

إجابة السؤال الثانى :

أولا :

مستحقو الميراث هم المذكورون فى القرآن الكريم وبالتفصيل . أى تحوير أو إضافة أو حذف هو كفر بشرع الرحمن جل وعلا . يكفى أن أول آية فى الميراث هى قوله جل وعلا : ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7) النساء ) ثم فى نهاية التشريع قوله جل وعلا محذّرا ومهددا : ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)النساء ). وعليه فمستحق الميراث إن كان زوجا أو إبنا لا يطعن فى أحقيته فى الميراث أن يقتل من يرث منه . التشريع السنى ـ كُفرا بالله جل وعلا ـ منع القاتل من الميراث ، ومنع الكافر أيضا .

ثانيا :

1 ـ أول تشريع فى عقوبة القتل جاءت فى سورة مكية فى قوله جل وعلا : ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33)الاسراء ). أى لولى القتيل حق القصاص ، بقتل القاتل فقط .

2 ـ فى المدينة جاءت تفصيلات بالتخفيف ، فالقصاص يكون فقط عند التساوى بين القاتل والقتيل ( الحُرُّ بالحُرّ والعبد والأنثى بالأنثى ) وفى غير ذلك تكون الدية. وأيضا تكون الدية إذا عفا ولى أمر القتيل . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) البقرة ). وعليه فلو قتل أخ أخاه فإن الأب أو الأقرب للقتيل هو الذى يقرر الدية عفوا ، أو القتل قصاصا . ولكن هذا لا يمنع القاتل من حقه فى الميراث . ولو تم قتله قصاصا يرثه المستحقون .  

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ يقول الله جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) المؤمنون ).

2 ـ المؤمنون هنا يشمل الذكور والاناث ، وماجاء فى صفات المفلحين يشمل الذكور والاناث . والمؤمنون المفلحون الذين سيرثون الفردوس خالدين فيه سيكون لهم وصف واحد : ( الذين إتقوا / المتقون / أصحاب الجنة ) .

إجابة السؤال الرابع :

جاءت كلمة ( المقبوحون ) وهى مشتقة من ( القُبح ). قال جل وعلا عن فرعون : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ(41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ(42)القصص ). هذا هو الموضع الوحيد الذى جاء فيه إشتقاق لهذه الكلمة . ويلاحظ أن لفظ المقبوحين هنا يدل على عموم أهل النار لأن الله جل وعلا يقول : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ).

اجمالي القراءات 1077