آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ١٣ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
لا يجوز إسلاميا أن يقال عمّن مات إنّه ( إنتقل الى رحمة الله ) ، لأنه إعتداء على غيب الرحمن جل وعلا . فى يوم الحساب من سيدخل الجنة هم الذين سينتقلون الى رحمة الله جل وعلا .
ومثله قولهم ( إنتقل الى جوار الله ) لأن السابقين المقربين هم الأعلى درجة من أصحاب الجنة ، وهم الذين سيكونون الأقرب الى الله جل وعلا ، والمقربين منه .
إجابة السؤال الثانى :
أولا : ( قفينا ) من ( القفا ) ، والمعنى بعثنا بعده ، قال جل وعلا :
1 ـ ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ) (87)البقرة )
2 ـ ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ(46)المائدة )
3 ـ ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ(26) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) (27) الحديد ).
ثانيا : من إقتفاء الأثر أى تتبعه . قال جل وعلا : ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً(36)الاسراء )
إجابة السؤال الثالث :
قال كارل ماركس : ( التاريخ يعيد نفسه ) وقال أيضا : ( الدين أفيون الشعوب ).
وهو صادق فى هذا وذاك ، فقد كان يعبّر عن عصره . حيث كانت الكنيسة تسيطر على أوربا ومعها الملكية المستبدة . وحيث يسيطر أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين فلا بد أن يعيش المجتمع فى الماضى ، ويرفض الخروج من قوقعة هذا الماضى ، وتُصبح خرافات الماضى حاكمة مقدسة محمية بقوة المستبد وأعوانه من العسكر ونفوذ رجال الدين . ويتعرض المجتهدون للإضطهاد حتى لو كان فى مجال العلم ، والأكثر تعرضا للإضطهادهم المصلحون الدينيون، والذين فى العادة يتم إتهامهم بالهرطقة وإحراقهم كما حدث مع سافونا رولا الذى أحرقوه عام 1498 . ساد هذا فى أوربا العصور الوسطى ، وإنتهى بتحرر أوربا والغرب من سيطرة الكنيسة وحظر تجولها فى الشارع الأوربى وإقتصار عملها على المساعدات الاجتماعية . بالتحرر من الكنيسة وتأسيس الدولة المدنية ـ قومية وعلمانية ــ إنطلق الغرب يعيش الحاضر ويعمل للمستقبل ، فدخل بالعالم الى عصر العلم والتكنولوجيا ، وإستكشاف آلاء الله جل وعلا فى الأرض والفضاء . وهذا ما جاء فى القرآن الكريم الذى يكفر به المحمديون . قال جل وعلا :
1 ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت )
2 ـ ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) يوسف )
3 ـ ( قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101) يونس ).
4 ـ ( وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات ).
5 ـ ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف ).
لا يزال المحمديون يقدسون ما وجدوا عليه آباءهم ويتحكم فيهم أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين. لذا فتاريخهم يتكرر ، ومنه أنهم لم يخرجوا من نفق ( الفتنة الكبرى ) حتى اليوم ، ولا يزالون يعايشون صراع على بن ابى طالب وابنه الحسين مع خصومهم . ولا يزال صحابة الفتوحات بين تقديس السنيين والصوفية وبين الولاء والبراء عند الشيعة . وبهذا يسهل على المتخصص فى التاريخ ـ مثلى ـ أن يعطى أحكاما سياسية فى الأحوال الرهنة بناءا على فهمه للتاريخ الذى يعيش فى أحضانه أكابر المجرمين ، والذين لا تتغير أساليبهم ، وبالتالى يعيد التاريخ نفسه .
إجابة السؤالين الرابع والخامس :
4 ـ حديث من مات له كذا من الأولاد دخل الجنة كذب ووقاحة ، لأنه لن يدخل الجنة إلا المتقون ، سواء عاش أو مات أولادهم .
5 ـ فى الاعتراف بالفضل قال جل وعلا : ( وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) (237) البقرة ).
وفضل الله جل وعلا علينا أعظم ، ولو أردنا أن نعُدّ نعم الله التى أسبغها علينا فلن نحصيها . قال جل وعلا :
5 / 1 :( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم )
5 / 2 : ( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ) (18) النحل )
5 / 3 : ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) لقمان ) .
لذا لا يصح أن يُقال ( من لم يشكرالناس لم يشكر الله ) لأن فيه تطاولا على الله جل وعلا ، ومساواة بين الخالق جل وعلا والمخلوق .ولنتذكر قول نوح عليه السلام لقومه : ( مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) نوح ).!