ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٣ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ثلاثة أسئلة مترابطة : السؤال الأول : ما رأيك فى موضوع الاستاذ الجامعى الذى أجبر طالبا على الزحف على يديه وقدميه ؟ السؤال الثانى : هناك أقاويل فى أسباب إقالة السيسى لعباس كامل . ما هو السبب فى نظرك ؟ السؤال الثالث : هل إقتربت نهاية السيسى ؟ وهل ستقوم فى مصر ثورة كما حدث مع مبارك ؟
آحمد صبحي منصور

 الإجابة

عن السؤال الأول :

1 ـ الاستبداد عدوى تنتقل من المستبد الأكبر الى من هو دونه. ليس هذا فى الجيش والعسكر فقط ، بل فى الشعب أيضا ، الموظف صاحب السُلطة لا يتوانى فى الاستبداد فيمن دونه من الموظفين ومن يلجأ اليه من المواطنين ، لا فارق بين الموظف فى السجل المدنى أو استاذ الجامعة أو المدرس الذى يملك إنجاح الطالب أو إسقاطه .

2 ـ عوقب هذا الاستاذ الجامعى لأنه تصرّف كالعسكر الأسياد ، وهو من الشعب مهما بلغت مكانته ، وليس من الأسياد . لقد قام بإذلال الطالب ، والمفترض أن الذى يقوم بالإذلال والتعذيب هم الأسياد . لذا عوقب لأنه تعدّى قدره ، ولا يجوز للعبد أن يتعدى قدره . هذا هو منطق العسكر ( اسياد البلد ) .! وخدم إسرائيل وأمريكا .

عن السؤال الثانى :

1 ـ السيسى خلع حذاءه الذى كان يسير به من زمن طويل ، وهو عباس كامل .

1 / 1 : قيل عزله لأنه إختلس عشرات البلايين من الجنيهات . والاختلاس ليس جريمة عند العسكر ، ولو كان فيها تجاوز فهذا يتم حلُه بالتوافق ودفع المطلوب .

1 / 2 : وقيل عزله لأنه أعطى إسرائيل خريطة الأنفاق التى يختبىء فيها مقاتلو حماس والجهاد . وهذه سذاجة لأن السيسى أحرص على خدمة إسرائيل من حذائه عباس كامل .

2 ـ الذى أراه إن عباس كامل إستفحل نفوذه ليس فقط فى مصر ، بل أصبح معروفا خارجها بأنه مفتاح الوصول للسيسى ، وأن الجهات الخارجية حين تريد فكرة أو أمرا يصل الى السيسى يرسلونه اليه عن طريق مفتاح الوصول اليه ( عباس كامل ) .

3 ـ السيسى ـ الذى يعيش أواخر أيامه ـ أصبحت تطارده الكوابيس ، ويخشى أن تأتيه طعنة من أى ناحية ، خصوصا من العسكر. والسيسى يعلم أن التخلص منه وإستبداله بغيره سيأتى من أمريكا وإسرائيل . ولقد أصبحت  لعباس كامل مكانة لدى دوائر الحكم فى أمريكا وإسرائيل ، وهى مكانة تزداد باستمرار مع إستمرار تدهور مكانة السيسى داخل مصر وخارجها. و عباس كامل قد يكون هو البديل للسيسى ، لذا كان لا بد من الاطاحة بعباس كامل.

عن السؤال الثالث :

1 ـ فعلا ..ظاهر الحال أن السيسى إقتربت نهايته ، فالضغوط عليه من الخارج لتسكين  الفلسطينيين فى سيناء ، ومنها إستغلال حاجته للديون ، ثم هذا الطلب المستحيل ، وهو إخراج الجيش من الاقتصاد ، وحرمان أكابر الحرامية فى العسكر من البلايين التى ينهبونها . ومن المؤكد أنهم سيقفون فى وجه السيسى للحفاظ على مكاسبهم وفنونهم فى السرقات التى لا يجيدون سواها ، وحفاظا على مكاسبهم فلن يترددوا فى الإطاحة به .

2 ـ لا أتوقّع أن تقوم إنتفاضة شعبية كالتى قامت على مبارك . وهذا لأسباب :

2 / 1 : القوى التى قامت بالانتفاضة الشعبية عانت من الإنفلات  الأمنى وقتها ، ثم من عسف المجلس العسكرى ووصل العسف الى ذروته بالسيسى ، وطُغمته الحاكمة . حتى من لم يشترك فى هذه الانتفاضة من الطبقة الوسطى أصبحوا أسرى الفقر والخوف والحصول على الدواء والعلاج والضرورى من أساسات الحياة ، ليس لديهم ترف التفكير فى السياسة أصلا .

2 / 2 / 1 : الثورة القادمة هى ثورة الجياع .

مستحيل أن تتراجع الأسعار أو أن يحلّ الرخاء بعد تعاظم الغلاء . باستمرار التدهور والغلاء سيتضاعف  عدد الفقراء بإنضمام المتساقطين اليهم من الطبقة الوسطى ، وسيتحول  الفقراء الى أفقر الفقراء ، وستنتشر المجاعات ، وبدلا من الموت جوعا فالأفضل أن يموت بحثا عن الطعام . والطعام متراكم قريب منه فى ( مصر الأخرى / إيجيبت ) حيث المدن الجديدة والعاصمة الإدارية ، والكومباوندات الفاخرة التى يملكها الحرامية الكبار ، وهى فى كل ناحية ، وعليها قليل من الحُرّاس ، يسهل الهجوم عليهم ، ومن بعدها الهجوم على الشقق وما فى الثلاجات من طعام وما فى الخزائن من أموال و مجوهرات .

2 / 2 / 2 : من الطبيعى أن يواجههم السيسى وعسكره بجنودهم . قد يقتل الجنود آلافا من الجوعى ، ولكن لن يستمروا فى قتل مصريين غلابة مثلهم ، فهؤلاء الجنود هم من نفس الطبقة الشعبية ، أى هم يقتلون أهاليهم ، ثم لماذا يقتلون أهاليهم فى سبيل السيسى وعصابته ؟

2 / 2 / 3 : هذا يشبه الدراجة التى يركبها الناس ، قوتها ليست فى قدمى من يركبها ويسوقها ، قوتها فى الهواء المضغوط فى عجلتيها . إذا تسرب هذا الهواء توقفت الدراجة . راكب الدراجة لا يضع الهواء المضغوط فى تفكيره ، لا يشعر به إلّا عندما يتسرب ، وعندما يتسرّب ينتهى سريعا . هذا الهواء المضغوط هو التشبيه الحقيقى لعشرات الألوف من الجنود وصف الضباط وصغار الضباط الذين يحمون السيسى وعصابته ، ولا يأبه بهم السيسى وعصابته . وعندما يواجهون جماهير المصريين الجائعة الثائرة سيتسربون كهواء الدراجة المضغوط . لن يصمدوا طويلا ، سيتوقفون عن قتل الغلابة ، بل وسيشاركونهم فى الثورة ، وفى السلب والنهب .

2 / 2 / 4 : وحيث أنها إنتفاضة الجوعى فليس لها قيادة وليس لديها فكر أو مطالب سياسية . أى ستدخل مصر فى إضطرابات سياسية وحمامات دم بسبب إنقسام الجيش وقادته مع تدخل خارجى مؤكد ، قد تتحول به حمامات الدم الى حروب أهليه ، تصُبّ فى مصلحة اسرائيل . هذه المذابح والإضطرابات ستكون تكرارا لما حدث فى فرنسا فى ثورتها التى أطاحت بسجن الباستيل ولويس السادس عشر ، وكان شعارها العملى ( المقصلة ) التى تفصل الرأس عن الجسد بسرعة هائلة ، وكما كان يُقال عنها وقتها إنها الشفاء من الصداع .

أخيرا :

1 ـ اشعر بأسى وأنا أكتب هذا ، وأتمنى أن لا يحدث هذا . فالضحايا هم أهلونا المستضعفون فى الأرض .

2 ـ أتمنى ـ فى أحلام اليقظة ـ أن تخيب توقعاتى ، وان يوجد من يرى قطار السيسى مندفعا بمصر الى الهاوية ، فيتدخل قبل أن تقفز مصر فى الظلام .!!

اجمالي القراءات 319