رؤية الله فى المنام

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قرأت فى كتاب أحياء علوم الدين وكتب الصوفيه أنهم يرون الله تعالى فى المنام ..فهل يجوز ذلك ؟
آحمد صبحي منصور
فى أكثر من عشر آيات قرآنية أكّد رب العزة ان أظلم الناس هو من يكذب على الله جل وعلا أو يكذّب بآياته . وينطبق هذا على ما يعرف بالحديث النبوى و الحديث القدسى وما يعرف بالسّنة النبوية ، وكلها جعلوها وحيا من الله ، ومن أجلها يقومون بتكذيب آيات الله جل وعلا فى القرآن الكريم .
وتلك من أهم ملامح الدين السّنى ، حيث اصطنعوا لتلك الأحاديث اسنادا يقولون فيه روى فلان عن فلان عن فلان الى ان يصلوا بالعنعنىة و الاسناد الى صحابى يزعمون انهم سمعوه يروى ذلك الحديث عن النبى . وتلك مغالطة لا تصمد أمام العلم ، و التفاصيل فى بحث ( الاسناد )
والشيعة اتبعوا منهج السّنة فى اسناد أكاذيب للنبى ولهم رواتهم .
ولكن الصوفية تخففوا من ذلك كله ، فطبقا لعقيدتهم فى الحلول والاتحاد بالله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا) يعتقدون أنه يمكن لهم الاتحاد بالله أو أن يحل الله فى أحدهم ، أو ينكشف عن أحدهم الحجاب فيرى نفسه فى حضرة الله ، وبالتالى يزعمون رؤيتهم لله تعالى فى المنام بل وفى البقظة ، ونزول الوحى عليهم ، إما بالهاتف أو مجرد أن يقول أحدهم ( حدثنى قلبى عن ربى).
واستشرت تلك الأكاذيب التى يزعمون فيها الوحى الالهى بلا واسطة وبلا عنعنة ، بل كثيرا ما يقول الغزالى فى الأحياء (أوحى الله لبعض الأنبياء ) كما لو كان الغزالى حاضرا ذلك الوحى بين الله تعالى وذلك النبى المجهول .
ويتصل بذلك زعم بعضهم أنه يرى النبى محمدا مناما أو يقظة ، وتلك عدوى انتشرت بين صوفية العصر المملوكى ، وتجرأ عليها كثيرون ، وكان السيوطى يزعم أن النبى يسعى اليه ويمدحه ويثنى على علمه (أى النبى يأخذ العلم و التفسير من السيوطى).
إن لم يكن ذلك أفظع الكذب فماذا يكون ؟
اجمالي القراءات 27432