آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الاجابة :
اقول
1 ـ الحتميات لا مهرب منها ، وهى ما يخصُّ الميلاد والموت والمصائب والرزق .
حين جاء جيش قريش لمهاجمة المدينة إنتقاما لهزيمة ( بدر ) أمر النبى محمد عليه السلام بالخروج لمواجهتهم فى الطريق قبل أن يقتحموا المدينة ، فإعترض المنافقون ورفضوا الخروج واختاروا القعود . وانتهت الموقعة بالهزيمة فى ( أُحُد ) وبرجوع جيش النبى منهزما وقد قُتل منه كثيرون رآها المنافقون فرصة للشماتة فقالوا ( لو أطاعونا ما قٌتلوا ) وجاء الردُّ عليهم. قال جل وعلا :
1 / 1 : ( الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) آل عمران ) .
1 / 2 : ( وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) آل عمران ). المكتوب عليه الموت فى مكان محدد وزمان محدد لا بد أن يحدث هذا فى نفس المكان ونفس الزمان . تدبر قول ربك جل وعلا : ( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ).
2 ـ هذه الحتميات يكون للإنسان دخل فى حدوثها كالحمل ( الميلاد ) والقتل بفعل فاعل ، والمصائب والرزق . هى تحدث فى علاقات البشر ببعضهم .
3 ـ مسئولية الانسان فى أنه : يأخذ القرار بحريته وينفذه بارادته . القاتل يفعل ذلك عمدا ( مع سبق الإصرار والتّرصُّد )، ثم هو لا يعلم الغيب . ربما يدبر للقتل فينجو الضحية . ربما يخطط لقتل شخص فيقتل آخرين معه أو يقتل شخصا آخر . هذا ( القاتل ) مؤاخذ بنيته وتدبيره وفعله الإجرامى . مع إن فعله الإجرامى حدث فى المكان المحدد سلفا والزمان المحدد سلفا .
4 ـ حياتنا لا بد فيها من الابتلاءات ، منها ما نراه خيرا ومنها ما نحسبه شرّا . قال جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء ) . الموت والابتلاءات من الحتميات . ولأن الحياة حرية وإختيار وأيضا إمتحان وإختبار فإن أى محنة تكون خيرا للصابرين الشاكرين ، هم يستحقون الصلاة عليهم من ربهم . قال جل وعلا : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة ) . لذا فالمؤمن التقى يتقبل الحتميات راضيا لا يأسى على ما يعتبر منها محنة ولا يفرح ولا يختال ويغترّ بما يعتبر منها منحة . كل ( النّعم و النّقم ) مقدرة سلفا قبل ولادته ، قال جل وعلا : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد ). عليه إن كان مؤمنا تقيا أن يتسابق فى عمل الخيرات . الآية قبلها : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد )
أخيرا :
إنصح أخاك بهذا ، مع تمنياتنا له بكل خير.