أربعة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٩ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : الفيزياء الحديثة تتكلم عن المادة المظلمة ، وهناك نظريات مختلفة وتكهنات عن انتشارها وتغلغلها فى الكون . هل هناك إشارة فى القرآن الكريم عن المادة المظلمة ؟ السؤال الثانى : لماذا لم يأت فى القرآن الكريم عن الأنبياء إن النبى فلان هو ابن فلان ؟ الوحيد المذكور نسبه هو ( عيسى إبن مريم ) السؤال الثالث : المفروض فى باحث مثلك الحياد . فلماذا تنحاز ضد الرئيس السيسى ولا ترى إنجازاته فى تحديث الطرق ومدّ الكبارى ؟ السؤال الرابع : ما معنى كلمة ( الهيم ) الى جاءت فى هذه الآية : ( فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) الواقعة ) ؟:
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

أولا :

كلمة ( الظلمات )  جاءت مرة وحيدة باسلوب تقريرى فى موضوع الخلق ، وهى قوله جل وعلا : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ َ)1)) الانعام  ). هنا إرتبط خلق السماوات والأرض بجعل الظلمات والنور ، ولعلها إشارة الى المادة المظلمة ، وربما تكون أيضا إشارة للبرازخ أو العوالم التى تتخلل الكون المادى ، ولا يمكن لنا رؤيتها أو رؤية المخلوقات فيها من الملائكة والجن والشياطين .

ثانيا :

كلمة ( الظلمات ) جاءت فى الأغلب تعنى الضلال مقابل النور الذى يعنى الهداية ، مع ملاحظة أن ( الظلمات ) جمع ، و ( النور ) مفرد . الظلمات الجمع يدلُ على تنوع الكفر والضلال ، وهو حال الديانات الأرضية الشيطانية ، فهم طوائف وفرق ومذاهب كما هو الحال فى المحمديين والمسيحيين واليهود ، بينما ( النور ) هو الصراط المستقيم الذى لا يتعدد .

 نقرأ قول الله جل وعلا :

1 ـ (  اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(257)البقرة)

2 ـ ( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(16)المائدة  )

3 ـ ( وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(39) الانعام )

4 ـ ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(122) الانعام  )

5 ـ ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(16)الرعد )

6 ـ ( الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(1) ابراهيم  )

7 ـ ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5)ابراهيم  )

8 ـ ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43)الاحزاب   )

9 ـ ( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(9) الحديد  )

10 ـ (  فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا(10) رَّسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا(11)الطلاق ).

ثالثا:

الظلام العادى بالليل او فى مكان مظلم معتم  . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(87)  الأنبياء )

2 ـ ( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ(19) وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ(20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ(22)فاطر  ).

إجابة السؤال الثانى :

فعلا ، فإن عيسى عليه السلام هو النبي الوحيد الذي يذكر القرآن نسبه ، فيقول " عيسى ابن مريم " وذكر القرآن أن مريم هى بنت عمران " آل عمران 35 : 36 : " هذا بينما لم يقل القرآن : إسماعيل ابن إبراهيم ، أو إسحاق ابن إبراهيم ، أو يعقوب ابن إسحاق أو يوسف ابن يعقوب ، مع أن القصص القرآني يذكر أن يوسف هو ابن يعقوب ويعقوب هو ابن إسحاق ، وإسحاق وإسماعيل هما ابنا إبراهيم عليهم السلام ، أى إن عيسى هو النبي الوحيد المذكور على أنه عيسى ابن مريم والسؤال .. لماذا ؟

والإجابة: للتأكيد على بشريته  عليه السلام وأنه مخلوق من أم بلا أب ، كما أن الله تعالى خلق حواء من آدم ، وخلق آدم بل أب وبلا أم ، والله تعالى أشار إلى ذلك حين قال : " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون : آل عمران 59 " .

فإذا كان بعض الناس يزعم ألوهية المسيح فإن القرآن يرد عليهم بأنه ليست هناك مشكلة فى خلق المسيح بدون أب لأن الله تعالى خلق آدم من قبل بدون أب ولا أم ، ولهذا كان التأكيد على أنه "عيسى بن مريم " لتأكيد البشرية للمسيح وصدق الله العظيم " ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، وأمه صديقة ، كانا يأكلان الطعام .. المائدة 75 "  . واكل الطعام أكبر دليل على البشرية  والاحتياج للخالق جل وعلا ، فأنت تحتاج الطعام لتعيش وتسعى اليه حتى تحصل عليه ، ثم تحتاج الى عملية البلع والهضم ثم الاخراج . وفى كل ذلك انت تحت رحمة ربك .

إجابة السؤال الثالث :

بإعتبارى باحثا محايدا أقول : إنّ تلك الانجازات التى تذكرها تشبه عمل غشاء بكارة مزيف لأرملة فى التسعين من عمرها .

إجابة السؤال الرابع :

قال جل وعلا عن عذاب أهل النار : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) الواقعة ) :

( الهيم  )هى الابل العطشى المريضة التى تشرب الماء فتزداد مرضا أو تموت .

اجمالي القراءات 1459