آحمد صبحي منصور
في
الأحد ٠٨ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الإجابة على الأسئلة الثلاثة معا
أولا :
1 ـ كان هناك مسلسل تركى إشتهر فى كوكب المحمديين من عرب وعجم ، وجعلوا عنوانه العربى ( حريم السلطان ) ، وكنت فى تسعينيات القرن الماضى قد كتبت ثلاث مقالات عن تحكم النساء فى السلاطين العثمانيين ، وأولهم روكسانة ، محظية السلطان سليمان القانونى ، والتى جعلته يقتل إبنه مصطفى . وهذا هو محور مسلسل ( حريم السلطان ) . كتبت مقالة من سنوات عن هذا المسلسل بعنوان ( حمير السلطان ) . تذكرت هذا عندما قرأت الرسالتين ، وأرى أن العنوان ( حمير السلطان ) ينطبق تماما على شيخ الأزهر المصرى وذلك الداعية الكويتى ، وسائر شيوه الأديان الأرضية الشيطانية ، وهم أكابر المجرمين خدم السلاطين . يركبهم السلطان وهم يركبون الشعب . تأتيهم الأوامر فينفذونها . يشعر السيسى بخطر سدّ النهضة الذى وافق على بنائه وسنوات العطش القادمة ، فيأمر شيخ الأزهر بالتصدى للموضوع . يشعر سلاطين الخليج بالعار والخزى من تخاذلهم عن نصرة أهل غزة بل وتواطئهم مع إسرائيل فيأمرون حميرهم بإلهاء الناس بقضايا وهمية خرافية .
2 ـ حين نصف شيوخ الأديان الأرضية بالأنعام فلا نسبُّهم ولا نتجنّى عليهم ، بل هو وصف أمين للتشبيه الالهى لهم ، فى قوله جل وعلا :
2 / 1 ـ ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف )
2 / 2 ـ ( أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ).
3 ـ لقد خلق الله جل وعلا الأنعام وسخّرها لنا . قال جل وعلا : ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) النحل )، إلّا إنّ بعض البشر إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا أضلّ من الأنعام . ورفقا بهم نقول عنهم ( مواشى أنيقة ).
أخيرا :
نرجو أن يجعلنا ربنا جل وعلا من الذين يبتغون وجهه وحده جل وعلا ، ومن الذين لا تأخذهم فى الحق لومة لائم ، ومن الذين يحبُّون من يجاهد فى سبيله ، ويمقتون من يعادونه ويستغلون إسمه العظيم ويشوهون دينه القيم فى تجارتهم الشيطانية . رضى الله جل وعلا هو أسمى أمانينا . والعجيب أن بعضهم ينقم علينا ولا ينقم على تلك المواشى الأنيقة .
إجابة السؤال الرابع :عن معنى ( ولم أكن بدعائك ربى شقيا )
1 ـ جاء هذا فى :
1 / 1 : قصة زكريا عليه السلام حين دعا ربه جل وعلا . قال جل وعلا : ( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) مريم ).
1 / 2 ـ فى قول ابراهيم عليه السلام لأبيه : ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً (50) مريم ).
2 ـ طالما تدعو ربك جل وعلا مخلصا له الدين ، وتدعوه خوفا وطمعا ، وتدعو تضرعا وخفية فلن تكون بدعائه شقيا . بل يستجيب الله جل وعلا دعاءك بالطريقة التى هى الأمثل لك . وقد إعتزل ابراهيم عليه السلام أباه وقومه وهاجر من بلده الى جنوب الشام فوهب له ربه جل وعلا إسحاق إبنا ثانيا له ، وعاش حتى رأى حفيده يعقوب . وجعل منه ذرية هائلة هم العرب المستعربة من ذرية إبنه إسماعيل ، وبنى إسرائيل من ذرية إبنه يعقوب ( إسرائيل ) وقبائلهم الإثنى عشر ، ومنه أنبياء أشهرهم : يوسف وموسى وهارون وداود وسليمان ، ثم عيسى بن مريم ، عليهم السلام ، بينما كان خاتم النبيين هو محمد عليه السلام من ذرية إسماعيل عليه السلام .