سؤالان

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٥ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
عن الشذوذ الجنسى : التوبة من الشذوذ سؤالان السؤال الأول : أنا شاب عمري 30 سنة شاذ جنسيا ، لا أعرف ان هناك علاج أم لا لكن هذا لا يهمني . ما يهمني أني فعلت فاحشة أي مارست اللواط و أنا نادم الان . فهل لي من توبة و هل من الممكن أن يغفر لي الله و أن كانت لي التوبة فدلوني على الطريقة أرجوكم ؟ السؤال الثانى : دكتور أحمد : أتوجه بالشكر لك على المقال المكتوب ردا على سؤال السائل (رسالة من شاب مسلم ملتزم شاذ) http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=8835 و أعجبنى جدا ردك . أطلب منك مشورة و نصح لحالتى . عمرى 37 عام متزوج من 10 سنوات و عندى ولد و بنتين و الحمد لله على قدر من الدين و لا أترك صلاتى مطلقا و محافظ على صلاة الفجر و قراءة و حفظ القراءن . فى صغرى فعلت بعضا من الشذوذ حتى ما قبل دخولى الكلية و لكن من بعد دخولى الكلية و تخرجى لم أفعل ذلك مطلقا إلى الأن و الحمد لله .فى صدرى بعض الشعور للنظر للمردان و لكن الحمد لله أغض بصرى و إلى الأن ممتنع بالكلية عن ذلك . كنت من الأوائل فى الكلية و الحمد لله متفوق فى عملى وفى مكان عملى دائما يجعلونى إماما للصلوات مشكلتى : منذ حوالى سنة أصبح معى زميل فى العمل وقريب منى فى العائلة و متزوج أيضا ، نظام عملنا اسبوعين فى العمل و مثلهم فى البيت و نسافر معا . أحببته حبا شديدا جدا و لا يكاد يمضى يوم إلا و أحب أن أكلمه و أجلس معه أوقات طويلة و لا أمل منه أبدا و هو كذلك يبادلنى نفس المشاعر. الحمد لله لا أفكر فى فعل الفاحشة معه مطلقا ولكن أحب الجلوس معه و لو طوال اليوم و أحس بوحشة كبيرة لو غاب عنى . الحمد لله علاقتى بزوجتى الجنسية على خير ما يرام و لا يوجد أى مشاكل فى ذلك و أحبها حبا شديدا . مشكلتى حبى الشديد لصديقى هذا و لا أستطيع التفكير فى تركه أبدا بحكم عملى معه و قرابتى له . المشكلة أيضا عند الجلوس معه لفترات طويلة أحيانا ينزل بعض المذى ، ولكن و الله لا أفكر فى فعل الفاحشة معه مطلقا . و الله لا أريدك منك أن تحلل لى حراما و لكن و الله فعلا لا أستطيع الإستغناء عنه . هل هذا يعتبر من التلذذ بالنظر المحرم ؟ . أنتظر ردك بفارغ الصبر .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ قال جل وعلا فيمن يقع فى الشذوذ الجنسى : ( وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً (16) إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) النساء ). عقوبة الشذوذ ليس الرجم وليس الجلد ، وإنّما هو الإيذاء ، أى ما هو أقل من الجلد ، أقل من 50 جلدة . وتسقط العقوبة بإعلانهما التوبة . والحكم على مدى التوبة من جهة الناس والمجتمع تكون بمراقبتهما ، إن عادا يتم توقيع العقوبة عليهما . أما التوبة الحقيقية فمرجعها الى الله جل وعلا . وهو جل وعلا يغفر من يعمل السوء بجهالة ثم يسارع بالتوبة . هناك من يدمن العصيان والفواحش ويدمن التوبة الظاهرية ، ويظل هكذا الى وقت الاحتضار فيتوب ، هذا لا يقبل الله جل وعلا توبته . قال جل وعلا : ( وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18)  النساء ).

2 ـ طريقة التوبة تكون بالعزم والتصميم على التقوى والتطهّر ، وملء وقت الفراغ بما ينفع . إقامة الصلاة وقراءة القرآن مما يعين على التطهّر .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ بحالتك هذه فإن جلوسك معه حرام ، وحديثك معه حرام ، ونظرك له حرام . كل ذلك مقدمات للوقوع فى كبيرة الشذوذ التى أهلك الله جل وعلا بسببها قوم لوط ، وهدّد من يقع فيها بعدهم فقال : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)  هود ).

2 ـ   يلزمك العزم والتصميم على قطع علاقتك بقريبك هذا ، وفورا . لا بد من هذا ، حتى لا يقع المحظور . تخيل لو ضبطتكما زوجتك أو ولدك .! تخيل أن يحدث هذا لولدك ..!

3 ـ لا وقت لديك ـ فى مثل حالتك ـ لأن تنشغل بما لا يليق بك . الذى يليق بك أن تتحكم فى نفسك وأن تنهى نفسك عن الهوى. فالبشر هنا نوعان : نوع فائز يخشى ربه جل وعلا وينهى نفسه عن الهوى ، ونوع تتحكم فيه نفسه بغرائزها وأهوائها ، يقول جل وعلا : ( فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات ) . طاعة الهوى يعنى الوقوع فى العصيان ، ثم إدمانه ، ثم تسويغه ، وإستحلاله .

4 ـ الذى يليق بوالد ورب أسرة أن يكون قدوة لأولاده ، يكفى أن يتذكر إمكانية أن يُصاب أولاده بمثل هذا المرض لكى يكفّ عنه ، ولكى يتقزّز منه ، ويمنع نفسه نهائيا من التفكير فيه ، لا أن ينصاع لها ويدمر مستقبله يوم الدين .  أرجو أن تشغل وقتك بما ينفعك وما ينقذك يوم الدين .   

اجمالي القراءات 1104