آحمد صبحي منصور
في
الأحد ٢٥ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ قال جل وعلا فيمن يقع فى الشذوذ الجنسى : ( وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً (16) إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) النساء ). عقوبة الشذوذ ليس الرجم وليس الجلد ، وإنّما هو الإيذاء ، أى ما هو أقل من الجلد ، أقل من 50 جلدة . وتسقط العقوبة بإعلانهما التوبة . والحكم على مدى التوبة من جهة الناس والمجتمع تكون بمراقبتهما ، إن عادا يتم توقيع العقوبة عليهما . أما التوبة الحقيقية فمرجعها الى الله جل وعلا . وهو جل وعلا يغفر من يعمل السوء بجهالة ثم يسارع بالتوبة . هناك من يدمن العصيان والفواحش ويدمن التوبة الظاهرية ، ويظل هكذا الى وقت الاحتضار فيتوب ، هذا لا يقبل الله جل وعلا توبته . قال جل وعلا : ( وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء ).
2 ـ طريقة التوبة تكون بالعزم والتصميم على التقوى والتطهّر ، وملء وقت الفراغ بما ينفع . إقامة الصلاة وقراءة القرآن مما يعين على التطهّر .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ بحالتك هذه فإن جلوسك معه حرام ، وحديثك معه حرام ، ونظرك له حرام . كل ذلك مقدمات للوقوع فى كبيرة الشذوذ التى أهلك الله جل وعلا بسببها قوم لوط ، وهدّد من يقع فيها بعدهم فقال : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) هود ).
2 ـ يلزمك العزم والتصميم على قطع علاقتك بقريبك هذا ، وفورا . لا بد من هذا ، حتى لا يقع المحظور . تخيل لو ضبطتكما زوجتك أو ولدك .! تخيل أن يحدث هذا لولدك ..!
3 ـ لا وقت لديك ـ فى مثل حالتك ـ لأن تنشغل بما لا يليق بك . الذى يليق بك أن تتحكم فى نفسك وأن تنهى نفسك عن الهوى. فالبشر هنا نوعان : نوع فائز يخشى ربه جل وعلا وينهى نفسه عن الهوى ، ونوع تتحكم فيه نفسه بغرائزها وأهوائها ، يقول جل وعلا : ( فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات ) . طاعة الهوى يعنى الوقوع فى العصيان ، ثم إدمانه ، ثم تسويغه ، وإستحلاله .
4 ـ الذى يليق بوالد ورب أسرة أن يكون قدوة لأولاده ، يكفى أن يتذكر إمكانية أن يُصاب أولاده بمثل هذا المرض لكى يكفّ عنه ، ولكى يتقزّز منه ، ويمنع نفسه نهائيا من التفكير فيه ، لا أن ينصاع لها ويدمر مستقبله يوم الدين . أرجو أن تشغل وقتك بما ينفعك وما ينقذك يوم الدين .