السنة القولية
موقف الخلفاء الراشدون من السنة القولية للرسول
زهير قوطرش
في
الخميس ٢٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
-
موقف الخلفاء الراشدون من السنة القولية للرسول (ص)
-
ملاحظة :افكار المقالة ذكرت في العديد من المقالات للأخوة الكرام ,ومع ذلك في الإعادة إفادة لأمثال بعض الذين يضربون رؤسهم على الجدار معاندة وتكبر؟؟؟؟؟؟
-
هذه المقالة التي ستتبعها مقالات أخرى ,أكتبها رداً على أحد الأخوة ,الذي يتبعون الصحيحين ,ويدافعون عما جاء في كتب السنة أكثر مما يدافعون عن كتاب الله .هذا الأخ اتهمني بأنني جاهل(سامحه الله) ,وهو صاحب العلم(مبروك عليه,وزاده الله علماً) ,حيث كتب لي ,أنني أخلط مابين حرق المصاحف ,وحرق كتب السنة (تصوروا هو يؤمن بحرق المصاحف ,لكنه لا يرضى بحرق كتب كتبها بشر)
-
-
&g>أفكار المقالة مستوحاة من كتاب انذار من السماء –نيازي عز الدين
-
-
1- لنبدأ بأول الصحابة وبخليفة رسول الله أبي بكر رضي الله عنه ,نبدأ به لأنه أول البالغين من الرجال الذين آمنوا لرسول الله ,ودخلوا الإسلام ,وأول من صدق رسول الله في كل ما قاله ,حتى سمي بالصديق وهو الذي خلفه بعد وفاته ,فموقفه من هذا الموضوع أهم من موقف الصحابة كلهم تقريباً.
-
- روى الحاكم بسنده عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : جمع أبي (أبو بكر الصديق) الحديث عن رسول الله (ص) وكان خمسمائة حديث (يرجى الانتباه إلى العدد) فبات يتقلب كثيراً,فلما أصبح قال: أي بنية ,هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها ,فدعا بنار فحرقها . ـ(تذكرة الحفاظ 5).
-
-
موقف عمر بن الخطاب :
-
وهذا عمر بن الخطاب يفكر في جمع السنة ,ثم لايلبث أن يعدل عن ذلك
-
(عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي (ص) في ذلك فأشاروا عليه بأن يكتبها,فطفق يستخير الله شهراً (الرجاء الانتباه إلى هذا الموقف من الصحابي الفاروق ,ثم لاحظ أنه يريد أن يكتب السنن مثل سنن الصلاة وسنن الزكاة وسنن الحج وليست الأحاديث ,وكما يستدل من سياق الحديث أن الموضوع جرى خلال خلافته هو)وثم أصبح يوماً وقد عزم الله له فقال : إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً,فاكبّوا عليها وتركوا كتاب الله ,وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً) جامع بيان العلم وفضله ج1-ص64
-
-
-وفي رواية عن طريق مالك بن أنس أن عمراً قال عندما عدل عن كتابة السنة (لا حظ أنه قال السنة وهذا يدل على أن اصطلاح السنة عند الصحابة كانت للسنن وليس للحديث: لا كتاب مع كتاب الله ( القرآن وكفى) . جامع بيان العلم وفضله .
-
-
وكان خوف عمر من إقدامه على كتابة السنة (أي السنن) أن ينكب المسلمون على دراسة غير القرآن ويهملوا كتاب الله عز وجل – تقيد العلم ص50
-
(وهذا ما حصل فعلاً في العصور المتأخرة عندما أنشغل من يدعون العلم عن القرآن تحقيقاً لرغباتهم وأهوائهم فتعمّم الذي كان الرسول يشكوا منه,لأنه كان يقول في حياته كما يقول الله عن لسانه (يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً).
-
وذلك بعد أن رأى الرسول بأم عينه كيف أن الأنصار في المدينة أيدوه,وبنو قومه في مكة تركوه وهجروا القرآن,والآن وبعد انشغال الناس بالحديث عن القرآن فإن أمة الإسلام كلها قد هجرت القرآن إلى غيره.
-
وها نحن نرى عمر يخطب بالناس فيقول (أيها الناس إنه قد بلغني انه قد ظهرت في ايديكم كتب فأحهبّا إلى الله أعدلها وأقومها.فلا يبقيّن أحد عنده كتاب إلا أتاني به ,فأرى فيه رأيي قال : فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها, ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف.فأ توه بكتبهم فأحرقها بالنار ,ثم قال " أمنية كأمنية أهل الكتاب" كما أنه كتب إلى الأمصار (من كان عنده منها شيء فليمحه) تقيد العلم ص53- وجامع بيان العلم وفضله ص 65.
-
وقول عمر امحه أو فليمحه يعني إزالة ما كتب من الوجود. ويضيف مؤلف الكتاب:
-
كلّ هذا يدل على خشية عمر أن يُهمَلَ كتاب الله أو أن يُضاهى به كتاب غيره, ونحن نرى أن عمر نفسه يأبى أن يبقي أوامره مكتوبة ويأبى إلا إن يمحوها, فعندما طُعن استدعى طبيباً,فعرف دنوا أجله ,فنادى ابنه قائلاً :
-
"ياعبد الله بن عمر,ناولني الكتف ,فلو أراد الله أن يمضي ما فيه أمضاه ,فقال له ابن عمر: أنا أكفيك محوها,فقال: لا والله لا يمحوها أحد غيري فمحاها عمر بيده" طبقات ابن سعد ص 247-قسم 2ج3
-
وروي عن عبد الله بن مسعود كراهيته لكتابة الحديث .
-
عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: جاء عقلمة بكتاب من مكة (أو اليمن) صحيفة فيها أحاديث في أهل البيت: بيت النبي (ص) فاستأذنا على عبد الله (ابن عمر) فدخلنا عليه قال قال : فدفعنا إليه الصحيفة وفقال فدعا الجارية,ثم دعا بطست ماء ,فقلنا يا أبا عبد الرحمن ,انظر فيها فإن فيها أحاديث حساناً
-
قال فجعل يميثها(أي يفركها بالماء لتذوب وتتفرق أجزاؤها فيها) ويقول " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك من هذا القرآن "سورة يوسف .
-
.(القلوب أوعية,فاشغلوها بالقرآن (القرآن وكفى),ولا تشغلوها بما سواه ,رحم الله أبا عبد الرحمن ,ما كان أقوى منه على قول الحق).
-
وهناك رواية أخرى للحديث ذاته,تدل على أنه متواتر وصحيح .(المصدر نفسه). ثبت عن الأسود بن هلال أنه قال (أتى عبد الله بصحيفة فيها حديث ,فدعا بماء فمحاها ثم غسلها ,ثم أمر بها فأحرقت,ثم قال : أذكر الله رجلاً يعلمها عند أحد إلا أعلمني به,والله لو أعلم أنه بدير هند لبلغتها ,بهذا أهلك أهل الكتاب قبلكم حين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) جامع بيان العلم وفضله –ج1-ص66
-
-
-رأي علي بن أبي طالب :
-
(وهذا علي ,رضي الله عنه ,يخطب في الناس قائلاً: (أعزم على كلّ من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه,فأنما هلك الناس حيث اتبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم) جامع بيان العلم وفضله ص 63-ج
-
1
-
أليس هذا أجماع من قبل الخلفاء الراشدين على قول رسول الله (ص) "أكتاب غير كتاب الله؟_أتدرون – ما ضل الأمم قبلكم إلا بما كتبوا من الكتب مع كتاب الله.
-
-
لا أدري بعد ما تقدم من موقف الصحابة رضوان الله عليهم,والأهم من ذلك موقف رسول الله(ص) ,في منع كتابة السنن ,فكيف لو قرأ الرسول والصحابة ما جاء في في الصحيحين وغيرهما من الكتب التراثية , بالتقول على رسول الله هل كانوا سيحرقون الكتب أم سيحرقون من كذب وتقول على رسول الله . إن ما جرى جراء ذلك من ابتعاد الأمة عن القرآن الكريم هو أمر مخالف لأوامر الرسول الذي أُمرنا الله عز وجل بطاعته ,كما أطاعه الصحابة المخلصين .
-
وفي النهاية لا حل لأزمة الأمة إلا بالعودة إلى كتاب الله (القرآن وكفى)
-