بدلوا النعمة كفرا

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٠ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل ممكن ان تتحول النعمة الى نقمة ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ نعم . وهذا ما كان يحدث فى الماضى ، وهو الذى يحدث الآن .

القاعدة هى قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) ابراهيم ) . كفروا بنعمة الله جل وعلا فكانت عقوبتهم الدنيوية البوار والخراب ، ثم فى الآخرة الخلود فى النار .

2 ـ المثل الأظهر فى الماضى هم قوم عاد .

2 / 1 :عاشوا فيما يُعرف الآن بالربع الخالى ، منطقة رملية متعرّجة بلا أنهار، أو بالتعبير القرآنى ( الأحقاف ) قال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (23) الأحقاف ) ، ولا تزال هذه المنطقة بهذه الطبيعة الرملية حتى الآن . ولكنهم أسّسوا فيها حضارة متقدمة تعتمد على هطول الأمطار فقط .

2 / 2 : عن حضارتهم نقرأ الآيات الكريمة التالية :

2 / 2 / 1 : ( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) الشعراء )

2 / 2 / 2 : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) الفجر ).   

2 / 3 : وعن هطول الأمطار نعمة إلاهية قال لهم نبيهم ( هود ) : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)  هود ).

2 / 4 : كانت الريح تجلب لهم الأمطار . بكفرهم تحولت الريح الى اساس الهلاك لهم . لم تجلب لهم المطر ، بل كانت تقتلعهم من الأرض ، وظلت تتقاذفهم سبع ليالى وثمانية أيام متتالية الى أن هلكوا بعد معاناة وخزى .  

2 / 4 / 1 : عندما رأوا بشائر الريح إستبشروا ، ثم كان بها هلاكهم . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) الاحقاف )

2 / 4 / 2 : عن وصف الريح القاتلة قال جل وعلا :

2 / 4 / 2 / 1 : ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة )

2 / 4 / 2 / 2 : ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) الذاريات )

2 / 4 / 2 / 3 : ( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) القمر ).

2 / 5 : ثم تبعتهم اللعنة . قال جل وعلا : ( وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) هود ) .

3 ـ المثل الأظهر الآن هو حال المحمديين :

3 / 1 : معهم نعمة القرآن الكريم ، فبدّلوها كفرا بالإيمان بالأحاديث الشيطانية وإعتناقهم الديانات الأرضية الشيطانية بزعم أنه الاسلام .! . وهم مع هذا يزعمون الايمان بالقرآن الكريم ، وفى الواقع إتّخذوه مهجورا .

3 / 2 : ورزقهم الله جل وعلا بنعمة البترول والغاز وموارد طبيعية متنوعة مع موقع متوسط فى العالم ، فكفروا بأنعم الله جل وعلا عليهم ، فتحولت الى نقمة عليهم . ينفقون البلايين فى شراء أسلحة يتقاتلون بها ، ويوجهونها الى شعوبهم يقهرونهم بها ، هذا بينما يتحكم فيهم أعداؤهم من إسرائيل الى أوربا ، وتتعيّش صناعة الأسلحة فى الغرب والشرق على غبائهم وفسادهم وتناحرهم وتقاتلهم . وتمتلى بنوك العالم بسرقاتهم من شعوبهم ، وفى العادة تضيع عليهم .

اجمالي القراءات 766