سؤالان

آحمد صبحي منصور في الأحد ١١ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : أبى كان قاسى جدا علينا وعلى أمنا ، واستراحت منه لما ماتت ، وشفنا الويل منه بعد موتها ، ومفيش واحدة رضيت تتجوزه بسبب الخوف منه . وعاش وحيد متفرغ لأذيتنا أنا واخواتى البنات . إخواتى اتجوزوا واستراحوا منه ، وأنا على وشك الجواز لقيه إتصاب بالزهايمر ، وبقى لا مؤاخذه يتبول على نفسه ونفس الموضوع فى البراز . واكتر من كده فقد الذاكرة وما عادش فى وعيه . بقى موته أفضل له ولنا . غصب عنى بقيت أراعيه وعملت جدول لاخواتى يساعدونى فى تنظيفه ورعايته ، وكلنا بنفتكر قسوته علينا ، بس بقى صعبان علينا . وصعبان علينا أكتر إنه مش حاسس بالقرف اللى بنشوفه . يعنى كان قرف علينا فى صحته وبقى قرف علينا فى مرضه . بقينا ندعى ان ربنا يرحمه ويرحمنا بموته . هل ده يجوز ؟ يعنى ندعى ان ربنا يريحه ويريحنا ؟ السؤال الثانى : استاذ ازهرى مشهور عندنا يعطى زكاة ماله الى شقيقه الفلاح . وشقيقه يعطيه الزكاة نفس المبلغ ، يعنى بالتبادل . لما سألته قال هذا مذهب ابوحنيفة النعمان . هل هذا صحيح .؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

أولا :

1 ـ منشور لنا كتاب عن الضعف ، كله فى تدبر قول الله جل وعلا : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً )  (54)  الروم ) . الذى يعيش لأرذل العمر يمرّ بمرحلة الطفولة وضعفها ، ثم يبلغ أشدّه وقوته ، ثم تنساب منه القوة والشباب ويدخل فى مرحلة الضعف والشيخوخة والأمراض والاحتياج . يعنى يعيش الانسان مرحلتى ضعف فى البداية وفى النهاية ، وبينهما مرحلة الفتوة والصحة والشباب .  

عن التشابه بين مرحلتى الطفولة والشباب يقول جل وعلا :

1 / 1 : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً  )  (78)  النحل )

1 / 2 : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً )  (5)  الحج )(  وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ) (70) النحل ).

فى طفولة الانسان بعد ولادته يحتاج الانسان الى من يطعمه ويسقيه وينظفه ويرعاه فى كل صغيرة وكبيرة . حين يبلغ أرذل العمر يفقد صحته وربما ذاكرته ، وربما يحتاج لمن ينظفه ويساعده فى الأكل وفى الحمّام .

2 ـ الفارق :

2 / 1 : أن الانسان لا يتذكر نشأته الأولى طفلا ما بين شهر الى عامين أو ثلاثة . لا يتذكر رعاية الأبوين به ، وإن كان يرى حوله الوالدين يرعيان طفلهما الذى لا يعى شيئا . وما أروع قوله جل وعلا :( وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62)  الواقعة ). نحن نعلم نشأتنا الأولى فى طفولتنا المبكرة ، نعلمها مما نراه ولكن لا نتذكر ما حدث لنا .

2 / 2 : أن فى غريزة الانسان أن يرعى طفله ، بنفس غريزة الطفل فى الالتصاق بوالديه إحتياجا لهما . ولكن ليس فى غريزة الانسان أن يرعى والديه فى مرحلة الشيخوخة وأرذل العمر . لذا تكررت الأوامر الالهية بالاحسان للوالدين ، وأن يأتى هذا تاليا للأمر بعبادة الله جل وعلا وحده لا شريك له . نعرض لبعض الآيات :

2 / 2 / 1 : فى الوصايا العشر تأتى الوصية الأولى والثانية : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً  )  (151)  الانعام )

2 / 2 / 2 :( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً( 36 ) النساء )

2 / 2 / 3 :(  وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)  الاسراء )

أخيرا

1 ـ أبوك كان قاسيا معكم . هذا الذى تتذكرونه ، ولكنكم لا تتذكروا رعايته لكم أطفالا . صحيح أنه أخطأ فى قسوته وهو يدفع الثمن الآن ، وعليكم أن تتعظوا بهذا ، وألّا تهملوا فى رعايته طالما هو فى حوزتكم محتاجا لكم . ولتتذكروا قوله جل وعلا : ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ )(123)  النساء )

2 ـ تذكر قوله جل وعلا : ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)  الاسراء )

3 ـ وتذكر ما ينتظرك فى شيخوختك ـ إذا عشت طويلا . قال جل وعلا : ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) يس )

 إجابة السؤال الثانى :  

لا شأن لأبى حنيفة بهذا . هناك فى الفقه الحنفى ما يعرف بفقه ( الحيل ) أى التحايل على الشرع ، وأول من إبتدعه هو تلميذ أبى حنيفة أبو يوسف ، الذى كان قاضى القضاة للرشيد العباسى . وقد وضعوا له القواعد فى فقه الحيل ، ومنها الافطار فى نهار رمضان والتحايل فى الزكاة المالية . ولنتذكر أن العبادات كلها وسائل للتقوى ، بالتالى فمن يتحايل فى تعطيلها هو عدوُّ لله جل وعلا . 

اجمالي القراءات 1232