آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٠٧ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ كتابة الدعاء لا دخل لها بالصوت خُفية أو جهرة . التضرع أثناء كتابته يعلمه من يعلم السرّ وأخفى جل وعلا .
2 ـ الدعاء بالصوت هو محلُّ الأمر بأن يكون بتضرّع وخفية . وكل إنسان ـ مهما بلغ كفره ـ إذا مسّه الضُّرُّ دعا ربه منيبا متضرعا ، وقد يصل به التضرع والهلع الى أن يجأر بعُلُوّ الصوت . ويستجيب الله جل وعلا لدعائه وينجيه من الضُّرّ ، ثم يعود لكفره. وتكرر هذا كثيرا فى القرآن الكريم:
فى سور النحل : ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)
والأنعام ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)
والزمر ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)) ( فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49)
والروم ( وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) )
ويونس ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) ، ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) ) .
والاسراء ( وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً (67) ) .
3 ـ الضابط فى الموضوع هو قوله جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف ) . الاعتداء هنا هو أن يتحول الخشوع والتضرع الى أُغنية ورقص ، كما هو العادة فى الانشاد الدينى المنتشر فى الأديان الأرضية الشيطانية . هنا إتّخاذ الدعاء سخرية ولهوا ولعبا .
الدعاء الخفى الصوت يكون صوتا مسموعا ، ولكن ليس لدرجة الجهر أو الصوت الجهورى الزاعق فى مثل قوله جل وعلا : ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148) النساء )
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ الدعاء عبادة مأمور بها ، ولذا لا يكون الدعاء إلا بالخشوع والتضرع ، قال جل وعلا :
1 / 1 ـ ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر )
1 / 2 ـ ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة ).
2 ـ إستجابة الدعاء تكون بعلم الله جل وعلا بما هو الأصلح للداعى . قد يدعو بشىء يكون تحقيقه ضررا عليه ، الله جل وعلا يستجيب بما هو الأصلح . وهو الأعلم بكل شىء .
3 ـ معظم من يدعو لأهل غزة هم من المحمديين الذين يتخذون دينهم لهوا ولعبا ويجعلون الدعاء إعتداءا على مقام الرحمن جل وعلا . لذا لا عبرة لدعائهم . هناك ـ ونحن منهم ـ من يدعو بالنجاة لأهل غزة والمستضعفين فى الأرض ويدعو على أكابر المجرمين متضرعا ، وآملا أن يستجيب الله جل وعلا لدعائه .
إجابة السؤال الثالث :
من يترك ثروة بلا وريث تؤول تركته للدولة ، وعليها أن تنفقها فى وجوه البرّ ، على الجمعيات الأهلية والرسمية التى ترعى الأطفال الأيتام والأرامل والفقراء والمرضى وسائر المحتاجين ، ورعاية الموهوبين من التلاميذ بتوفير منح تعلمية لهم .
ليس من ذلك ـ على الإطلاق ـ إنشاء مساجد للضرار .