أيد عدد من علماء وشيوخ الأزهر قيام عمرو موسي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالصلاة في الجامع ـ الكاتدرائية بقرطبة، مطالبين المسلمين بالتوجه للصلاة في هذا الجامع لمؤازرة إخوانهم في إسبانيا.
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، إن جامع قرطبة هو مسجد لكل المسلمين، ويعد من أعظم الآثار الإسلامية والأندلسية الباقية في هذه المدينة التاريخية، وإذا كان قد تم أخذه من المسلمين في فترة ضعف وعادوا إليه اليوم ليؤدوا فيه الصلاة، فهذا حق يعود لأصحابه.
واشترط هاشم ضرورة وجود فارق بين المسلمين الذين يؤدون الصلاة في جامع قرطبة والمسيحيين، الذين يصلون في الكاتدرائية، وقال: «لئن محيت منارة المسجد القديمة وأقيم علي أنقاضها بعض الأجراس، فهذا لا يمحو الحق التاريخي والديني والإسلامي للمسلمين في أداء الصلاة في المسجد».
ودعا هاشم جميع المسلمين إلي التوجه للصلاة في جامع قرطبة لمؤازرة إخوانهم في إسبانيا ليعود إليهم الجامع كاملاً. وأشاد هاشم بقيام عمرو موسي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالصلاة في هذا الجامع، قائلاً: «نحن نشكر له القيام بذلك، وهذا الإعلان يعطي شرعية رسمية لحق المسلمين».
وقال الدكتور منيع عبدالحليم محمود، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: لا يوجد أي مانع شرعي علي الإطلاق لأداء المسلمين الصلاة في الجامع «الكاتدرائية» بقرطبة، لأن الإسلام دين واضح وعلني، والهدف من الصلاة هو إعلاء كلمة الله تعالي.
وأضاف محمود: «تعددت المساجد الموجودة بالطريقة نفسها علي مدار الفتوحات الإسلامية، وبعد ذلك في عصر الدولة التركية، والباقي منها مثلاً حتي الآن ما يوجد في دير سانت كاترين، حيث إن المسجد يوجد في منطقة الدير نفسها، ولا مانع من ذلك شرعاً».
كما أيد الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر، قيام عمرو موسي بالصلاة في جامع قرطبة قائلاً إن ذلك جائز شرعاً لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: «وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».
كان عمرو موسي، الأمين العام للجامعة العربية، قد دافع خلال زيارته الحالية لإسبانيا، عن الصلاة في الجامع «الكاتدرائية» في مدينة قرطبة، وقال إنه لا خلاف يحول دون إمكانية صلاة المسلمين فيه، إلي جانب كونه دار عبادة للمسيحيين في الوقت نفسه.