ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٤ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول من الاستاذة ( أم محمد ) : ما معنى ( رابية ) فى قول الله سبحانه وتعالى : ( فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10) الحاقة ) ؟ هل هى من الربا ؟ السؤال الثانى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤال دكتور احمد .. رجل له ثلاث بنات ويود أن يكتب كل ممتلكاته لبناته الثلاثه ....فهل هذا فيه حُرمه ؟ السؤال الثالث : هل يجوز إعطاء الصدقة لأولادى ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

المعنى هو الزيادة ( المالية )و ( الارتفاع) حسب السياق . ونعطى تفصيلا :

أولا : الزيادة المالية فى موضوع الربا :

1 ـ قلنا سابقا فى مقال منشور هنا ( معركة الربا ) إن الربا المحرم هو ربا الصدقة ، بمعنى أن يأتيك فقير يطلب صدقة وهو مستحق لها فتعطيه قرضا بفائدة أى بالربا . جاء تحريم هذا فى سورة مكية فى قوله جل وعلا : ( وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ )(39)الروم ). هنا مقارنة بين الربا فى الصدقة للفقير وبين إعطائه زكاة يتضاعف ثوابها عن الله جل وعلا .

وجاءت آيات كثيرة فى الحث على الصدقات وآدابها ، ثم قال جل وعلا بعدها فى سورة البقرة المدنية : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279) وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ(281)البقرة )

وعن كفرة بنى اسرائيل قال جل وعلا : (  وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ) (161)النساء )

2 ـ ولكن ربا التجارة ( الاقتراض بفائدة من البنوك وغيرها )  مُباح بشرطين : أن يكون عن تراض وألا تكون الفائدة مركبة ، ولو كانت مركبة فليس على المقترض وزر لأنه مضطر. يكون الوزر على من إستغل حاجته . نتدبر قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(130)آل عمران )

2 / 2 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ )(29) النساء )

ثانيا : بمعنى الارتفاع المادى والزيادة المادية  :

قال جل وعلا :

1 ـ ( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(265)البقرة )

2 ـ ( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا  (17)الرعد )

3 ـ ( وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(5)الحج )

4 ـ ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ) ِ(39)فصلت )

5 ـ ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ(9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً)(  (10(الحاقة )

6 ـ ( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ(50)المؤمنون )

وبمعنى ( العُلُوّ ) المعنوى . قال جل وعلا :

( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) (92 النحل ).

أخيرا :

نؤكد مجدّدا أن فهم المصطلح القرآنى يكون بتتبعه فى سياقاته القرآنية ، طلبا للهداية وبدون غرض مسبق بإثبات شىء أو نفى شىء فيكون الإنتقاء لاثبات الباطل ، وهنا يكون الضلال والإضلال بالقرآن الكريم . برجاء تدبر قوله جل وعلا : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء ) .

إجابة السؤال الثانى :

قبل موته هو حُرُّ فى ماله . إذا حضره الموت عليه أن يوصّى بجزء من ميراثه للوالدين والأقربين بالمعروف . هذا حق عليه إن كان من المتقين

 إجابة السؤال الثالث :

الصدقة لا تكون لمن تلزمك نفقته وتكون مكلفا بالانفاق عليه. الصدقة تكون لمن يعيش منفصلا عنك من الأقارب وبقية مستحقى الصدقة .

اجمالي القراءات 865