خمسة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٨ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : ما رأيك فى هذه التصرفات المجنونة التى يفعلها بعض المحافظين فى مصر ؟ واحد يقتحم بيت امراة فقيرة ليضبط ما عندها من رغيف العيش ، وآخر يقتحم مستشفى ليشتم طبيبة . وكل هذا مسجّل بالكاميرات . وهم يعرفون ان ما يفعلون خطأ ، ويجعل السوشيال ميديا تهاجمهم . السؤال الثانى : السلام عليكم دكتورنا الحبيب قبل ثلاثة اسابيع توفي ابني الحبيب عمرو وهو أعزب وترك مالا كيف يوزع الميراث علمًا له اب وام وأخوين ذكور فقط . وله اسهم في امريكا سيتم بيعها هل اذا تصدقنا بثمنها يصله الاجر ام هي ورثة توزع على الورثة ؟ السؤال الثالث : ما معنى ( غواش ) فى آية ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ) (41) الأعراف ). السؤال الرابع : هل يجوز إعطاء الصدقة لأولادى ؟ السؤال الخامس : القصيدة الرائعة ( قُل للمليحة ) التى غنّاها المطرب صباح فخرى ، من قالها وما هى قصتها ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

هذه سياسة متبعة لدى العسكر خصوصا فى حكم السيسى ، وهى إلهاء الناس بأخبار من جرائم ، وتلفيق تهم ، وإن لم توجد دفعوا أعوانهم الى أعمال تستوجب التعليق والهجوم . نبهنا على هذا كثيرا . ومع ذلك يندفع بعض المعارضين فى الخارج الى الوقوع فى هذا الفخ طلبا للإنتشار والترند ، ويحققون غرض السيسى ، الذى هو متفرّغ الآن لبيع أصول مصر ، لأن المطلوب منه سداد عشرات البلايين خلال ما تبقى من هذا العام ، ولا سبيل له سوى بيع ما يستطيع بيعه من جسد مصر .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ قال جل وعلا : (وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (11)  النساء ). للوالدين لكل واحد منهما السُدّس . الباقى للأخوين بالتساوى . هذا بعد سداد الديون ــ إن كانت ـ وتنفيذ الوصية ــ إن كانت .

2 ـ من يموت يتم غلق كتاب أعماله ، فلا مجال لإضافة سيئة أو حسنة . قال جل وعلا : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)  النجم ). ليس لكل إنسان إلا سعيه حين كان حيا ، وسوف يراه يوم القيامة. قال جل وعلا : (  يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه (8) الزلزلة ). تركة ابنكم تشمل ما له فى أمريكا .

إجابة السؤال الثالث :

أصل ( غواش ) من (غشّى ) أى غطى ، ومنه غاشية وغواش . أصحاب النار يغطيهم العذاب من فوقهم ومن اسفلهم . نجد هذا المعنى فى قوله جل وعلا :

1 ـ ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) الأعراف ).

2 ـ ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) العنكبوت )

3 ـ ( لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) الزمر ).

4 ـ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) الحج )

إجابة السؤال الرابع :

الصدقة لا تكون لمن تلزمك نفقته وتكون مكلفا بالانفاق عليه .

إجابة السؤال الخامس :

القائل هو الشاعر ربيعة بن عامر الدارمى التميمى ، وكان مقربا من الخلفاء الأمويين ، وقد توفى عام 89 أو 90 . وفى نهاية حياته تنسّك وترك الشعر وإلتزم المسجد متعبدا . وحدث أن صديقا تاجرا من العراق جاء المدينة ليبيع للنساء غطاءا للراس ( خمارا ) وكانت بألوان متعددة فأقبلت النساء على شراء الملون منها وبقيت معه الخمر سوداء اللون . كان لا بد للتاجر أن يبيعها قبل أن يعود للعراق . سأل عن صديقه القديم ربيعة الدارمى فقيل له إنه تنسّك ولزم المسجد . ذهب اليه يرجوه أن يساعده فى بيع ما كسد من تجارته . فأعلن ربيعة أنه ترك التنسّك بسبب حسناء رآها تضع على راسها خمارا أسود . قال هذا شعرا ، فالشعر هو أروع وسيلة للتواصل وقتها . قال :

قل للمليحة في الخمار الأسود    ماذا فعلت بناسك متعبدِ

قد كان شمر للصلاة إزاره      حتى قعدت له بباب المسجدِ

ردي عليه صلاته وصيامه     لا تقتليه بحق دين محمدِ

سمعت النساء بالشعر فأقبلن على التاجر وإشترين كل ما معه من خُمُر سود . بعدها رجع الدارمى الى تنسكه وتعبّده .

المستفاد من هذا هو أن النساء لم يعرفن النقاب ، بل مجرد خمار يستر الرأس لا الوجه . تغير الحال فى العصر العباسى الثانى الذى سيطر فيه الحنابلة فنشروا النقاب ليغطى على الانحلال الخلقى .

اجمالي القراءات 1312