سؤالان

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٦ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : لماذا لم يظهر من ينكر السُنّة فى العصر العباسى ؟ السؤال الثانى : هل لبحيرة قارون فى الفيوم علاقة بقارون وكنوزه ؟ وماذا قيل عن الفيوم فى التراث العربى ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ أبو حنيفة أول أئمة الفقهاء لم يكن يعترف بنسبة الأحاديث للنبى محمد عليه السلام ، ويعرف أنها من صناعة رفاقه الفقهاء الخادمين للدولة العباسية . و كان هذا من اسباب قتله عام 150 هجرية. المعتزلة أطلقوا على أهل الحديث لقب ( الحشوية ) لأنهم يحشون رءوسهم بأكاذيب . الشافعى ت 204 هو الذى أسّس فعلا الدين السنى بكتابه ( الأم ) ورسالته . وقد إتبع اسلوب المناظرة ، يردّ على من ينكر زعمه بأن الأحاديث هى الرسول . أى كان كلامه موجها لمن ينكر الأحاديث ، أى كانوا موجودين مؤثرين فى عصره فى العصر العباسى الأول . أصبح الحديث والسُنّة الدين الرسمى فى الدولة العباسية من خلافة المتوكل العباسى ، وهو بداية العصر العباسى الثانى ، ولأن المتوكل إضطهد خصومه فإن من ينكر الأحاديث والسنة عمدوا الى حرب السُنّة بنفس اسلوبهم ، وهو صناعة أحاديث ضدهم ، ومنها حديث ( لا تكتبوا عنى غير القرآن ومن كتب غير القرآن فليمحه ) . رد عليهم السنيون بإضافة لهذا الحديث ( وحدثوا عنى ولا حرج ) وهذا رواه مسلم . وردوا عليهم أيضا بأحاديث زعموا فيها أن النبى قال ( أكتبوا لأبى شاه  ) وأن هناك صحفا مكتوبة بالأحاديث لفلان وفلان .. وطبعا لا أثر لها . ثم هذا الحديث الذى يهاجم من ينكر السنة ( يوشك رجل أن يقعد متكئا على أريكته يحدّث بحديث من حديثى فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدناه من حلال إستحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرّمناه . ألا وإن ما حرّم رسول الله مثل ما حرّم الله ). وهذا الحديث : صادق فى تصويره لحقد السنيين على من ينكر دينهم وفى نقل ما كان يقوله منكرو السُنّة ضدهم . وهو أيضا كاذب فى نسبة هذا القول للرسول محمد عليه السلام ، فلم يكن يعلم الغيب ، ولم يكن له أن يحرّم ما أحل الله ، بل كان متبعا للقرآن الكريم .

2 ـ منشور لنا هنا كتاب عن ( الحنبلية ـ أم الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) وعدة مقالات بحثية عن المؤرخ الفقيه الحنبلى القصّاص عبد الرحمن بن الجوزى ، وكيف إنه كان كذّابا ومتحيّزا لدينه الحنبلى ، وأنه رفع ابن حنبل فى كتابه عن مناقب ابن حنبل فوق رب العزة جل وعلا ، وأنه ملأ تاريخه المنتظم بأكاذيب ومنامات وأحاديث فى مدح الحنابلة والسنيين وفى الهجوم على خصومهم . وقد تجاهل ذكر منكرى السنة أعداء دينه السنى . وقد راجعنا كتابه ( المنتظم ) فما وجدنا فيه سوى ترجمة لأحد منكرى السُنّة حرص فيها ابن الجوزى على تشويهه . إنه  ( الثلجى ) المتوفى عام 266 ، وذكره فى الجزء 12 فى وفيات هذا العام. قال عنه : ( توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة محمد بن شجاع أبو عبد الله ويعرف بالثلجي . حدث عن يحيى بن آدم وابن علية ووكيع وصحب الحسن بن زياد اللؤلؤي إلا أنه كان رديء المذهب في القرآن ‏.‏ وقال أحمد بن حنبل‏:‏ الثلجي مبتدع صاحب هوى . أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال‏:‏ أخبرني البرقاني قال‏:‏ حدثني محمد بن أحمد بن عبد الملك الآدمي قال‏:‏ حدثنا محمد بن علي بن أبي داود البصري حدثنا زكريا الساجي قال‏:‏ كان محمد بن شجاع الثلجي كذابًا احتال في إبطال الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه ‏.‏ أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب قال‏:‏ حدثني أحمد بن محمد المستملي حدثنا محمد بن جعفر الوراق أخبرنا أبو الفتح الأزدي الحافظ قال‏:‏ محمد بن شجاع الثلجي كذاب لا يحل الرواية عنه لسوء مذهبه وزيغه في الدين ‏.‏قال بن عدي‏:‏ كان يضع الأحاديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بها ‏.‏). المفهوم ممّا قاله ابن الجوزى أن ( الثلجى ) هذا كان مناصرا لرأى أبى حنيفة المقتول عام 150 هجرية ، أى إن قتل أبى حنيفة لم يوقف رأيه فى إنكار السُنّة ، وأن الثلجى فى نظر ابن الجوزى ( ردىء المذهب فى القرآن ) أى يكتفى بالقرآن وحده . المهم أن الثلجى كان يكيد لأهل الحديث بأن يصنع أحاديث تطعن فيهم وفى دينهم ، لذا حرّموا الرواية عنه .

 إجابة السؤال الثانى :

1 ـ لم يذكر رب العزة جل وعلا أى علاقة بين قارون الذى خسف به وبكنوزه ـ وبين منطقة الفيوم وما يسمى الآن ببحيرة قارون . وما لم يذكره رب العزة فى القصص القرآنى عن السابقين هو بالنسبة لنا غيب لا يجوز أن نخوض فيه . وما كتبوه فيما يسمى بالتفسير هو خرافات . وحين يقولون فيها أحاديث ووحيا منسوبا لله جل وعلا فقد دخلوا فى دائرة الكفر .

2 ـ أشهر كتب الجغرافيا القديمة كتاب : ( آثار البلاد وأخبار العباد ) يقول فيه القزوينى عن ( الفيوم ) : ( ناحية في غربي مصر في منخفض من الأرض والنيل مشرف عليها‏. ذُكر أن يوسف الصديق عليه السلام لما ولي مصر ورأى ما لقي أهلها منالقحط وكان الفيوم يومئذ بطيحة تجتمع فيها فضول ماء الصعيد أوحى الله تعالى إليه أناحفر ثلاثة خلج‏:‏ خليجاً من أعلى الصعيد وخليجاً شرقياً وخليجاً غربياً كل واحد منموضع كذا إلى موضع كذا‏.‏فأمر يوسف العمال بها فخرج ماؤها من الخليج الشرقي وانصب في النيلوخرج من الخليج الغربي وانصب في الصحراء ولم يبق في الجوبة ماء ثم أمر الفعلة بقطعما كان بها من القصب والطرفاء فصارت الجوبة أرضاً نفية ثم ارتفع ماء النيل فدخلخليجها فسقاها من خليج أعلى الصعيد فصارت لجة من النيل كل ذلك في سبعين يوماً‏.‏فخرج وأصحابه فرأوا ذلك وقالوا‏:‏ هذا عمل ألف يوم فسمي الموضعالفيوم‏.‏ثم صارت تزرع كما تزرع أرض مصر‏.‏وبنى بالفيوم ثلاثمائة وستين قرية ، وقدر أن كل قرية تكفي أهل مصريوماً واحداً على أن النيل إن لم يزد اكتفى أهلها بما يحصل من زراعتها وجرى الأمرعلى هذا‏.‏وزرعوا بها النخيل والأشجار فصار أكثرها حدائق فتعجب الناس مما فعليوسف الصديق عليه السلام فقال للملك‏:‏ عندي من الحكمة غير ما رأيت انزل الفيوم منكل كورة من كور مصر أهل بيت وأمر كل أهل بيت أن يبنوا لأنفسهم قرية وكانت قرىالفيوم على عدد كور مصر فإذا فرغوا من البناء صير لكل قرية من الماء قدر ما يصيرلها من الأرض لا زائداً ولا ناقصاً‏.‏صير لكل قرية شرباً في زمان لا ينالهم الماء إلا فيه وصير مطأطئاًللمرتفع ومرتفعاً للمطأطيء بأوقات من الساعات في الليل والنهار وصير لها قدراًمعلوماً فلا يأخذ أحد دون حقه ولا زائداً عليه فقال له فرعون‏:‏ هذا من ملكوتالسماء فقال‏:‏ نعم‏.‏فلما فرغ منها تعلم الناس وزن الأرض والماء واتخاذ موازينها‏.‏وحدث يومئذ هندسة استخراج المياه والله الموفق‏.‏) ..إنتهى .!

لم يذكر القزوينى مصدرا لكلامه . واضح أنه نقل مما شاع من روايات القُصّاص، وخرافاتهم . ليس هذا عجبا . العجب هو تصديق هذا الهجص .

اجمالي القراءات 996