التبشير الإسلامي في الغرب.
الله وأكبر ...بصوت مرتفع ,تتعالى أصوات المصلين في مساجد الغرب كلما ارتد مسيحي عن دينه ليعتنق دين( المسلمين) .ثم يقف المرتد عن المسيحية(كونه ترك دينه واعتنق ديناً أخراُ) في وسط المسجد ليتقبل التهاني والعناق والقبلات .وكيف لا...وقد أُعتق من عذاب نار جهنم الذي ينتظر كل البشرية ما عدا...... الفرقة الناجية؟؟؟؟.
في الغرب ,لا توجد قوانين لردع المرتد وعقوبته إذا غير دينه ,فالخروج من المسيحية واعتناق الإسلام أو أي دين أخر , ليس من شأن الدولة ولا المجتمع بل هو اختيار حر وفردي ,وواجب الدولة حماية حق الأفراد في اختياراتهم العقائدية, وضمان شروط التعايش المشترك بين جميع أفراد مواطني الدولة مهما اختلفت دياناتهم أو ألوانهم وأصولهم.
الدين قضية شخصية .حتى الكنيسة ,بفعل النظام العلماني ما عادت تتعامل مع المرتدين إلا من خلال الدستور والقوانين العلمانية المرعية.ووظيفتها الوعظ بدون الإكراه .
لم أقرأ يوماً في الصحافة أو أسمع في وسائل الأعلام المسموعة والمرئية في الغرب ,اهتمام القائمين عليها في تسويق مثل هذه الأخبار التي تتناول فعل الارتداد. فالمرتد هو مواطن بالدرجة الأولى ولا يعتبر خائناً أو خارجاً عن الجماعة أو خارجاً عن السرب ...هو حر في تصرفاته الشخصية ....حر فيما يختار من معتقد أو دين و يُنظر إليه باحترام وتسامح....لكنه في الوقت نفسه محاسب أمام القانون في حال اعتداءه على حرية الآخرين الدينية.
في الغرب ,تسمح القوانين المرعية للمسلمين ,بإصدار الصحف ,وعقد الندوات ,وإقامة المحاضرات ,التي تبشر بدين المسلمين. بل أكثر من ذلك..تسمح لهم المشاركة في الندوات العامة والتحدث إلى الحضور عن سماحة الديانة الإسلامية ونقد الديانة المسيحية. ويتقبل الجميع هذا التدخل وهذا التدخل برحابة الصدر ,وبل ويتفاعل البعض مع المتحدث في نقاش هادئ ...وقد يبدي بعضهم اعتراضه ولكن بشكل حضاري.
في الغرب ,لا تمنع القوانين بناء المساجد(إلا في حالات استثنائية في بعض الدول,لكنها لا تمنع من إقامة أماكن للعبادة) و أماكن العبادة منتشرة على مساحة الدول الغربية. قد يعترض البعض وهذا حقه ,لكن بعض المسلمين يعتبر أن هذا الاعتراض
إنما يعبر عن عنصرية الغرب الذي يعادي دينهم ولا يسمح لهم بالاستيلاء على البلاد وإكراه الناس على الدخول في ديانة الإسلام.
في الغرب يعتلي المنابر الإسلامية ,خطباء ورجال دين زوار ,من السعودية ومصر ...وغيرها من دول العالم الإسلامي .يلقون خطبهم العصماء,ويتهمون أهل البلاد الأصلين بالكفر , دون أن يراعوا مشاعر حتى أولئك الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً ,أو أبناء الجاليات الإسلامية الذين ولدوا من أمهات مسيحيات . (يندرج ذلك تحت مسمى حرية التعبير)
في الغرب العلماني دين الدولة هو المسيحية ...ومع ذلك ,لا توجد مضايقات على الذين لا يدينون بالدين الرسمي للدولة ,لكن هناك تضيق على من يتعاون مع العناصر المتطرفة أو الإرهابية ,التي تسعى إلى تنفيذ عمليات إرهابية .أو من يسعى إلى نشر الكراهية والعداء بين أفراد المجتمع.
التبشير في الدول الإسلامية.
في العالم الإسلامي ,ممنوع التبشير لأي دين أو معتقد ما عدا دين الدولة الرسمي أو مذهبه . التبشير السني ممنوع في إيران وفي المقاطعات التي يسيطر عليها الشيعة في العالم الإسلامي .وأيضاً ممنوع التبشير الشيعي في الدول التي دينها الإسلام وتعتنق المذهب السني (وهذا ضمن الديانة الواحدة التي لها كتاب وأحد ونبي واحد).
المسيحيون ,ممنوع عليهم منعاً باتاً التبشير بالدين المسيحي في أي دولة إسلامية.ورجال الدين الإسلامي في الدول الإسلامية يحذرون باستمرار من خطر التبشير ,وآفة التنصير التي تهدد كيان الأمة . ويدعون السلطة السياسية التي تسعى دائماً إلى إ رضاء رجال الدين بالدرجة الأولى لكي تتدخل بالردع والمنع.
لا يقبل المسلمون أن يقوم الغير بالتبشير بدينه في بلادهم ,,ويعتبرون ذلك مؤامرة على الإسلام وعلى أمن الدولة.وينزلون بالمبشرين وبمن اتبعهم أقصى العقوبات التي قد تصل إلى عشر سنوات وأكثر في السجن, أو الطرد والإبعاد.(بينما التبشير الإسلامي في الغرب, هو فتح مبين).
سؤالي ...ماذا لو أن الدول الغربية قررت منع نشر الإسلام في دولها ,
و صاروا يحكمون على المسلمين الذين ينشرون ديبنهم, بالجرم ومن ثم بالسجن والإبعاد ,كم سيكون عدد المعتقلين والمُبعدين أو المطرودين من المسلمين؟