آحمد صبحي منصور
في
الخميس ١١ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
أولا
1 ـ هذا عن بعض الصحابة وليس قاعدة عامة فى البشر جميعا . هناك من ينتحر راضيا بالموت عن طيب خاطر ، وقد يكون بإنتحاره ظالما مستحقا للعذاب ، وقد لا يكون هكذا. قال جل وعلا : ( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) النساء ).
2 ـ بالنسبة لى فالموت فعلا صديق لى ، فقد مات أبى وتركنى فى الرابعة عشر من العمر طالبا فى الاعدادى الأزهرى . كان أبى من قبل طالبا فى الأزهر ، فظلمه شقيقه الأكبرـ الذى يكبره ب 19 عاماـ وأخرجه من الأزهر وجعله فلاحا ، ثم إستولى على ميراثه كله . ترك أبى الفلاحة وعمل ماذونا شرعيا ، وفتح ( كُتّابا ) لتعليم القرآن الكريم وتأهيل التلاميذ لدخول التعليم الأزهرى . مات رحمه الله تعالى فى شبابه وتركنى أكبر أبنائه مع ثلاثة أشقاء صغار وشقيقة . لم يكن لنا مورد ، واضطر عمى الى الانفاق على تعليمى . وعشت فى ذُل بسبب حاجتى لهم . دفعنى هذا الذل الى التفكير فى ترك التعليم والتطوع فى الجيش بالاعدادية . وكنت قبلها قد حصلت على الاعدادية بترتيب الثانى على الجمهورية ومكافأة قدرها 28 جنيها إستولى عليها عمى . ذهبت الى مركز كفر صقر للتقديم الى الكُتّاب العسكرى ، ورأى الموظف المختص خطأ فى البيانات ـ وهو أصلا من قريتنا ـ ونصحنى باصلاحه . وركبت الاتوبيس من كفر صقر الى قريتى أبو حريز مكتئبا أفكر فى كيفية الحصول على مبلغ آخر للعودة ، وفى خضم حزنى ويأسى دعوت الله أن يعجّل بموتى لأستريح من هذا الشقاء . وفى لحظة توقف الأتوبيس فجأة ، وصرخ الجميع ، ولكنى أحسست بسعادة لأن الموت الذى أتمنّاه إقترب . كانت هذه أول تجربة لى مع الموت . صار بعدها التفكير فى الموت هو الراحة النفسية لى . دخلت السجن مرتين فى عهد مبارك ، وكان التفكير فى الموت وتمنيه هو العلاج النفسى الذى يقينى الاكتئاب . إذا كنت تتمنى الموت الذى يخشاه الجميع فإن كل شىء يهون ، وكل مصائب الدنيا تتقزّم وتتضاءل أمام عينيك . يكفى أنه كان لى ( ملف ) ضخم فى أمن الدولة يتيح لأمن الدولة ملاحقتى وتهديدى ، كما كانوا يلاحقوننى فى رزقى ، وفى كل هذه المحن كان التكفير فى الموت تخيله وتمنيه هو الشافى لى . القضية بالنسبة لى إننى كاتب مسالم يدعو للاصلاح السلمى ولا مطمع لى فى حُطام الدنيا ، وهم يضطهدوننى ، وأنا مظلوم ، لذا فإن الموت يعنى لى لقاء الله جل وعلا الذى ينصف المظلومين وينصرهم يوم الدين . كتبت من قبل مقالا عن نعمة الموت نشرته جريدة الأحرار فى التسعينيات . وكتبت عن الموت كتابا فى هذا الوقت ، وهو منشور هنا . خوف الموت وحرصا على الحياة إبتعد عنى بعض الأقربين . ومع هذا ماتوا ، ولا زلت حيا أقترب من ال 76 عُمرا . فى شيخوختى أنا مُثقل بأمراض القلب والمفاصل ، والموت هو الراحة من كل الآلام الجسدية ، فهو إغماء بالدخول فى البرزخ ورؤية ملائكة الموت ، وأتمنى أن أسمع منهم أن لا خوف علىّ ولا حزن .
3 ـ لا يمكن الفرار من الموت . هو يطاردك وخلفك . قال جل وعلا : ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) (78) النساء ) ، وهو أمامك سيلاقيك . قال جل وعلا : ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) (8) الجمعة ِ) . التصالح مع حتمية الموت اساس . ولكن هناك من ينسى الموت ويظل فى صراعات الدنيا حتى يفاجئه الموت ، وعند الاحتضار يصرخ طالبا فرصة ليصلح عمله . ولكن دون جدوى . قال جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ). ومن أجل هذا قال جل وعلا يعظ المؤمنين ويحذّرهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون ).
قل : صدق الله العظيم .!
إجابة السؤال الثانى :
معناهما مختلف .
1 ـ ( نقير ) يعنى أقل شىء موزون . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (53) النساء ).
1 / 2 : ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) النساء ). ونظيره قوله جل وعلا : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً الأنبياء ).
2 ـ الناقور ونقر فى الناقور : أُسلوب مجازى عن قيام الساعة . قال جل وعلا : ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) المدثر ).
إجابة السؤال الثالث :
من عام 1952 وشيوخ الأزهر مطية للعسكر ، وخصوصا شيخ الأزهر الحالى أحمد الطيب . هذا الشيخ أعلن كفره بالقرآن الكريم بقوله إنه لا يمثل إلا جزءا من الاسلام . هذا الشيخ لا يمكن أن ينتقد دستور العسكر والذى يقوم عليه حكمهم ، وهو التعذيب . استشرى التعذيب لمئات الالوف من الأبرياء المصريين وصرخاتهم لا تحرك ساكنا من هذا الشيخ . منظمات حقوق الانسان فى العالم تندّد وشيخ الأزهر هذا لا يهتم . هذا التصريح الذى قاله عن ترك منصبه وتعليم الاطفال القرآن ـ لماذا لم يقله من قبل ؟ ولماذا لم ينفذه من قبل ؟ التعليل الوحيد إنه رأى سفينة السيسى تهتز وتترنح فأبدى إستعداده للقفز منها شأن فئران السفن التى توشك على الغرق .