رؤية اسلامية
مؤتمر الأقباط فى واشنطن
آحمد صبحي منصور
في
الأحد ٠٦ - أغسطس - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
1ـ فى التسعينيات من القرن الماضى دعتنى جريدة الدستور لالقاء شهادة عن الشيخ الشعراوى . قمت بتحليل خطابه الدينى مؤكدا على تناقضه مع القرآن الكريم من الألف الى الياء. وفى تحليل شخصيته قلت انه منحاز دائما للأغنياء وأصحاب الجاه ، وقد عاون شركات توظيف الأموال فى خداع المصريين ولم يرسل برقية عزاء للذين ضاعت أموالهم . وعقدت مقارنة بين الشيخ الشعراوى والأسقف صموئيل حبيب رئيس الطائفة الانجيلية ـ وكان قد مات قبل ذلك بوقت قصير ، فقلت ان صموئيل حبيب أفضل من الشيخ الشعراوى لأنه فى الوقت الذى يعيش فيه الشعراوى فى قصوره الرخامية الفخمة غير شاعر بآلام الفقراء فان الاسقف صموئيل حبيب يرهق نفسه فى جمع الأموال والتبرعات للنهوض بالفقراء المصريين ، لا يفرق بين فقير مسلم وفقير نصرانى. قلت ان العمل الصالح النافع للمجتمع هو المعيار وبه يفوز صموئيل حبيب على الشعراوى. بعد نشر الدستور لشهادتى استدعتنى مباحث أمن الدولة لتهددنى ان عدت بعدها لنقد الشيخ الشعراوى لأنه عندهم فوق النقد .
الآن أقول ان قبطيا مصريا مثل المهندس عدلى أبادير يعمل بكل جهده لرفع الظلم عن ملايين المصريين هو أفضل من أى شيخ للأزهر يتعيش من السحت وأكل أموال الناس بالباطل ومؤازرة الظالم فى ظلمه . العبرة بالعمل الصالح والعطاء وليس بالمناصب الدينية. ليس فى الاسلام مناصب دينية أو درجات كهنوتية، انما فيه ايمان وعمل صالح. وبينما يرجع الحكم على الايمان الى الله تعالى وحده يوم القيامة فان بامكاننا أن نحكم الآن على السلوك والعمل ان صالحا وان سيئا. وأعظم الأعمال الصالحة أن تعطى مالك وعملك ونفسك فى سبيل رفع الظلم عن الملايين، فهذا هو الجهاد الحقيقى فى الاسلام .وأفظع السيئات أن تظلم فردا واحدا ، فكيف بمن يظلم الملايين ؟ بهذا المقياس العملى السلوكى فمن النادر أن تجد بين شيوخ السلطة شيخا يعمل عملا صالحا نافعا للوطن والمجتمع ، بل ان معظمهم قد تورط بصورة أو أخرى فى الهاب التعصب الطائفى أو ساعد فيه وهو يعلم ان تأثير كلمة يقولها فى المسجد أو فى وسائل الاعلام تشجع على اشعال حريق طائفى فى مصر. لو تخلصنا من كل أولئك الأشياخ سلميا بالاحالة الى المعاش لكان خيرا لمصر وللبشرية، وفى ملتى وأعتقادى أن من أفضل الأعمال الصالحة ابعاد هؤلاء الناس عن مجال الدعوة الدينية الاسلامية بعد أن أفسدوها وزادوها اضلالا لم تعد تجدى معه سياسة القبلات والأحضان الموسمية والطارئة بين الشيوخ والقساوسة.
2 ـ فى التسعينيات أيضا أراد الحزب الوطنى أن يشارك فى عقد احتفال للوحدة الوطنية فى كنيسة السيدة العذراء فى حدائق شبرا على أمل أن يحضره شيوخ الأزهر وكبار الكهنوت المسيحى وليتبادلوا القبلات كالعادة .
رفض الشيوخ الحضور تأففا من دخول الكنيسة ، وتهدد الحفل بالألغاء فاضطروا لدعوتى لانقاذ الموقف. لم أتردد فى الذهاب ، وكانت ليلة من ليالى العمر لا يمكن نسيانها . كان الاستقبال حافلا فوق ما أستحق ، وفوق ما تتحمله عواطفى ، اذ قدمت اليهم يسبقنى تاريخى فى الدفاع عن الأقباط والحرص عليهم كالممثل الحقيقى للقومية المصرية. سيطرت على عواطفى وأنا أتكلم لهم عن تسامح الاسلام من خلال القرآن الكريم . وكان بعضهم يردد معى الآيات فى خشوع جميل. تحدثت عن الحقائق المسكوت عنها فى القرآن الكريم ومنها ان الجهاد هو لرفع الظلم فقط ورد العدوان ولحماية بيوت العبادة للنصارى ولليهود والمسلمين. وذكرت أن القرآن يدعو المسلمين وأهل الكتاب الى التنافس فى الخير قائلا " فاستبقوا الخيرات " وهذا يعنى أن يتنافس المسلمون فى بناء كنائس للأقباط ويتنافس الأقباط فى بناء مساجد للمسلمين ، وأن يتنيع فى العمل الصالح النافع للوطن. تشجع بعضهم فسألنى لماذا لا أقبل المسيح مخلصا وأومن بالتثليث ؟ قلت لهم اننى خصم لهم فى العقيدة ، ولكن خصومتى لهم لا تجعلنى حكما عليهم ، لأن الخصم لا يكون حكما على خصمه، وانما الذى يحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون هو الله تعالى يوم القيامة. والى أن يأتى هذا اليوم علينا أن نعيش سويا فى أمن وأمان وحب ووئام يحترم كل منا حق الآخر فى اختيار ما يشاء من دين أو ملة أو عقيدة . وهذا هو جوهر الاسلام فى ملتى واعتقادى وهو الذى يدفعنى الى الدفاع عن حقوق اخوتى الأقباط الى درجة أنسى معها أحيانا الاضطهاد الذى يقع على شخصى وأخوتى القرآنيين المعذبين فى الأرض..
لم ينته النقاش بينى وبين الشباب المسيحى بعد كلمتى ، ودار معظم التعليقات حول أهمية تعميم الخطاب الذى قلته فى المساجد حتى تخف وتيرة التطرف والتعصب . كان الحزن شديدا بسبب الحصار المفروض على قلمى ولسانى ، وكان الحزن أشد لأن الشيوخ الرسميين يكتفون بتبادل القبلات مع أندادهم من المسيحيين بعد كل كارثة تصيب الأقباط ، ويعود الأمر الى ما هو عليه من اشتداد التطرف ودفع الأقباط للثمن برغم القبلات الموسمية .
الآن وفى أمريكا التى يدين أغلب سكانها بالمسيحية أتمتع بحرية الدين والمعتقد ، وأقول ما أشاء ، بينما تقاسى الأقليات الطائفية والدينية والمذهبية والعنصرية من الاضطهاد فى بلاد المسلمين التى يسيطر عليها الوهابيون المتطرفون . فى السعودية يضطهد الوهابيون ألآخر داخل المذهب السنى مثل المالكية ، ويضطهدون الآخر داخل الاسلام مثل الشيعة والقرآنيين والبهائيين، ويضطهدون الآخر من غير المسلمين. وبسبب فكرهم المتطرف يعانى الأقباط من الحصار ويتهددهم خطر حقيقى لا مجال لانكاره. ولهذا كان عقد مؤتمر الأقباط فى واشنطن .
3 ـ وفى سنة 1997 كتبت فى روز اليوسف أدعو الى اصلاح مناهج التربية الدينية فى التعليم العام واصلاح الأزهر لآنقاذ ما يمكن انقاذه من عقول الشباب ومستقبل مصر، واهتم مركز ابن خلدون بالقضية وظهر مشروع اصلاح المناهج التعليمية لتكون أثر تسامحا مع الأقباط. وقمت فيه بكتابة مقترحات جديدة لمادة التربية الدينية وكتاب آخر " دليل للمعلم " كما كتبت سيناريو لفيلم تراثى عن قصة حقيقية فى العصر العباسى بطلها مصرى قبطى نبيل استضاف وزيرا عباسيا هاربا متنكرا فأخفاه الى أن عاد الوزير العباسى لمنصبه فرد الجميل للقبطى . كما كتبت سيناريو افس الجميع فى العمل الصالح النافع للوطن. تشجع بعضهم فسألنى لماذا لا أقبل المسيح مخلصا وأومن بالتثليث ؟ قلت لهم اننى خصم لهم فى العقيدة ، ولكن خصومتى لهم لا تجعلنى حكما عليهم ، لأن الخصم لا يكون حكما على خصمه، وانما الذى يحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون هو الله تعالى يوم القيامة. والى أن يأتى هذا اليوم علينا أن نعيش سويا فى أمن وأمان وحب ووئام يحترم كل منا حق الآخر فى اختيار ما يشاء من دين أو ملة أو عقيدة . وهذا هو جوهر الاسلام فى ملتى واعتقادى وهو الذى يدفعنى الى الدفاع عن حقوق اخوتى الأقباط الى درجة أنسى معها أحيانا الاضطهاد الذى يقع على شخصى وأخوتى القرآنيين المعذبين فى الأرض..
لم ينته النقاش بينى وبين الشباب المسيحى بعد كلمتى ، ودار معظم التعليقات حول أهمية تعميم الخطاب الذى قلته فى المساجد حتى تخف وتيرة التطرف والتعصب . كان الحزن شديدا بسبب الحصار المفروض على قلمى ولسانى ، وكان الحزن أشد لأن الشيوخ الرسميين يكتفون بتبادل القبلات مع أندادهم من المسيحيين بعد كل كارثة تصيب الأقباط ، ويعود الأمر الى ما هو عليه من اشتداد التطرف ودفع الأقباط للثمن برغم القبلات الموسمية .
الآن وفى أمريكا التى يدين أغلب سكانها بالمسيحية أتمتع بحرية الدين والمعتقد ، وأقول ما أشاء ، بينما تقاسى الأقليات الطائفية والدينية والمذهبية والعنصرية من الاضطهاد فى بلاد المسلمين التى يسيطر عليها الوهابيون المتطرفون . فى السعودية يضطهد الوهابيون ألآخر داخل المذهب السنى مثل المالكية ، ويضطهدون الآخر داخل الاسلام مثل الشيعة والقرآنيين والبهائيين، ويضطهدون الآخر من غير المسلمين. وبسبب فكرهم المتطرف يعانى الأقباط من الحصار ويتهددهم خطر حقيقى لا مجال لانكاره. ولهذا كان عقد مؤتمر الأقباط فى واشنطن .
3 ـ وفى سنة 1997 كتبت فى روز اليوسف أدعو الى اصلاح مناهج التربية الدينية فى التعليم العام واصلاح الأزهر لآنقاذ ما يمكن انقاذه من عقول الشباب ومستقبل مصر، واهتم مركز ابن خلدون بالقضية وظهر مشروع اصلاح المناهج التعليمية لتكون أثر تسامحا مع الأقباط. وقمت فيه بكتابة مقترحات جديدة لمادة التربية الدينية وكتاب آخر " دليل للمعلم " كما كتبت سيناريو لفيلم تراثى عن قصة حقيقية فى العصر العباسى بطلها مصرى قبطى نبيل استضاف وزيرا عباسيا هاربا متنكرا فأخفاه الى أن عاد الوزير العباسى لمنصبه فرد الجميل للقبطى . كملفيلم تسجيلى عن مولد السيدة العذراء فى مسطرد ـ القريب من بيتى فى المطرية ـ لأوضح حقيقة غائبة هى أن معظم البائعين فى المولد والكثيرين من رواده هم من المسلمين ، وفى ذلك تأكيد على سلامة الجوهر المصرى من التعصب الدينى وضرورة المحافظة عليه. ولأن التعصب أصبح مهنة تتعيش عليها جماعات ومؤسسات ونظام الحكم نفسه فان مشروع التعليم والتسامح هوجم بلا هوادة ، وتلاه بعد قليل القبض على رفاقى القرآنيين والدكتور سعد الدين ابراهيم واغلاق مركز ابن خلدون وفرارى الى بلاد العم سام.
الآن أستطيع توجيه الاتهام صراحة الى الاخوان المسلمين وبقية المتطرفين الوهابية ، وهذا ما فعلته فى المؤتمر. هذه مقدمة طوية ولكنها وثيقة الصلة بموضوع مؤتمر الأقباط فى واشنطن الذى كان لى شرف حضوره والمشاركة الفعالة فيه.
4 ـ لقد نجح مؤتمر واشنطن الذى عقده الأقباط المصريون لأن القائمين عليه أحسنوا التوقيت واختيار المكان والموضوع والعنوان.
فى هذا التوقيت يتضح ان سياسة الاخوان المسلمين المتأنية بدأت تؤتى ثمارها. انهم ليسوا مجرد تنظيم سياسى بل هم ايدلوجية دينية تزعم احتكار الاسلام وتمتطيه للوصول للحكم عبر غسيل مخ مستمر للشباب فى المساجد والتعليم والاعلام. برغم كل خبرة النظام المصرى فى التلاعب بالانتخابات بدأ الاخوان اثبات وجودهم السياسى فى الشارع فى حادثة كنيسة محرم بيه فى الاسكندرية فى اشارة تمهيدية لما يمكن أن يفعلوه بالأقباط فيما بعد . أرعبوا المرشح القبطى فى الدائرة فانسحب من المعركة ليعطى هو الآخر اشارة تمهيدية للانسحاب القبطى من كل معركة لتخلو الساحة للمتطرفين. فى هذا التوقيت جاء المؤتمر ليرسى سياسة المواجهة الشجاعة وليعلن قائده وراعيه عدلى أبادير وقوفه ضد الاخوان والتطرف الوهابي وضد الاستبداد العسكرى محذرا من أن يقوم العسكر بتسليم مصر للاخوان. وهو سيناريو محتمل يزعج كل محب لمصر.
اختيار المكان فى واشنطن جاء ملائما ، ليس فقط لأنها الآن عاصمة العالم والراعية الأولى لحقوق الانسان والديمقراطية والحريات الدينية ، ولكن أيضا لأنها فى خندق الصراع ضد فيروس الوهابية وتنظيمات الاخوان المسلمين السرية والعلنية. ولم تدخر الادارة الأمريكية وسعا فى التعبير عن تضامنها، دعت المشاركين فى المؤتمر الى جلسة استماع خاصة فى الكونجرس حول الحريات الدينية فى مصر تحدث فيها خبراء عن معاناة الأقباط والشيعة والبهائيين ، كما شارك بعض نواب الا كتبت سيناريو لفيلم تسجيلى عن مولد السيدة العذراء فى مسطرد ـ القريب من بيتى فى المطرية ـ لأوضح حقيقة غائبة هى أن معظم البائعين فى المولد والكثيرين من رواده هم من المسلمين ، وفى ذلك تأكيد على سلامة الجوهر المصرى من التعصب الدينى وضرورة المحافظة عليه. ولأن التعصب أصبح مهنة تتعيش عليها جماعات ومؤسسات ونظام الحكم نفسه فان مشروع التعليم والتسامح هوجم بلا هوادة ، وتلاه بعد قليل القبض على رفاقى القرآنيين والدكتور سعد الدين ابراهيم واغلاق مركز ابن خلدون وفرارى الى بلاد العم سام.
الآن أستطيع توجيه الاتهام صراحة الى الاخوان المسلمين وبقية المتطرفين الوهابية ، وهذا ما فعلته فى المؤتمر. هذه مقدمة طوية ولكنها وثيقة الصلة بموضوع مؤتمر الأقباط فى واشنطن الذى كان لى شرف حضوره والمشاركة الفعالة فيه.
4 ـ لقد نجح مؤتمر واشنطن الذى عقده الأقباط المصريون لأن القائمين عليه أحسنوا التوقيت واختيار المكان والموضوع والعنوان.
فى هذا التوقيت يتضح ان سياسة الاخوان المسلمين المتأنية بدأت تؤتى ثمارها. انهم ليسوا مجرد تنظيم سياسى بل هم ايدلوجية دينية تزعم احتكار الاسلام وتمتطيه للوصول للحكم عبر غسيل مخ مستمر للشباب فى المساجد والتعليم والاعلام. برغم كل خبرة النظام المصرى فى التلاعب بالانتخابات بدأ الاخوان اثبات وجودهم السياسى فى الشارع فى حادثة كنيسة محرم بيه فى الاسكندرية فى اشارة تمهيدية لما يمكن أن يفعلوه بالأقباط فيما بعد . أرعبوا المرشح القبطى فى الدائرة فانسحب من المعركة ليعطى هو الآخر اشارة تمهيدية للانسحاب القبطى من كل معركة لتخلو الساحة للمتطرفين. فى هذا التوقيت جاء المؤتمر ليرسى سياسة المواجهة الشجاعة وليعلن قائده وراعيه عدلى أبادير وقوفه ضد الاخوان والتطرف الوهابي وضد الاستبداد العسكرى محذرا من أن يقوم العسكر بتسليم مصر للاخوان. وهو سيناريو محتمل يزعج كل محب لمصر.
اختيار المكان فى واشنطن جاء ملائما ، ليس فقط لأنها الآن عاصمة العالم والراعية الأولى لحقوق الانسان والديمقراطية والحريات الدينية ، ولكن أيضا لأنها فى خندق الصراع ضد فيروس الوهابية وتنظيمات الاخوان المسلمين السرية والعلنية. ولم تدخر الادارة الأمريكية وسعا فى التعبير عن تضامنها، دعت المشاركين فى المؤتمر الى جلسة استماع خاصة فى الكونجرس حول الحريات الدينية فى مصر تحدث فيها خبراء عن معاناة الأقباط والشيعة والبهائيينكونجرس فى فعاليات المؤتمر منهم نائب نيوجيرسى والنائب المشهور عن فرجينيا فرانك وولف وغيرهم، كما أرسل البيت الأبيض رسالة تأييد للمؤتمر. لا أعرف أن مؤتمرا أهليا حاز هذا الاهتمام الأمريكى.
اختيار الموضوع جاء موفقا ، اذ وضع الأقباط مشكلتهم فى اطار مصرى يدافع عن حقوق المسلمين والأقباط فى حياة ديمقراطية وحرية المعتقد ، كما اتسع هذا الاطار ليتجاوز مصر الى مجالها الاقليمى ليعطى الفرصة لكل الأقليات العرقية والدينية والمذهبية، فتحدث فى المؤتمر مسلمون من القرآنيين وتحدث المؤتمر عن حقوق الشيعة والبهائيين، وتحدث المدافعون عن حقوق النوبيين والأقليات المسيحية فى العراق. وجاءت قرارات المؤتمر وتوصياته تعكس هذا التوجه العام وتنبىء عن انفتاح قبطى يكسر العزلة القبطية التى سادت قرونا ، ويؤكد انه لا بد من التعاون بين كل الأحرار المدافعين عن حقوق الانسان وشرف الانسانية وكرامتها ، ولا بد من وقوفهم معا أمام الاستبداد العسكرى والارهاب الدينى الوهابى.
5 ـ نجاح المؤتمر يتجلى فى الهجمة الضارية التى تعرض لها قبل انعقاده وبعد انتهاء أعماله. الغريب أن يتحالف أعداء المؤتمر ضده مع اختلاف توجهاتهم وتنوع تطرفهم السياسى والدينى . حورب المؤتمر من بعض المنظمات القبطية المتطرفة فى المهجر ، وبعضها لا يزيد عدد أعضائه عن فرد واحد وزوجته ،الا انهم تفرغوا لارسال البيانات عبر الانترنت، عقيدتهم هى كراهية الاسلام قبل كراهية المسلمين ، واعلنوا احتجاجهم على وجود مسلمين داخل المؤتمر فلم يأبه لهم أحد. وهذا التطرف القبطى أيده تطرف آخر وهابى ظهر صريحا فى الهجوم على المؤتمر فى الاعلام العربى، وتأكد بالهجوم السياسى من نظام العسكر فى مصر ، وهو المسئول الأول عن تردى الأحوال فى مصر .
6 ـ النجاح الحقيقى للمؤتمر هو فى تفعيل قرارارته وتنفيذ توصياته، والا تحول الى حائط مبكى ومناسبة للعويل والنباح مثل كل مؤتمرات العربان. الاخوان المسلمون لا يعقدون مؤتمرات علنية بل يتحركون فى تنفيذ خططهم بسرية وصبر وطول بال . وقد نجحوا برغم كل ما لاقوه من عسف ومتابعة أمنية وسياسية. ليس عيبا أن نتعلم منهم ، بل العيب أن نظل ننتقل من فشل الى فشل وهم يكسبون على حسابنا مستغلين أخطاءنا. القضية لدينا هى مصر الحرة الديمقراطية التى يتمتع فيها كل انسان بحقوق المواطنة والكرامة الانسانية على قاعدة المساواة. القضية عندهم هى مصر التى يتحكمون فيها وفق منطق ، كما شارك بعض نواب الكونجرس فى فعاليات المؤتمر منهم نائب نيوجيرسى والنائب المشهور عن فرجينيا فرانك وولف وغيرهم، كما أرسل البيت الأبيض رسالة تأييد للمؤتمر. لا أعرف أن مؤتمرا أهليا حاز هذا الاهتمام الأمريكى.
اختيار الموضوع جاء موفقا ، اذ وضع الأقباط مشكلتهم فى اطار مصرى يدافع عن حقوق المسلمين والأقباط فى حياة ديمقراطية وحرية المعتقد ، كما اتسع هذا الاطار ليتجاوز مصر الى مجالها الاقليمى ليعطى الفرصة لكل الأقليات العرقية والدينية والمذهبية، فتحدث فى المؤتمر مسلمون من القرآنيين وتحدث المؤتمر عن حقوق الشيعة والبهائيين، وتحدث المدافعون عن حقوق النوبيين والأقليات المسيحية فى العراق. وجاءت قرارات المؤتمر وتوصياته تعكس هذا التوجه العام وتنبىء عن انفتاح قبطى يكسر العزلة القبطية التى سادت قرونا ، ويؤكد انه لا بد من التعاون بين كل الأحرار المدافعين عن حقوق الانسان وشرف الانسانية وكرامتها ، ولا بد من وقوفهم معا أمام الاستبداد العسكرى والارهاب الدينى الوهابى.
5 ـ نجاح المؤتمر يتجلى فى الهجمة الضارية التى تعرض لها قبل انعقاده وبعد انتهاء أعماله. الغريب أن يتحالف أعداء المؤتمر ضده مع اختلاف توجهاتهم وتنوع تطرفهم السياسى والدينى . حورب المؤتمر من بعض المنظمات القبطية المتطرفة فى المهجر ، وبعضها لا يزيد عدد أعضائه عن فرد واحد وزوجته ،الا انهم تفرغوا لارسال البيانات عبر الانترنت، عقيدتهم هى كراهية الاسلام قبل كراهية المسلمين ، واعلنوا احتجاجهم على وجود مسلمين داخل المؤتمر فلم يأبه لهم أحد. وهذا التطرف القبطى أيده تطرف آخر وهابى ظهر صريحا فى الهجوم على المؤتمر فى الاعلام العربى، وتأكد بالهجوم السياسى من نظام العسكر فى مصر ، وهو المسئول الأول عن تردى الأحوال فى مصر .
6 ـ النجاح الحقيقى للمؤتمر هو فى تفعيل قرارارته وتنفيذ توصياته، والا تحول الى حائط مبكى ومناسبة للعويل والنباح مثل كل مؤتمرات العربان. الاخوان المسلمون لا يعقدون مؤتمرات علنية بل يتحركون فى تنفيذ خططهم بسرية وصبر وطول بال . وقد نجحوا برغم كل ما لاقوه من عسف ومتابعة أمنية وسياسية. ليس عيبا أن نتعلم منهم ، بل العيب أن نظل ننتقل من فشل الى فشل وهم يكسبون على حسابنا مستغلين أخطاءنا. القضية لدينا هى مصر الحرة الديمقراطية التى يتمتع فيها كل انسان بحقوق المواطنة والكرامة الانسانية على قاعدة المساواة. القضية عندهم هى مصرالراعى والرعية ، والخليفة الذى يملك الأرض ومن عليها، وتقسيم المصريين الى درجات ، وقتل المخالف لهم فى المذهب والدين واستحلال ماله وشرفه .
7) التحدى الحقيقى لنا أن نخرج من سياسة القبلات المنافقة المقززة بين الشيوخ والقساوسة والتى أصبحت كالفعل الفاضح فى الطريق العام. لا بد من تغيير عملى حقيقى يبدأ بتنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمر واشنطن ، فهو القبلة الحقيقية على جبين أمنا مصر.
التى يتحكمون فيها وفق منطق الراعى والرعية ، والخليفة الذى يملك الأرض ومن عليها، وتقسيم المصريين الى درجات ، وقتل المخالف لهم فى المذهب والدين واستحلال ماله وشرفه .
7) التحدى الحقيقى لنا أن نخرج من سياسة القبلات المنافقة المقززة بين الشيوخ والقساوسة والتى أصبحت كالفعل الفاضح فى الطريق العام. لا بد من تغيير عملى حقيقى يبدأ بتنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمر واشنطن ، فهو القبلة الحقيقية على جبين أمنا مصر.