الحزب "الوطني" ينفي سعيه لإبرام صفقة مع "الإخوان".. وعاكف: بابي وعقلي وقلبي مفتوح للحوار مع النظام
كتب صبحي عبد السلام وعمر القليوبي (المصريون): : بتاريخ 27 - 7 - 2009
نفى الدكتور على الدين هلال القيادي البارز بالحزب "الوطني"، والمرشد العام لـ "الإخوان المسلمين" محمد مهدى عاكف ما ترددا منسوبًا إلى "مصادر مصرية سياسية رسمية عليمة" عن وجود صفقة بين الحزب الحاكم والجماعة، بموجبها تتوقف الدولة عن شن اعتقالات في أوساط قيادات الجماعة ووقف حملات التضييق الأمني والمادي ضدها، مقابل وقف أنشطتها الداخلية والخارجية التحريضية ضد الدولة.
وأشار هلال إلي أن الحزب لا ينقل رسائل سرية إلى "الإخوان" أو إلى أي طرف آخر، معتبرًا أن ما نسب من تصريحات إلى مهدي عاكف بشأن وجود عرض من شخصية سياسية رفيعة بعدم خوض الانتخابات التشريعية القادمة مقابل الإفراج عن جميع المعتقلين من قياداتها هو "أمر يصعب تصديقه ولم يتم بحث مثل هذه الأمور في هيئة مكتب أمانة الحزب الوطني أو مناقشتها له".
وقال إن ذلك "يأتي في إطار سعى الجماعة لصرف نظر الرأي العام عن الاتهامات الموجهة إلي قيادات من الجماعة بالمشاركة في عمليات تنظيف أموال بالتعاون مع التنظيم الدولي للإخوان وبطريقة تخالف القانون"، في إشارة إلى القضية التي يُحاكم فيها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد ومجموعة من قيادات الإخوان.
من جهته، أكد المرشد العام لجماعة "الإخوان" لـ "المصريون" أنه لم يحدث إطلاقا أن طلب النظام من "الإخوان" عدم خوض الانتخابات البرلمانية القادمة والتوقف عن نقد سياساته مقابل الإفراج عن المعتقلين الإخوان، لكنه لم يغلق الباب أمام عقد صفقة من هذا النوع في حال تلقى عرضا من النظام.
وقال عاكف لـ "المصريون": "لا أستطيع أن أقول إن هذا المبدأ مقبول أم لا، لكنني أؤكد إنني أعلنت مرارا وتكرارا استعدادي للتفاوض مع أي واحد من أركان النظام لكن أحدا لا يأتي"، وتابع: "أعلن مرة أخرى أن بابي وقلبي وعقلي وفتوح للتفاهم والحوار من أجل مصر وخدمة مصلحتها".
من جهتها، شبه الدكتور عصام العريان مسئول المكتب السياسي بجماعة "الإخوان" العرض الخاص بالإفراج عن المتعقلين مقابل تخلي "الإخوان" عن خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بالضغوط التي يمارسها الصهاينة على الفلسطينيين بحرمانهم من حق العودة مقابل التلويح لهم بالأموال.
وأكد أن "الجماعة لا تعقد صفقات على حساب البلد، وأن الأصل أن لا يكون هناك معتقل سياسي، كما أن الأصل الذي يقره الدستور والقانون هو أن من حق أي مواطن الترشح في الانتخابات وممارسة حقوقه السياسية كاملة".
وندد العريان باعتقال الأبرياء من "الإخوان" متهما النظام بأنه "أخذهم كرهائن ليساوم عليهم الجماعة ويضغط عليها حتى لا تخوض انتخابات مجلس الشعب"، فيما وصفه بأنه يمثل وصمة عار على جبين النظام.
وقال إن النظام الحاكم "يخشى الحوار مع الإخوان، حيث يخرج الرسل التي يخرجها النظام للحوار مع الإخوان ولا يعودوا حيثما يصل الحوار إلى نقطة حاسمة، وهو ما يؤكد أن النظام غير جاد في الحوار ويفاجئ باستعداد الإخوان للتحاور والتفاهم".
وختم قائلا "إن التفاهم والحوار مطلوب، ولكن ليس على حساب الحقوق القانونية والدستورية المكفولة لنا كمواطنين في هذا البلد".