آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٢٧ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الاجابة :
أنت ظالم لها فى البداية حين تزوجتها دون أن تتقبلها ، تزوجتها وأنت لا تزال تعيش مع خيالات زوجتك المتوفاة . ليس لها ذنب فى هذا .
ثم أنت ظالم لها وأنت لا تزال غارقا فى حُبّ زوجتك المتوفّاة . ثم كيف تنتظر منها أن تتجاوب معك ، وهى بغريزة الأنثى تشعر بغربتك عنها ، وربما لا تشعر بوجودها . كيف تنتظر منها أن تكون الأمّ لأولادك وانت لا تعطيها حقها الشرعى زوجة لك ؟ إن حق الزوجة ليس الفراش واللقاء الجنسى فقط ، إنه يبدأ بأن تعطيها إهتمامك وحنانك ، وان تشعرها بأنها مليكة قلبك . بدون ذلك فأنت زوج ( ناشر ) . إن نشوز الزوج يعنى مجرد إعراضه عنها . هذا مفهوم من قوله جل وعلا : ( وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ ا لشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (128) النساء ). هنا يجب الصلح بالخير وترك الأنانية والشُّح ، أو الغيرة وحبّ التملّك ، لتستقيم الحياة بين الزوجين .
وأنت ظالم لها ، فأنت تعترف أنها تكون طيبة إذا إهتممت بها ، ومع ذلك تفكّر فى طلاقها ، وهى ذنب لها إذ إخترتها زوجة ، ولا ذنب إذا تزوجتها دون أن تعطيها حقها ، ثم لا ذنب لها وأنت تريد طلاقها بلا سبب منها .
2 ـ لتتذكر قوله جل وعلا :
2 / 1 ـ ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) النساء ). يعنى حتى لو كرهتها فعليك أن تعاشرها بالمعروف ، وحينها فالوعد الالهى أن يجعل لك فيها خيرا .
2 / 2 ـ ( وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) النساء ). نشوز الزوجة هو عصيانها لزوجها بما يهدد حياتهما الزوجية . وزوجتك لم تقع فى هذا ، بل هى مطيعة لك . بالتالى فإذا بغيت عليها وظلمتها فانتظر عقاب الرحمن جل وعلا .
3 ـ بإمكانك أن تجعلها خير ( أُمّ ) لأولادك . إذا أعطيتها حقوقها . أما إذا طلقتها ظالما لها فلا تنتظر خيرا . لأن القانون الالهى النافذ هو : ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123) النساء ).