ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٥ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : قال تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) النحل ). هذه الآية الكريمة مفهومة بالنسبة لى بالفهم السطحى . ولكن أريد منك ان تعرفنى مما لا أعرف منها . السؤال الثانى : لماذا تعترض على بيع الرئيس السيسى الجزيرتين تيران وصنافير وبيع راس الحكمة مع ان فى الدول الديمقراطية يمكن لاى شخص ان يشترى منها اى ارض ويقيم عليها مشروعات وسمعت ان اليونان باعت بعض جزرها لبعض المستثمرين فهل هذا جائز عندهم وحرام على الرئيس السيسى ؟ السؤال الثالث : ياهلا يا دكتور صبحى . أثار إهتمامى ما ذكرته فى مقال عن أبواب جهنم وأبواب الجنة من حوار بين الطرفين . وأريد المزيد من الآيات القرآنية فى هذا الموضوع ، لأن فيه آيات نعرف منها التباعد بين أهل الجنة وأهل النار. وشكرا لك مقدما على كل ما تقدمه من إجتهاد نستفيد منه ونتعلم .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

 الآية الكريمة فيها ثلاث قضايا :

الأولى : (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ). السبيل هو الدين ، . ودين الاسلام هو ( قصد السبيل ) .والله جل وعلا هو الذى تكفّل بتوضيح حقائق دينه فى الكتب الإلهية ، وخاتمها القرآن الكريم . ونتذكر قوله جل وعلا فى الوصية العاشرة : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)  الأنعام )

الثانية : ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) .

هذه إشارة الى الأديان الأرضية الشيطانية ، وهى قائمة على الظلم والجور . أصحابها يظلمون رب العزة جل وعلا بإتخاذ آلهة وأولياء مقدسة معه ، وبإفتراء أكاذيب جعلونها وحيا ، ويظلمون بعضهم بعضا .

الثالثة :( وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )

لوشاء رب العزة لجعلنا جميعا مهتدين مجبورين على طاعته . ولكنه جل وعلا خلقنا أحرارا ، نشاء أن نطيع أو أن نعصى . وهذا الاختيار يكمن فيه الإختبار . وموعد الاختبار هو يوم الحساب . والذى يشاء الهداية يزيده الله جل وعلا هدى ، والذى يختار الضلالة يزيده الله جل وعلا ضلالا. قال جل وعلا : ( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً (75) وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً (76) مريم )

إجابة السؤال الثانى :

الأساس هنا هو السيادة الوطنية . تتمثل هذه السيادة الوطنية فى ملكية الدولة لكل تراب وطنها ، وحين يشترى منها مستثمر أرضا أو حتى جزيرة تظل الأرض والجزيرة جزءا من الوطن ، وللدولة تمام التحكم فيه ، فى الأمن والدفاع وسائر القوانين العقابية والاقتصادية بما فيها ما يخص المطار من جمارك وشئون الجنسية . يتم التعامل مع هذا المستثمر الاجنبى كأى شخص . يختلف الوضع مع بيع السيسى للجزيرتين ، فقد أصبحتا جزءا من الدولة السعودية ، وانتهت علاقتها بالدولة المصرية . هذه خيانة ، وهذا الرئيس أقسم على عدم التفريط فى الأرض المصرية وخان قسمه . لم تحدث مثل هذه الخيانة فى تاريخ الدولة المصرية الذى يمتد سبعين قرنا من الزمان .

إجابة السؤال الثالث

مقدمة :

فى عصرنا نتواصل مهما تباعدت بيننا المسافات ، نتحاور بالصوت والصورة والألوان الطبيعية . ومن يدرى ماذا سيكون حين يسود الذكاء الإصطناعى . وفى الاخرة ما هو أكبر وأعظم . ولكن لا نستطيع تصوره ، حيث لا زمان ولا مكان بالذى نعرفه فى هذه الدنيا . بالتالى نكتفى بتدبر سطحى للآيات الكريمة .

يقول جل وعلا :

1 ـ ( كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) المطففين ). هذا عن أهل النار . هم محجوبون من رحمة الله جل وعلا ، حيث ستكون رحمته جل وعلا قريبة من المحسنين : ( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الاعراف ). ولذلك سيكون أهل الجنة فى عليين وهم المقربون منه جل وعلا. يقول جل وعلا :( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) المطففين ). المستفاد أنهم محجوبون عن ربهم ، وبالتالى فبينهم وبين أهل الجنة حجاب .

2 ـ عن أصحاب النار :( لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ (100) الأنبياء ) . بعدها عن أهل الجنة : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) الأنبياء ). الحجاب يمنع وصول أصداء النار الى أهل الجنة ، فلا يسمعون حسيسها وهم مشغولون بنعيم جناتهم .

2 ـ ولكن هذا لا يمنع الحوار بينهم . قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الاعراف  )

2 / 2  ـ ( إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنْ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) المدثر).

2 / 3 : ونتذكر قوله جل وعلا :

( فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) الصافات )

اجمالي القراءات 952