آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ١٤ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الاجابة :
شكرا لك ، وأقول :
قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) الحج ). تدبرا فى الآيتين نقول :
أولا :
1 ـ الآية الأولى ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ) ، أى حيث يوجد ناس فمنهم من يجادل فى الله جل وعلا بجهل وبضلال ، ومستشهدا بالأحاديث الشيطانية . هذا موجود فى كل مجتمع فيه ناس . وهو موجود فى كوكب المحمديين ، حيث شيوخ الإفك والبهتان والضلال .
2 ـ ( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) . العطف بكسر العين هو جانب الجسم ،ثانى عطفه كناية عن الاعراض والاستكبار . وهذا بالفعل ما يتميز به الشيوخ فى تعاليهم مع أتباعهم بإستكبار ، حيث يشعرون أنهم مالكو الدين الذى يؤمن به أتباعهم . مصيرهم الخزى فى الدنيا ، وهذا منتظر ، لأنهم يكونون تابعين لمستبد ، يتنافسون فى إرضائه ، ويتعرضون لغضبه فيحل بهم الخزى فى الدنيا ، أو بعد سقوطه يتعرضون لخزى وتجاهل وربما عقاب من سيأتى بعده .
ثانيا :
عن الخزى والعذاب فى الآخرة يقول رب العزة جل وعلا :
1 ـ ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) الشعراء ). هذا عن إلقائهم كالزبالة فى الجحيم . والتابعون يقولون للأولياء الذين كانوا يعبدونهم : ( تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) ، ثم يلتفتون للشيوخ يقولون عنهم ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ).
2 ـ ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) الدخان ) . هنا وصف لعذاب شيوخ الإثم ، فطعامه نار تغلى ، ثم يُلقى به فى قعر الجحيم ، ويُصبُّ فوق رأسه نار الحميم ، ويقال له على سبيل السخرية والتقريع ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ). إذ كان مستكبرا متعاليا فى دنياه .
3 ـ ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الأحزاب ). كل هذا لا يشفى غليل الأتباع ، وهم فى النار تتقلب وجوههم ، فيدعون الله جل وعلا أن يضاعف عذاب سادتهم وشيوخهم .
4 ـ عن وجوه سادتهم قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر ). تخيل الوجوه المسودة لأئمة الشيعة والسنة والصوفية فى الماضى والحاضر ، كالبخارى ومسلم والشافعى ومالك وابن حنبل وابن تيمية وشيوخ الأزهر والسلفية والاخوان والوهابيين ومن يطلقون على أنفسهم الملالى وروح الله ..الخ , تخيل الخزى العظيم الخالد الذى سيعيشون فيه مع عذاب لا تخفيف فيه ولا إمهال ولا موت ولا خروج منه .
أخيرا
1 ـ تذكر إنك لا تستطيع أن تخاطب أحدهم فتقول له ( أنت ). لا بد أن تخاطبه بلقبه المقدس ، يقول له : فضيلتك ونحوها . هذا بينما تقول للرحمن جل وعلا ( أنت ) : (أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة )( أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف ).
2 ـ حتى هذا الشيخ السلفى عندكم يستنكف أن يناديه الناس باسمه مجردا . أرأيت مدى الضلال الذى يعيش فيه المحمديون ، وأيضا المسيحيون وسائر أتباع الديانات الأرضية الشيطانية .