آحمد صبحي منصور
في
الخميس ١٣ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ عن الاحسان للوالدين قال جل وعلا : ( وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) الاسراء ) .
وعن حق ذوى القربى قال جل وعلا : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) الاسراء ). إذا كان ذوو القربى كفرة معتدين ظالمين ، فالمؤمن المتقى عليه ان يعرض عنهم مع أن يقول لهم قولا ميسورا . قال جل وعلا :( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28) الاسراء ).
2 ـ لا يجوز الإعراض عن الوالدين حتى لو كانوا كفرة يأمرون الابن بالكفر . بل عليه أن يصاحبهما فى الدنيا معروفا ، وأن يتبع الحق . قال جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان ).
3 ـ الأوامر القرآنية كثيرة فى الاعراض عن المشركين الجاهلين ، وجاءت أمرا للنبى نفسه ، فكيف بنا ؟ قال له جل وعلا : (وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ (94) الحجر ) ( وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ (106) الانعام )( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف ).
4 ـ قد يكون الزوج/ الزوجة والأبناء خصوما أعداء . هنا يكون الحذر منهم إعراضا عنهم مع العفو والصفح . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) التغابن ).
إجابة السؤال الثانى
1 ـ تشكّل الأساطير جزءا أساسا فى حياة الشعوب ، خصوصا الشعوب القديمة كالهنود الحمر ، وقد تحولت أساطيرها المتوارثة الى دين . العرب قبل الاسلام كانوا يحفظون بالذاكرة ما يسمّى ب ( أيام العرب ) و ( الشعر ) ومنه المعلقات السبع . وكانوا به يتسامرون ويتفاخرون . واستمر هذا فى القرن الأول الهجرى ، ومع بداية التدوين ، ثم زاد التدوين وتسيد مع القرن الثانى وما تلاه وفى العصر العباسى . وتميّز ( المسلمون ) بتدوين تاريخ متنوع من الحوليات التاريخية وتاريخ الأشخاص ( الطبقات ) وتاريخ الأسرات الحاكمة ، وتنوع آخر فى المناهج التاريخية . وكتبنا فى هذا كله فى أعوام 1984 . ولا زلنا نكتب فيه . المهم أن ما تألّق فيه المؤرخون فى العصر العباسى لا نرى نظيرا له فى أوربا وقتها . وكما للمؤرخين مناهج فى تسجيل تاريخ السابقين وتسجيل عصورهم فإن الباحث التاريخى لها منهج فى البحث ، وقد كتبنا فيه أيضا عام 1984 . ولا زلنا نسير عليه فى مؤلفات لاحقة . وفى النهاية فنحن نتفحص الروايات بمنهج علمى ، وإذا رأيناها صادقة فليست سوى حقيقة تاريخية نسبية ، وليس حكمنا عليها سوى إجتهاد شخصى يخطىء ويصيب ، وليس مُلزما لأحد . ففى النهاية فهو تاريخ بشرى ، صنعه بشر ، ويبحثه بشر . أما الحق المطلق فهو الآن فى كتاب الله جل وعلا ( القرآن الكريم ) ثم فى ( كتاب أعمالنا ) يوم نلقى الرحمن جل وعلا .
2 ـ إذا تركنا حديث العلم والتخصص وذهبنا الى الجهل البديع فى عصرنا الردىء سنجد بعض المواشى البشرية لا تزال فى ثقافة عبادة وتقديس الأشخاص . يعتبرونهم الدين الأساس . وبمنهج دينى يتعاملون معه بالمعادلة الصفرية ، إمّا أن نأخذه كله بالتسليم وإمّا أن نرفضه كله . ولقد أثبتنا خروج الخلفاء ( الراشدين ) على الاسلام ، وأثبتنا هذا من كتب التاريخ المعتمد عليها ، وليس من كتب المستشرقين . تصّدى لنا مواشى البشر تعلن أنه لا وجود لهذا كله ، وأن قرنا من الزمان ليس موجودا فى التاريخ . فإما الايمان به كله أو نفيه كله . أراحوا أنفسهم بهذا ، وناموا على تقديس آلهتهم التى هى فوق الزمان والمكان و ( الانسان ).! هذا الخبل البديع بنفى تاريخ الخلفاء ( الراشدين والأمويين ) والفتوحات يعنى ببساطة أن لا فتوحات ولا إنتشار للسان العربى ولا وجود لكل ما نراه من آثار للسابقين . إغمض عينيك وعش فى غياهب الجهل .
3 ـ الحيوانات لا عقل لها ، ولا تاريخ لها . هى تعيش الحاضر فقط ، لذا لا تتطور ، لا تزال تعيش بنفس الطريقة من ملايين السنين . الانسان جاء لهذا الكوكب متأخرا ، وما لبث أن تحكّم فيه ، لأنه له ذاكرة ، لأن له تاريخا يعيه ، ويستفيد من الماضى ليتطوّر مع المستقبل . ولهذا فالمواشى البشرية أسوأ حالا من المواشى العادية . أليس كذلك ؟ هو كذلك .!