تفوق على ألمانيا واليابان و"البحث العلمى" تتجاهله..
بالفيديو..مصرى يبتكر نظاما يقلل من حوادث السيارات
الجمعة، 24 يوليو 2009 - 20:05
لما نحارب مبدعينا فى مصر؟! كتب السيد خضرى
لم يكن يعلم المهندس جمال سالم (40 عاما) أن ابتكاره لنظام جديد، منذ 3 سنوات، يتيح للسيارة الوقوف ذاتيا فى حالة الخطر، موفرا بذلك ثلث المسافة التى قد تستغرقها السيارة قبل الاصطدام بأى جسم أمامها، والذى أطلق عليه "الفرملة النفاثة"، سيجعله مغضوبا عليه من الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى.
والسبب، إصراره على المطالبة بحقه فى تمويل أكاديمية البحث العلمى لبحثه الذى حصل له على براءتين، إحداهما محلية مدتها 20 سنة، والأخرى دولية لمدة 30 شهرا، فضلا عن وصف البراءة الدولية للبحث بأنه جديد ومبتكر وقابل للتطبيق، كما أشادت به رابطة مصنعى السيارات وأكاديمية البحث العلمى.
رفض الوزارة تمويل البحث، جعل سالم يقوم بإعداد نموذج معملى على نفقته الخاصة ليظهر قيمة النظام والنتائج المرجوة من تطبيقه، والتى تم عرضها على الدكتور هانى هلال، فرفض البحث قائلا "يبدو أن نفسك طويل لكن نفسنا إحنا كمان طويل".
جمال سالم الذى تخرج من كلية الهندسة عام 1992، استطاع ابتكار نظام آخر وهو فى مرحلة البكالوريوس سماه Distronic، يقوم بضبط المسافة إليكترونيا بين السيارة والتى أمامها، وفى حالة التوقف المفاجئ يتم تقليل مساحة التوقف إليكترونيا، فالسائق لكى يضغط على الفرامل يستغرق 2/3 ثانية، وتعادل هذه المدة الزمنية مسافة 25 مترا، ورغم حصوله على براءة هذا الاختراع فى 1992 إلا أنها براءة محلية، ومعظم صناعة السيارات فى مصر تجميعية، لذا استطاعت مرسيدس فى 1999 تطبيق هذا النظام فى العديد من سياراتها.
مؤخرا استطاع جمال اختراع نظام سماه Turn Tronic، يعتمد على تمكين السيارة من السير بالجنب بنفس نظام العجلات الأساسية، والدوران والالتفاف فى حيز ضيق بدلا من الدوران والالتفاف فى مساحة11م كما يحدث فى النظام العادى. وتستطيع السيارة المناورة فى الأماكن الضيقة بسهولة، والوصول لأقرب مركز خدمة عندما يتعطل نظام جر السيارات الأصلى.
ويصف سالم النموذج التجريبى الذى أعده لهذا النظام بأنه استغرق 6 أشهر فى إعداده، ويعتمد على تحليل قوى الأربع عجلات لتسير بشكل حلزونى، وهى فكرة بسيطة وغير مكلفة وآمنة، مشيرا إلى أن ألمانيا تحاول منذ الـتسعينيات إدخال مثل هذه التقنيات فى سياراتها إلا أن محاولاتها باءت بالفشل حيث حاولت إضافة 4 عجلات عمودية على الأربع عجلات الأساسية مرفوعة عن الأرض، وتنزل إلى الأرض فى حالة الرغبة فى تسيير السيارة بالجنب، إلا أن هذا النظام يأخذ مساحة كبيرة أسفل السيارة ففشلت الفكرة لأنها غير عملية.
وأضاف جمال، أن شركة هوندا اليابانية حاولت أيضا ابتكار نظام آخر يعتمد على تزويد العجلات الخلفية بخاصية تساعدها على الدوران مثل العجلات الأمامية، إلا أن هذا النظام أدى إلى تغيير فى نظام تعليق العجلات الخلفية، مما جعلها أضعف فى حالة السرعات العالية، ففشل هذا النظام لأنه أضاف ميزة وأضعف أخرى.
جمال الذى لم ييأس من تعنت أكاديمية البحث العلمى ضده، يقول "رغم انتهائى من النموذج التجريبى للبحث وتقدمى لمركز تحديث الصناعة لطلب منحة لدعم المشروع، وتحويله إلى صناعة، إلا أن وزارة البحث العلمى رفضت التمويل دون إبداء أسباب منطقية، وكأنها تعاقبنى على اعتصامى أمام الوزارة منذ 3 سنوات لمطالبتى بحقى فى تمويل بحثى المعروف باسم (الفرملة النفاثة)".
ترى، هل ينجح الدكتور هانى هلال فى الدعم العملى لشباب الباحثين كما يردد فى كثير من التصريحات الصحفية، أم سيتجاهلهم تاركا الأمر وفقا لسياسة صاحب النفس الأطول؟