آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٢٣ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ قوله جل وعلا بصيغة التأكيد عن ذاته جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر ) يعنى إلزما للبشر المعنيين بحفظ النّص القرآنى ، مع إن أكثرهم مشركون . ولا ننسى قوله جل وعلا عن كتابه الكريم : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت )
2 ـ الله جل وعلا هو الذى ضمن حفظ القرآن الكريم بنصّه ورسمه ، ووصل الينا بكتابته الفريدة والمختلفة عن الكتابة العربية العادية . والله جل وعلا لم يستخدم الملائكة فى هذا بل إستخدم البشر ، ومنهم المؤمن والكافر . وترى هذا فى ( التفاسير )، يأتون بنصّ الآية القرآنية كما هى ، ثم بعدها يقولون فى ( تفسيرهم ) كل أنواع الكفر . المستشرقون المتهمون بعداء الاسلام والقرآن منهم من قدّم أروع خدمة للقرآن . عندما خرج القذافى برأى يقول بحذف كلمة ( قُل ) من القرآن الكريم سمعت الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر يهاجمه ويردد ( هذا كُفر .. هذا كُفر ) . مع إننى أشهد بأن عبد الحليم محمود كان عريقا فى التصوف ، أى فى الكفر .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ لا يجوز إستحلال الحرام كما لا يجوز تحريم الحلال . الحرام محدد ، وهو إستثناء . ومن يهدى شيئا ليس حراما ( مثل الهاتف ) فليس حراما وليس سُحتا .
2 ـ وعموما فالوسائل والأدوات ليست حراما فى حد ذاتها . يقع عليها حكم الحرام أو المباح أو الواجب فى طريقة إستخدامها . السكين ليست حراما فى ذاتها . يكون مُباحا إستعمالها فى المطبخ مثلا ، ويكون حراما إستعمالها فى الاعتداء ظلما ، وقد يكون واجبا الدفاع الشرعى بها دفاعا عن حق الحياة . وهكذا فى الهاتف . إستعماله تجرى عليه هذه الاحتمالات ، أما هو فليس حراما فى ذاته .
إجابة السؤال الثالث :
قال جل وعلا : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل ).
( نعمة ) إسم جنس يعنى كل أنواع النعم . ( لن تحصوها ) نفى للمستقبل فقط ، ( لم تحصوها ) نفى للماضى فقط . أما ( لا تُحْصُوهَا ) فهو نفى مطلق بلا تحديد للزمان .
إجابة السؤال الرابع :
جاءت ( اضعافا مضاعفة ) مرتين فقط فى القرآن الكريم . قال جل وعلا :
1 / 1 : فى التبرع لوجه الله جل وعلا : ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة )
1 / 2 : فى تحريم الفائدة المضاعفة فى ربا التجارة والذى يكون عن تراض ، كما يحدث فى التعامل مع البنوك . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) آل عمران ). مضاعفة الفائدة جريمة إثمها على من يفرضها ، ولا إثم على الطرف الراضى والمتضرر.
2 ـ قال جل وعلا : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) البقرة ). قوله جل وعلا : ( كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) هى صورة مجازية بالتشبيه بهدف الوعظ ، أى تشبيه مُدمن الربا بمن يتحكم فيه الشيطان فيصبح يتخبّط فى سلوكه . وهذا فى ربا الصدقة ، أى يأتى فقير لشخص يطلب حقه فى الصدقة فيعطيه مالا بالربا . وهذا ما جاء فى سياق موضوع الربا فى سورة البقرة ( آيات من 262 : 281 ).