أربعة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٧ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : ( سجى ) ما معنى ( سجى ) فى قوله جل وعلا : ( وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) الضحى )؟ السؤال الثانى : هناك حديث مشهور يتغنى به بعض دعاة السلفية يقول : "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" . واحد منهم تحدانى إن وجدت فيه ما يخالف القرآن الكريم . بالمناسبة صاحبى هذا سلفى متنور ، يعنى ما لا يوافق القرآن من الأحاديث لا يؤمن به . وهو يرى ان هذا الحديث يوافق القرآن بغض النظر عن الاسناد ، وهو أيضا يرى ان الاسناد والعنعنة مصنوعة ولا تستقيم مع المنطق ، وهو تأثر ببحثك عن الاسناد . ما رأيك . السؤال الثالث : مع انك أول من إبتدا هذا الطريق وأنك أكثر من كتب فيه فهناك من هم أكثر منك شهرة ، وهم ينقلون بعض ما تقول وهم أكثر شهرة منك . ما موقفك من هذا ؟ السؤال الرابع : ما هى الحجّة الالهية ؟ وكيف تأتى للناس ؟
آحمد صبحي منصور

اجابة  السؤال الأول :

سجى الليل يعنى غطّى أنوار النهار شيئا فشيئا . وكلمة ( إذا سجى ) تعنى ان الليل  يتحرك يغشى أى يغطى النهار شيئا فشيئا ، وهو نفس المعنى فى قوله جل وعلا : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) الفجر  ) ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) الليل ) (  وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) التكوير)

إجابة السؤال الثانى :

هذا الحديث

1 ـ رواه البخارى فى ( الأدب المفرد ) ورواه الترمذى فى سننه . ولم يوجد فى كتب الأحاديث قبلهما .

2 ـ يخالف أحاديث أخرى تطعن فى إيمان من لا يهتم بما يحدث للمسلمين . وأن المؤمنين كالجسد الواحد إذا كذا تداعى له سائر الأعضاء بكذا .

3 ـ يخالف مئات الآيات القرآنية التى تخاطب المؤمنين كتلة واحدة تأمرهم بالتواصى بالحق والصبر والمرحمة وتنهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغى والتسابق والمسارعة فى الخيرات . لأنه حديث يجعل المؤمن أنانيا فطالما هو آمن ويتمتع بصحة جيدة ولديه قوت يومه فقط فهو يملك وحده الدنيا . ماذا عن والديه وأقاربه وجيرانه والفقراء وابناء السبيل : قال جل وعلا ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء ). والان ماذا عن التعاطف مع أهل غزة ؟

إجابة السؤال الثالث :

لا أطلب شهرة ، ولا أطمع إلا فى رحمة ربى جل وعلا ، وهو الأعلم بما نخفى وما نعلن . وأرجو الأجر منه جل وعلا والإنصاف يوم الدين . أعلنت كثيرا أن ما أنشره مباح النقل منه للجميع دون إحتكار . وأنا غاية فى السعادة إذ أرى كثيرين يفعلون ذلك . جزاهم الله جل وعلا خيرا .

إجابة السؤال الرابع :

1 ـ حجة الله جل وعلا هى القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الانعام ).

2 ـ وقال جل وعلا فى القصص عن ابراهيم عليه السلام وقومه : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام ) . بعدها حدث نقاش بينه وبين قومه . قال جل وعلا : ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)  الأنعام ). ما قاله ابراهيم عليه السلام لقومه هو حُجّة الاهية تسرى فوق الزمان والمكان ، وهى حُجّة بالغة على المحمديين . قال جل وعلا بعدها : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) الانعام ).

3 ـ الذى حدث من بعض المحمديين ـ شرّ أُمّة أُخرجت للناس ـ أنهم أطلقوا على ( أبى حامد الغزالى ) لقب حجة الاسلام . أى ظل الاسلام بدون حجة خمسة قرون  الى أن ظهر هذا الغزالى ، لم يكتفوا بهذا بل قالوا عن كتابه ( إحياء علوم الدين ) : " كاد الإحياء أن يكون قرآنا ". هذا الافك قاله النووى ، وسمعته من شيخ الأزهر عبد الحليم محمود فى برنامج إذاعى . ولقد قرأت ( إحياء علوم الدين ) قراءة بحثية فوجدته أكبر معاول الهدم للاسلام .

4 ـ عزاؤنا قوله جل وعلا : ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ق )

اجمالي القراءات 1495