حقيقة مقتل علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب العلماني

أحمد عبدالقادر في السبت ١٠ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

حقيقة مقتل علي بن أبي طالب

هذا الإسم البراق الذي أحبه كل الناس منذ الصغر،  فما من صبي لم يسمع بقصة الفتى الشجاع الذي افتدى رسول الله بنفسه ليلة الهجرة للمدينة، بهذا المقال أود أن أتعمق في حقيقة ما وقع لهذا الصحابي وأن أرد على كل من تسول له نفسه أن يتجرأ على هذا الرمزالتراثي.

لحد الآن هناك غموض كبير يلف نتيجة التحكيم، وأسباب خروج الخوارج على علي لأن التاريخ كتبه المنتصرون فشوهوه، فلا يسعنا إلا استخدام العقل والموضوعية لفهم وسبغ أغوار هذه الأحداث

السؤال الذي أريد الإجابة عليه الآن هو هل خروج الخوارج كان بسبب التحكيم أم بسبب نتيجة التحكيم?

من الواضح الجلي انه كان بسبب النتيجة التي لم يتقبلها مجموعة من الصحابة وأعطي بعض الأدلة

  • التناقض المعروف بين المؤرخين حول من الذي حرض على قبول التحكيم فتارة يقولون الخوارج وتارة يقولون انه علي فمن سياق الأحداث يتضح انه الخليفة هو من أعطى أمر التوقف عن القتال فما كان من الجميع إلا القبول خصوصا أمام كتاب الله المرفوع على الأسهم فليس من المعقول إن مجموعة من الفرسان تفرض رأيها على الأغلبية, وماوصفهم بأن الخوارج من أوقف القتال إلا ذما في علي وتعتيماعلى حقائق ونتائج الحرب.

 

  •  نتيجة التحكيم المعلنة تاريخيا تنص على أن علي لم يقبل النتيجة وانه كان سيعاود الهجوم على الشام فما الغاية من خروجهم إذا ?

 

لا داعي للإطالة لان ما يهم الآن هو ما هي هذه النتيجة التي جعلت الصحابة يقتلون ابن عم رسول الله

فلنستخلص من حوار ابن عباس لهم ذلك, فمن بين ما أثار الانتباه هو استشكالهم على أن علي خلع صفة أمير المؤمنين على نفسه فصار أمير الكفار فهل قبوله التحكيم  يعتبر خلع للإمارة, طبعا لا ,من هنا نستنتج أن هذا الخلع كان من نتائج التحكيم الذي أفضى لا محالة بتقسيم الأمة لدولتين على رأس كل منهما أمير وذلك في إطار الدولة المدنية التي كان يؤمن بها علي  وفي إطارلا إكراه في الدين وكذلك محاولة من علي لحفظ الإسلام الحقيقي في ما سيطر عليه من أرض

واستشكالات الخوارج الأخرى تدعم هذا الطرح حيث قالوا لا حكم إلا لله و هو ما يوافق الدولة الدينية حيث يتم خلط السلطة التنفيذية بالسلطة القضائية التي تمثل لب الإسلام

فهل مات علي ابن أبي طالب من اجل تطبيقه علمانية الإسلام المتمثلة في الفصل بين الحكم الدنيوي والحكم الديني?

وإذا كان كذلك فلنداويها بالتي كانت هي الداء.....

 

اجمالي القراءات 19667