آحمد صبحي منصور
في
السبت ٠٤ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ الهمز هو العيب ، والهمّاز هو العيّاب . واللمز هو نفس المعنى ، واللمّاز هو العيّاب للناس . وحين تتأصل فى شخص هذه الصفات مقترنة بكسبه المال الحرام فإن الله جل وعلا توعّده بالجحيم خالدا فيها كما جاء فى الآيات الكريمة . يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) ).
2 ـ وجاءت ( همز ) فى موضعين . قال جل وعلا :
2 / 1 : للنبى ولنا : ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) المؤمنون ). فالوقوع فى الهمز مصدره من الشيطان ، لذا يجب الاستعاذة بالله جل وعلا من همزاته ومن حضوره .وإذا كان هذا أمرا للنبى محمد عليه السلام فالمستفاد منه عدم عصمته ، وأن أشخاصا مثلنا عليهم الاستعاذة بالله العظيم من حضور الشياطين ، أن يكونوا متقين ، أو كما قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) الأعراف ).
2 / 2 : للنبى ولنا : ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) القلم ) . هنا صيغة مبالغة ( همّاز ) وجاءت ضمن صيغ مبالغة أخرى ، وتراها فى أكابر المجرمين من الناس.
3 ـ وجاءت ( لمز ) فى قوله جل وعلا :
3 / 1 : عن المنافقين :
3 / 1 / 1 : ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) التوبة ) .
3 / 1 / 2 : ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) التوبة )
3 / وعظا للمؤمنين : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات ). الروعة هنا :
3 / 1 : فى قوله جل وعلا لمجتمع المؤمنين ( وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) أى إعتبرهم كيانا واحدا . ثم توعّد جل وعلا من لا يتوب بعذاب أليم .
3 / 2 : ثم الآية التالية شديدة الوقع : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات ).
3 / 3 : أن يكون هذا ضمن الدستور الأخلاقى للمجتمع المسلم . مجتمع محترم لا يسخر فيه أحد من أحد ، ولا يغتاب فيه أحد أحدا ، ولا يتجسّس فيه أحد على أحد ، ولا يتنابزون بألقاب مكروهة ، والتشبيه الفظيع بمن يأكل لحم ( اخيه ميتا ).!!.
4 ـ أين مجتمعات المحمديين من هذا الدستور الاخلاقى ؟ يا حسرة عليهم .!!