وعظنا الأغنياء لم يستجيبوا
وعظنا الأغنياء لم يستجيبوا

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ٠٧ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

وعظنا الأغنياء لم يستجيبوا

 

وعظنا الأغنياء لم يستجيبوا فقررنا أن نعظ الفقراء ربما يستجيبوا حتى يأخذوا حقوقهم المنتهكة من الأغنياء، ومن كل ظالم في مصر، ومن كل متواطئ على أكل حقوق المصريين، الذين يمثلون الأغلبية من الشعب هم الفقراء، والذين يعملون في الزراعة والصناعة وفي كل عمل يدوي هم الفقراء، والذين يخدمون في الجيش والشرطة والذين يقومون بحراسة المنافقين من رجال الدين والسياسة الذين يتقاضون المليون والمليونين في الشهر هل هولاء من الممكن أن يفكروا مجرد تفكير في فقراء مصر المعدومين والمحرومين والمطحونين والمحتاجين والذين شيدت على أكتافهم وأكتاف أبناهم المباني والمصانع  والمزارع والذي رووا كل شبر من أرض مصر بدمائهم، هؤلاء هم الفقراء في الحروب، ومن ثم يدفعون الثمن من تجويع وترويع واستبداد الجميع لحقوقهم من أصحاب الملايين.

هل ينتظر الفقراء في مصر أن يشعر بهم هؤلاء؟!.. لا والله  لن يحدث هذا إلا إذا أشعروا الأغنياء بعدم الأمان والأمن، بمعنى أن يقوم فقراء مصر وهم الأغلبية كما قلت في الجيش والشرطة والمدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع وفي جميع مؤسسات الدولة التي يعمل بها الفقراء بالملاليم بترك العمل وعصيان الأوامر في الجيش والشرطة، هذا إذا كان فعلا الفقراء يريدون أن يأخذوا حقوقهم ليس أمامهم سبيل غير ذلك الطريق السهل، وعلى رأي المثل المصري هيسخطوك يا قرد يعني حيعملوك غزال هو كدا كدا قرد ومن العيب على شعب مثل الشعب المصري أنه يمتلك إرث من التاريخ والحضارة والثقافة ما لم تمتلكه أي دولة في العالم أجمع ويظل الشعب خاضع وخانع بهذا الشكل المخزي، ومن ثم تشتكي الناس إلى بعضها البعض من الفقر والحاجة والغلاء في المعيشة منشغلون في متابعة الرياضة والمسلسلات والأفلام دون أن يفكروا ولو للحظة أن لهم حقوق في مصر مثل هؤلاء الذين باعوا القطاع العام بمليارات الدولارات ولا نعلم أين ذهبت وكل ذلك على أعين المصريين ولم يحاسبهم أحد، وأن المخزي في الموضوع أن الممتلكات التي يتم بيعها لن تتم إلا بوجود عناصر من الفقراء الذين يخدمون في الجيش والشرطة والأمن، ولكنهم كالأصنام يرون حقوقهم وحقوق أولادهم وأحفادهم تباع دون أن يتجرأ أحد على الكلام.

فهل ينتظر الشعب المصري وخاصة الفقراء منهم أن يأتي شعب آخر لكي يطالب لهم بحقوقهم أم أن الفقراء أخذوا على الفقر والذل والمهانة ونستثني من فقراء مصر كبار السن والمعاقين الذين لا حيلة لهم، أما الذين يرون حقوقهم تهدر أمام عيونهم ولا يتحركون هم بذلك يستحقون أكثر من هذا.

 

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 9722