مسلمو أميركا يتشجعون على الانخراط في المجتمع في عهد أوباما وندل مارش
السبت, 07.18.2009, 03:00am واشنطن - "رويترز"
احتفلت وسان القيسي وسومر ماجد وهما أميركيتان من أصل عراقي بعيد الاستقلال في الولايات المتحدة الموافق الرابع من تموز (يوليو) بالقيام بنزهة تناولتا فيها الكباب الذي وضع داخل الشطائر التي تستخدم مع الهامبرغر مع شرائح الجبن الاميركي.
من خلال الاحتفال بعيد الاستقلال في العاصمة الاميركية فان هاتان المسلمتان تقومان بما كانت أجيال من الاميركيين تفعله قبلهما وهو المزج بين عقيدتهم وأسلوب حياتهم بالهوية الوطنية الاميركية.
وبعد ثماني سنوات من هجمات 11 أيلول بدأ مسلمو أميركا يظهرون على الساحة العامة وشجعهم على ذلك انتخاب الرئيس باراك أوباما وهو الرئيس الفخور بالاصل المسلم لوالده الكيني.
ونطق الرئيس المسيحي اسم والده حسين وهو يؤدي اليمين الدستورية. ودعا الى حوار جديد مع الدول المسلمة وعين مبعوثا خاصا للشرق الاوسط في ثاني يوم كامل يقضيه في منصبه.
وقالت وسان التي تعمل محاسبة "نحن أكثر تفاؤلا بشأن المستقبل بالنسبة لنا هنا... لقد غيروا من الطريقة التي يتواصلون بها مع الدول المسلمة. نشعر أن لدينا قيمة أكبر هنا الان. نتمنى أن يستمر كل هذا في المستقبل".
ومثل بقية المهاجرين للولايات المتحدة التي تتكون أساسا من مهاجرين فقد انجذب المسلمون للبلاد بحثا عن الفرص والابتعاد عن الفقر في بلادهم.
توجه العرب الى المراكز الصناعية في البلاد في حين أن المسلمين من جنوب اسيا توجهوا الى الساحل الغربي. ووصل بعضهم للبلاد للدراسة في الجامعات في حين وصل البعض الاخر في صورة عبيد.
وتقول دراسة أجراها مركز بيو للابحاث عام 2007 ان 21 في المئة من الاميركيين المسلمين وصلوا من الخارج خلال التسعينات.
وكانت هجمات 11 أيلول تشبه العدسة المكبرة على الجالية الاسلامية الاميركية التي لم تكن مرئية بصورة كبيرة حتى وقوع الهجمات مما دفع كثيرين الى تنظيم صفوفهم.
وقيد قانون الوطنية من الحريات المدنية وشعر كثيرون بأنهم مراقبون. وقال مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية (كير) وهو جماعة تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين ان أكثر من 60 ألف شخص تعرضوا لاجراءات حكومية جديدة مثل التحقيقات والاحتجاز وحملات المداهمة واغلاق جمعياتهم الخيرية.
وقال المجلس ان العام التالي لهجمات 11 أيلول شهد زيادة 64 في المئة في عدد شكاوى الحقوق المدنية.
وقال النائب كيث اليسون من مينيسوتا وهو أول عضو مسلم في الكونغرس ان هذا التدقيق الشديد دفع المسلمين الى التفاعل مع بعضهم البعض والى التفاعل سياسيا أيضا.
وأضاف "الجالية المسلمة استوعبت الدرس وهو انك اذا كنت تريد تغيير الاوضاع بالنسبة لك في أميركا فعليك أن تشارك في العملية... المشاركة السياسية للجالية المسلمة أعلى مما شهدته في أي وقت".
وأضاف اليسون أن في العامين الماضيين انتخب مسلمان للكونغرس (هو والنائب عن انديانا اندريه كارسون) وفاز خمسة بمقاعد في المجالس التشريعية للولايات وانتخب عدد اخر على مستويات محلية.
وعقدت الجمعية الاسلامية في أميركا الشمالية (إسنا) مؤتمرا في واشنطن في مطلع أسبوع عيد الاستقلال وعقدت عددا كبيرا من الجلسات ذات الموضوعات السياسية. وحضر نحو 35 ألف شخص.
ويلقى أوباما الذي تولى منصبه يوم 20 كانون الثاني (يناير) تأييدا واسع النطاق من الجالية التي أصبحت أكثر نشاطا مؤخرا.
وأظهر استطلاع أجراه مركز "غالوب" وأعلنت نتائجه في ايار (مايو) أن بعد أول مئة يوم لاوباما في منصبه بلغت نسبة تأييده بين المسلمين 85 في المئة وهي نسبة لا يضاهيها سوى نسبة تأييده التي تبلغ 79 بين اليهود.
وخلال حملة الانتخابات الرئاسية كان بعض الزعماء المسلمين يعتقدون أنه من الافضل ألا يتم الربط بين أوباما والاسلام بسبب النظرة السلبية التي كان يقابل بها هذا الدين خلال عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. لذلك فقد دعوا الى تأييده بشكل هادىء ومحسوب.
ولكن زيبا خان وهي ابنة مهاجرين مسلمين من جنوب اسيا اختلفت مع هذا الرأي وقررت دعم ترشيح أوباما بشكل معلن.
وأنشأت جمعية "مسلمون أميركيون لدعم أوباما" قبل عدة أشهر من انتخابات الرئاسة التي أجريت في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي.
وأضافت "شعرت أن من واجبي سواء كأميركية أو كمسلمة التصويت ولكن أيضا التنظيم والتعبئة لان هذا أفضل لجاليتي وللبلاد".
مد أوباما جسور التفاهم مع العالم الاسلامي في أول مقابلة صحفية أجريت معه بعد أدائه اليمين مع قناة "العربية" التلفزيونية الفضائية وأكد على استعداده للدبلوماسية الدافئة في خطب ألقاها في كل من تركيا ومصر.
وفي 22 كانون الثاني عين أوباما جورج ميتشل مبعوثا خاصا للشرق الاوسط معطيا هذه المنطقة الاولوية.
وقال علي مزروعي وهو أكاديمي ومعلق سياسي أميركي "تحرك بسرعة جدا لكي تأخذ السياسة الاميركية توجها أكثر ايجابية نحو العالم الاسلامي".
غير أن المسلمين الاميركيين ما زال يساورهم القلق.
وقال مزروعي الذي يقود دراسات ثقافية عالمية في جامعة نيويورك "ما زال هناك قلق تجاه ما اذا كان يبذل الجهد الكافي لتحسين وضعهم (المسلمون الاميركيون). ما زال هناك أوجه نقص كثيرة في سياسته المحلية لانها تبدو وكأنها استمرار لادارة بوش".
وأشار مزروعي الى استمرار تطبيق قانون الوطنية واحتجاز أفراد عند الحدود ومسائل متعلقة بالهجرة والتدقيق في التبرع للجمعيات الخيرية واستخدام مكتب التحقيقات الفيدرالي للمخبرين في المساجد.
وتشير استطلاعات للرأي وأدلة غير مؤكدة الى أن الفرص الاقتصادية والالتزام تجاه المشاركة الديمقراطية ربما يشجعان على المزيد من التفاعل بين المسلمين في الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى.
ويقول ثلاثة في المئة من المسلمين الاميركيين انهم يكافحون مقارنة مع اثنين من كل ثلاثة في فرنسا و69 في المئة في بريطانيا.
وتنقسم الجالية المسلمة الى مجموعتين رئيسيتين هما المجموعة الاكبر من الاميركيين الافارقة الذين يمثلون 35 في المئة والمهاجرون المسلمون من الاصول المختلفة.
وقال مزروعي "ما يجمعهم هو الدين ولكنهم مختلفون في جوانب أخرى من الثقافة".
ولكن أوباما محبب للمجموعتين.
وقالت داليا مجاهد مدير مركز "غالوب" للدراسات الاسلامية "ما من شك أنه (أوباما) نقطة التقاء... انها وجهة نظره الشاملة لما يعني أن يكون المرء أميركيا".
وهذا المفهوم الشامل والمشاركة في المجتمع هما المبدآن اللذان يقول المسلمون الاميركيون انهم بدأوا يتبنونهما كوسيلة لتحسين أوضاعهم.