تفجيرات جاكرتا.. الأنظار تتجه لـ"الجماعة الإسلامية"

في الجمعة ١٧ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تفجيرات جاكرتا.. الأنظار تتجه لـ"الجماعة الإسلامية"
وكالات - إسلام أون لاين.نت
خسائر مادية كبيرة لحقت فندق ماريوت
أثارت التفجيرات التي استهدفت اليوم الجمعة فندقين فخمين في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وخلفت 11 قتيلا ونحو 52 مصابا عاصفة من الإدانات الدولية والعربية، والتعاطف مع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والتي أكدت أن التفجيرين اللذين استهدفا فندقي ماريوت، وريتز كارلتون كانا انتحاريين ووجهت أصابع الاتهام إلى الجماعة الإسلامية.
ففي الولايات المتحدة، أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة التفجيرات، مبديا استعداد بلاده لمساعدة حكومة جاكرتا، قائلا: "الشعب الأمريكي يقف مع الشعب الإندونيسي في هذا الوقت العصيب، والحكومة الأمريكية مستعدة لمساعدة الحكومة الإندونيسية على الرد والتعافي من أثر تلك الهجمات الوحشية كصديق وشريك".

وحول وجود أمريكيين بين المصابين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: "إن ثمانية أمريكيين ضمن عشرات المصابين في التفجيرات"، وأكد المتحدث باسم الوزارة بي.جي كراولي أنه "لم يسقط قتلى أمريكيون في الهجمات وأن المصابين نقلوا جوا إلى سنغافورة للعلاج"، بحسب وكالة رويترز للأنباء.

طالع أيضا:
العائلات السياسية بجنوب آسيا.. القتل مآلها
خبير: أياد مخابراتية باكستانية وراء تفجير ماريوت

كما أدان الاتحاد الأوروبي الانفجارات، وعبرت الحكومة السويدية التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية في بيان عن "تعاطفها العميق وتعازيها لأسر ضحايا الاعتداء الوحشي"، وقالت: "نحن نقف بتعاطف وتضامن مع الحكومة الإندونيسية والشعب الإندونيسي في أصعب الأوقات التي يواجهانها".

فرنسا بدورها استنكرت الانفجارات، وأصدرت وزارة الخارجية بيانا جاء فيه: "إن فرنسا تقف إلى جانب إندونيسيا وهي شريك كبير لها في كفاحها ضد الإرهاب وتقدم مساندتها الكاملة لجهود السلطات الإندونيسية من أجل تحقيق الاستقرار".

وأدانت أستراليا الهجوم، وقال رئيس الوزراء كيفن راد: "إن أي هجوم في أي مكان هو هجوم علينا جميعا"، ورفعت الحكومة الأسترالية درجة التأهب ودعت مواطنيها إلى إعادة النظر في الرحلات إلى هذا البلد.

"مكافحة الإرهاب"

وفي روما أدان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الاعتداءين, مؤكدا ضرورة "البقاء متيقظين في مكافحة الإرهاب الدولي". وقال فراتيني: "إن الاعتداءين المقيتين في جاكرتا يؤكدان ضرورة البقاء متيقظين جدا في مكافحة الإرهاب الدولي". واستبعدت وزارة الخارجية الإيطالية وجود إيطاليين بين الضحايا.

وبسبب التفجيرين أعلن فريق مانشستر يونايتد بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم في المواسم الثلاثة الأخيرة أنه قرر إلغاء المحطة الإندونيسية من جولته الآسيوية حيث كان من المقرر أن يجري مباراة مساء الإثنين مع منتخب إندونيسي، وكان يفترض أن يقيم الفريق الإنجليزي في فندق ريتز كارلتون.

ووعد رئيس إندونيسيا "سوسيلو بامبانغ يود هويونو" بإلقاء القبض على مدبري التفجيرات ومعاقبتهم بصرامة، قائلا: إنه "لاشك أن هذه الأعمال الإرهابية قام بها إرهابيون"، مشيرا إلى أن هذا العمل سيؤثر سلبيا على حياة البلاد اقتصاديا وتجاريا وسياحيا وكذلك على صورتها في الخارج.

وأكدت الشرطة أن "التفجيرين نفذهما انتحاريان"، وأشارت بأصابع الاتهام للجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا.

والجماعة الإسلامية متهمة من قبل السلطات الإندونيسية بارتكاب عدد من الهجمات الدامية منذ بداية العقد في البلاد؛ بينها هجمات بالي في أكتوبر 2002 التي أسفرت عن سقوط مائتي قتيل وقتيلين بينهم 88 أستراليا، كما نسبت السلطات إلى ناشطين مسلمين يعتقد أنهم أعضاء في الجماعة الهجوم على فندق ماريوت في جاكرتا والذي وقع في أغسطس 2003، والسفارة الأسترالية في سبتمبر2004.

وأسست الجماعة الإسلامية عام 1993 على يد أبو بكر باعشير الذي يتولى منصب أمير الجماعة منذ عام 1999 بعد وفاة عبد الله سينجر الذي أسسها معه، وتسعى الحركة -بحسب السلطات- إلى إقامة دولة إسلامية تضم ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي وجنوب الفلبين وجنوب تايلاند.

وضربت عدة انفجارات اليوم العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وكان الأول من نصيب فندق "ريتز كارلتون" وحطم واجهته بشكل كامل، والثاني ضرب فندق ماريوت المجاور، وقال شاهد عيان إن الفاصل الزمني بين التفجيرين لم يتعد خمس دقائق.

بينما نجم الانفجار الثالث الذي هز شمال جاكرتا عن سيارة مفخخة، كما وقع انفجار رابع عند بوابة الخط السريع شمال جاكرتا. وأعلنت الشرطة أنها عثرت على قنبلة أخرى في فندق ماريوت، وأكد مسئول بمستشفى في جاكرتا أن المستشفى استقبل عشرة أشخاص على الأقل أحضروا للعلاج وأشار شهود إلى أن بين المصابين أجانب.

"لا ضحايا مصريين أو سعوديين"

وعربيا، ندد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بالتفجيرين ووصفهما بأنها "هجوم إرهابي أعمى"، معربا عن التضامن مع الحكومة الإندونيسية في مكافحتها للإرهاب". وأصدرت المنظمة بيانا جاء فيه إن أوغلي يعرب عن استيائه وامتعاضه من هذه السلسلة العبثية من التفجيرات والقتل التي تتنافى مع القيم السمحاء للدين الإسلامي.

كذلك أدانت الحكومة الأردنية التفجيرات، وقال وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف: إن "مثل هذه التفجيرات الدموية التي أودت بحياة بعض المدنيين الأبرياء وأصابت الكثيرين بجراح لا تمت للقيم الإنسانية بأي صلة وتكشف عن حقد أسود وإفلاس أخلاقي لدى منفذيها ومدبريها".

ومن جانبها أكدت السفارة السعودية في جاكرتا عدم وجود ضحايا سعوديين من بين القتلى أو المصابين، وأن السفارة اطمأنت على مواطنيها هناك، كذلك أكد السفير المصري بجاكرتا أحمد القويسني عدم وجود مصريين بين القتلى أو المصابين.

وتأتي الانفجارات بعد سنوات من الهدوء في إندونيسيا وبعد أيام من الانتخابات الرئاسية بالبلاد.

يذكر أن فندق ماريوت كان قد تعرض لتفجير عام 2003، وسبقت ذلك التفجيرات الكبرى التي شهدتها جزيرة بالي 2002 وأدت إلى مصرع أكثر من 200 شخص.

اجمالي القراءات 2807