آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٢٩ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول
لا يكفى أن تشترك كلمتان فى الجذور والأصل ليتفقا فى المعنى . بل الكلمة الواحدة يختلف معناها بل قد يتناقض حسب السياق . ولهذا ننشر مقالات ( القاموس القرآنى ). ونعطى مثلا بالكلمتين القرآنيتن : ( تبوأ ) و ( باء ).
أولا : ( بوّأ ) ومشتقاتها :
تأتى بمعنى :
1 ـ أنزل مكانا أو أقام . أو أسكن وعاش . قال جل وعلا :
( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا )87 ) يونس )
2 ـ عن الأنصار الذين عاشوا فى المدينة قبل المهاجرين : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) 9 ) الحشر ).
3 ـ حدد مكانا أو أرشد الى مكان.
3 / 1 :عن معركة بدر قال جل وعلا :( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ) 121 ) آل عمران ).
3 / 2 : وعن تحديد مكان الكعبة لابراهيم عليه السلام قال جل وعلا :( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ) 26 ) الحج )
4 ـ السيطرة على مكان :
4 / 1 : قال النبى صالح عليه السلام لقومهثمود (وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ) 74) الأعراف) .
4 / 2 : يوسف عليه السلام لملك مصر : ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ( 55 ) وهذا يعنى سيطرته على مصر يتجول فيها أينما شاء متحكما فى حساب خراجها وكنوزها . لذا يقول جل وعلا فى الآية التالية :( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء ) 56 ) يوسف )
4 / 3 : بعد غرق فرعون وجنده فى البحر رجع موسى بقومه فورثوا أرض مصر وتحكموا فيها زمنا . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ) 93 ) يونس ).
5 ـ الجزاء الحسن فى الدنيا. قال جل وعلا :( وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً)41 ) النحل )
6 ـ الجزاء الحسن فى الآخرة فى سكن أصحاب الجنة حيث يشاءون . قال جل وعلا :
6 / 1 : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) 58) العنكبوت ).
6 / 2 : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)74 ) الزمر).
( باء )
تأتى بمعنى الجزاء السىء الناتج عن فعل سىّء .
1 ـ قال ابن آدم لأخيه الذى يريد قتله : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) المائدة ) .
2 ـ عن عُصاة بنى إسرائيل ( اليهود ) قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة )
2 / 2 : ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران )
2 / 3 : ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) البقرة ) .
3 ـ وعمّن يهرب من المؤمنين فى ساحة القتال الدفاعى قال جل وعلا : ( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) الانفال )
4 ـ وفى حكم عام قال جل وعلا : ( أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) آل عمران )
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ فى قناتنا ( أهل القرآن ) وفى برنامج ندوة الجمعة ننشر حلقات عن سيرة ابن إساحاق النجسة ، والتى صوّر فيها إبن إسحاق النبى محمد على مثال الخليفة أبى جعفر المنصور المشهور بسفك الدماء ونقض العهود ، وهو الذى كلّف إبن إسحاق بكتاب هذه السيرة ليبرّر جرائمه . وهى أول سيرة مكتوبة . ونقل عنها من جاء بعده .
2 ـ تعرضنا لمفهوم النبى والرسول والفرق بينهما فى كتاب ( القرآن وكفى ). وما هو مكتوب خارج القرآن الكريم المحفوظ من رب العالمين ليس جزءا من الاسلام . هى كتابات بشرية مكتوب عليها إسم من كتبها سواء ابن إسحاق أم مالك بن أنس أم البخارى . ليسوا الذين سيحاسبوننا يوم القيامة. يكفى قوله جل وعلا فيهم وفى أمثالهم ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60 ) الزمر )