مسلمو أمريكا يتشجعون على الانخراط في المجتمع بعد تولي أوباما الرئاسة

في الإثنين ١٣ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مسلمو أمريكا يتشجعون على الانخراط في المجتمع بعد تولي أوباما الرئاسة
- رويترز
7/13/2009 1:27:23 PM
واشنطن (رويترز) - احتفلت وسان القيسي وسومر ماجد وهما أمريكيتان من أصل عراقي بعيد الاستقلال في الولايات المتحدة الموافق الرابع من يوليو تموز بالقيام بنزهة خلوية تناولتا فيها الكباب الذي وضع داخل الشطائر التي تستخدم مع الهامبورجر مع شرائح الجبن الامريكي.

من خلال الاحتفال بعيد الاستقلال في العاصمة الامريكية فان هاتان المسلمتان تقومان بما كانت أجيال من الامريكيين تفعله قبلهما وهو المزج بين عقيدتهم وأسلوب حياتهم بالهوية الوطنية الامريكية.

وبعد ثماني سنوات من هجمات 11 سبتمبر أيلول بدأ مسلمو أمريكا يظهرون على الساحة العامة وشجعهم على ذلك انتخاب الرئيس باراك أوباما وهو الرئيس الفخور بالاصل المسلم لوالده الكيني.

ونطق الرئيس المسيحي اسم والده حسين وهو يؤدي اليمين الدستورية. ودعا الى حوار جديد مع الدول المسلمة وعين مبعوثا خاصا للشرق الاوسط في ثاني يوم كامل يقضيه في منصبه.

وقالت وسان التي تعمل محاسبة "نحن أكثر تفاؤلا بشأن المستقبل بالنسبة لنا هنا... لقد غيروا من الطريقة التي يتواصلون بها مع الدول المسلمة. نشعر أن لدينا قيمة أكبر هنا الان. نتمنى أن يستمر كل هذا في المستقبل."

ومثل بقية المهاجرين للولايات المتحدة التي تتكون أساسا من مهاجرين فقد انجذب المسلمون للبلاد بحثا عن الفرص والابتعاد عن الفقر في بلادهم.

توجه العرب الى المراكز الصناعية في البلاد في حين أن المسلمين من جنوب اسيا توجهوا الى الساحل الغربي. ووصل بعضهم للبلاد للدراسة في الجامعات في حين وصل البعض الاخر في صورة عبيد.

وتقول دراسة أجراها مركز بيو للابحاث عام 2007 ان 21 في المئة من الامريكيين المسلمين وصلوا من الخارج خلال التسعينات.

وكانت هجمات 11 سبتمبر أيلول تشبه العدسة المكبرة على الجالية الاسلامية الامريكية التي لم تكن مرئية بصورة كبيرة حتى وقوع الهجمات مما دفع كثيرين الى تنظيم صفوفهم.

وقيد قانون الوطنية من الحريات المدنية وشعر كثيرون بأنهم مراقبون. وقال مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية وهو جماعة تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين ان أكثر من 60 ألف شخص تعرضوا لاجراءات حكومية جديدة مثل التحقيقات والاحتجاز وحملات المداهمة واغلاق جمعياتهم الخيرية.

وقال المجلس ان العام التالي لهجمات 11 سبتمبر أيلول شهد زيادة 64 في المئة في عدد شكاوى الحقوق المدنية.

وقال كيث اليسون من مينيسوتا وهو أول عضو مسلم في الكونجرس ان هذا التدقيق الشديد دفع المسلمين الى التفاعل مع بعضهم البعض والى التفاعل سياسيا أيضا.

وأضاف "الجالية المسلمة استوعبت الدرس وهو انك اذا كنت تريد تغيير الاوضاع بالنسبة لك في أمريكا فعليك أن تشارك في العملية... المشاركة السياسية للجالية المسلمة أعلى مما شهدته في أي وقت."

وأضاف اليسون أن في العامين الماضيين انتخب مسلمان للكونجرس وفاز خمسة بمقاعد في المجالس التشريعية للولايات وانتخب عدد اخر على مستويات محلية.

وعقدت الجمعية الاسلامية في أمريكا الشمالية مؤتمرا في واشنطن في مطلع أسبوع عيد الاستقلال وعقدت عددا كبيرا من الجلسات ذات الموضوعات السياسية. وحضر نحو 35 ألف شخص.

ويلقى أوباما الذي تولى منصبه يوم 20 يناير كانون الثاني تأييدا واسع النطاق من الجالية التي أصبحت أكثر نشاطا مؤخرا.

وأظهر استطلاع أجراه مركز جالوب وأعلنت نتائجه في مايو ايار أن بعد أول مئة يوم لاوباما في منصبه بلغت نسبة تأييده بين المسلمين 85 في المئة وهي نسبة لا يضاهيها سوى نسبة تأييده التي تبلغ 79 بين اليهود.

وخلال حملة الانتخابات الرئاسية كان بعض الزعماء المسلمين يعتقدون أنه من الافضل ألا يتم الربط بين أوباما والاسلام بسبب النظرة السلبية التي كان يقابل بها هذا الدين خلال عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. لذلك فقد دعوا الى تأييده بشكل هاديء ومحسوب.

ولكن زيبا خان وهي ابنة مهاجرين مسلمين من جنوب اسيا اختلفت مع هذا الرأي وقررت دعم ترشيح أوباما بشكل معلن.

وأنشأت جمعية (مسلمون أمريكيون لدعم أوباما) قبل عدة أشهر من انتخابات الرئاسة التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي.

وأضافت "شعرت أن من واجبي سواء كأمريكية أو كمسلمة التصويت ولكن أيضا التنظيم والتعبئة لان هذا أفضل لجاليتي وللبلاد."

مد أوباما جسور التفاهم مع العالم الاسلامي في أول مقابلة صحفية أجريت معه بعد أدائه اليمين مع قناة العربية التلفزيونية الفضائية وأكد على استعداده للدبلوماسية الدافئة في خطب ألقاها في كل من تركيا ومصر.

وفي 22 يناير كانون الثاني عين أوباما جورج ميتشل مبعوثا خاصا للشرق الاوسط معطيا هذه المنطقة الاولوية.

وقال علي مزروعي وهو أكاديمي ومعلق سياسي أمريكي "تحرك بسرعة جدا لكي تأخذ السياسة الامريكية توجها أكثر ايجابية نحو العالم الاسلامي."

غير أن المسلمين الامريكيين ما زال يساورهم القلق.

وقال مزروعي الذي يقود دراسات ثقافية عالمية في جامعة نيويورك "ما زال هناك قلق تجاه ما اذا كان يبذل الجهد الكافي لتحسين وضعهم (المسلمون الامريكيون). ما زال هناك أوجه نقص كثيرة في سياسته المحلية لانها تبدو وكأنها استمرار لادارة بوش."

وأشار مزروعي الى استمرار تطبيق قانون الوطنية واحتجاز أفراد عند الحدود ومسائل متعلقة بالهجرة والتدقيق في التبرع للجمعيات الخيرية واستخدام مكتب التحقيقات الاتحادي للمخبرين في المساجد.

وتشير استطلاعات للرأي وأدلة غير مؤكدة الى أن الفرص الاقتصادية والالتزام تجاه المشاركة الديمقراطية ربما يشجعان على المزيد من التفاعل بين المسلمين في الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى.

ويقول ثلاثة في المئة من المسلمين الامريكيين انهم يكافحون مقارنة مع اثنين من كل ثلاثة في فرنسا و69 في المئة في بريطانيا.

وتنقسم الجالية المسلمة الى مجموعتين رئيسيتين هما المجموعة الاكبر من الامريكيين الافارقة الذين يمثلون 35 في المئة والمهاجرون المسلمون من الاصول المختلفة.

وقال مزروعي "ما يجمعهم هو الدين ولكنهم مختلفون في جوانب أخرى من الثقافة."

ولكن أوباما محبب للمجموعتين.

وقالت داليا مجاهد مدير مركز جالوب للدراسات الاسلامية "ما من شك أنه ( أوباما) نقطة التقاء... انها وجهة نظره الشاملة لما يعني أن يكون المرء أمريكيا."

وهذا المفهوم الشامل والمشاركة في المجتمع هما المبدآن اللذان يقول المسلمون الامريكيون انهم بدأوا يتبنونهما كوسيلة لتحسين أوضاعهم.

من وندل مارش

اجمالي القراءات 3362