آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ١٨ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
الانسان فى حياته مأمور بالايمان بالله جل وعلا مخلصا له الدين ، وأن يعمل صالحا . والعمل الصالح ليس العبادات فقط ، ولكن تشمل أيضا كل عمل أو قول نافع يُفيد الناس . بموت الانسان تعود نفسه الى البرزخ وتبقى فيه الى قيام الساعة والبعث . فى البرزخ لا شعور بالزمن ، ولا تدرى النفس الميتة بالأحياء ، ولا يتصل بها الأحياء . وحين البعث تأتى ومعها كتاب سعيها فى الدنيا . لا يتضمن كتاب سعيها دعوات الآخرين لها ، وحتى لا يتضمن كتاب الأعمال نتائج أو عواقب عملها الصالح أو عملها الضار الذى عملته فى حياتها . فمن أنشأ بيتا للفجور أو مسجد ضرار يتم تسجيل هذا وقتها وزرا عليه . مواصلة بيت الفجور عمله بعد موت صاحبه لا يضيف سيئات لصاحبه الميت ، وكذا إضلال مسجد الضرار لا يضيف سيئة بعد موت منشئه . ونفس الأعمال الصالحة . من بنى مستشفى لعلاج الفقراء أو دار رعاية للايتام يتم كتابة عمله حينها ثوابا له. إذا مات إنقطعت علاقته بهذا العمل الصالح ، سواء إستمر المستشفى فى العلاج واستمرت دار الأيتام فى عملها أو حدث فساد . نتذكر قوله جل وعلا عن سعى الانسان فى حياته وأنه ليس له سواه وأنه سوف يراه :( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) النجم ) ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه (8) الزلزلة )
إجابة السؤال الثانى :
قال جل وعلا : ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) هود ) المفهوم هنا إنهم إقتحموا عليه بيته يريدون الفسق بضيوفه فتمنى أن تكون له قوة أو ركن شديد يأوى اليه . أى أن كلمة ( ركن ) تعنى القوة . ونعلم أن لوطا وفد الى هذا المكان مهاجرا من العراق ، وعاش بين أولئك الناس ، وأرسله الله جل وعلا رسولا لهم وكانوا قدإعتادوا الشذوذ الجنسى .
2 ـ وجاءت كلمة ( ركن ) أيضا عن فرعون . قال جل وعلا : ( وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) الذاريات ). فرعون تولى بركنه أى بقوته وجنوده ، وإنتهى مصيره وجنود الى الغرق.
إجابة السؤال الثالث :
( قبيل )
جاءت هذه الكلمة مرتين فى القرآن الكريم . قال جل وعلا :
1 ـ عن طلب الكفار آيات حسية كان منها : ( أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) الاسراء ). أى أن يؤتى بالله جل وعلا وبالملائكة قبيلا أى ضامنين ومصدقين .
2 ـ عن الشيطان الذى يرانا ولا نراه : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) (27) الاعراف ). الشيطان كائن برزخى مثل الجن . كان إبليس من الملائكة من الملأ الأعلى منهم ، وعندما عصى طرده الله جل وعلا من الملائكة فأصبح إسمه الشيطان وفى درجة الجن . ونحن لا نرى عوالم البرزخ من الملائكة والجن والشياطين . وقد كان آدم وزوجه يريانه وهما فى الجنة البرزخية . وقد أغواهما فأكلا من الشجرة المحرمة ، فأهبطهما الله جل وعلا الى الأرض المادية التى نعيش فيها . ولا يستطيع أبناء آدم رؤية الشيطان وذريته وعوالم البرزخ أى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ). ( القبيل ) هنا تعنى النوع المتشابه .
(قبائل )
مفردها ( قبيلة ) ، وجاءت مرة واحدة فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات )