بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور
تفكيك فهمى هويدى
ردا على مقالته( تفكيك الاسلام )المنشورة بالأهرام وغيرها يوم الثلاثاء الأخير من مارس 2005
ليست هذه هى المرة الأولى التى يهاجمنى فيها فهمى هويدى ولن تكون الأخيرة .
انه يتهمنى بالعمل مع آخرين على تفكيك الاسلام، مع ان الاسلام الذى أومن به لا مجال فيه للتفكيك لانه القرآن الكريم فقط وهو المحفوظ من لدن الله تعالى والمنزه عن التحريف وعبث البشر. قد يقال انه يخلط بين الاسلام والمسلمين و يتهمنى بالعمل على تفكيك المسلمين. ولكن تفكك المسلمين الى فرق قد بدأ فى عهد الصحابة والفتنة الكبرى، ثم تطوروتشعب. ومنذ عشرة قرون وحتى الآن فالمسلمون قد تفككوا الى ثلاث طوائف كبرى هى السنة والشيعة والصوفية. وكل طائفة منها تفككت داخليا الى مذاهب وفرق مختلفة. طائفة السنة تفككت الى اربعة مذاهب فى القرن الثالث الهجرى، أشدها تزمتا المذهب الحنبلى ، ما لبث الحنابلة ان تفككوا أيضا الى تيارات متشددة مخنلفة كان أشدها تشددا ابن تيمية فى القرن الثامن الهجرى، من خلال التيار التيمى نبت تيار أشد عنفا وتطرفا فى العصر الحديث هو الوهابية فازداد بها السنة تفككا. والى الوهابية ينتمى فهمى هويدى يعتبرها وحدها الاسلام نافيا كل المسلمين الآخرين ومتهما كل من يناقش الوهابية بالعداء للاسلام او تفكيك الاسلام ويقوم بالتحريض عليه. ويعتبر الارهابيون تحريضه فتوى بالقتل فيفقد المفكر أو المثقف حياته علنا – كما حدث مع الدكتور فرج فودة- أو يختفى دون أن يستدل عليه أحد – كما حدث مع الكاتب الصحفىرضا هلال، أو يضطر للهجرة كما حدث معى ومع حامد أبو زيد، أو يصرخ محتجا مرتاعا من المصير الذى ينتظره كما حدث مع الدكتور سعد الدين ابراهيم وآخرين. ان ضحايا فهمى هويدى كثيرون ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر !!
لنقرأ معا مقالته " تفكيك الاسلام"لنتعرف معا على تلك الحالة المسماة فهمى هويدى.
تحدث هويدى : "عن مساع يبذلها الكاتب الأمريكي المتطرف دانيال بايبس لانشاء معهد اسلامي تقدمي يمثل اصوات المسلمين الليبراليين في الولايات المتحدة ".ويقول:. "مشروع بايبس أسفر عن إنشاء مركز تقدمي باسم مركز التعددية الاسلامية, أعلن ان الهدف منه هو تشجيع الاسلام المعتدل في الولايات المتحدة والعالم, ومحاربة نفوذ الاسلام المسلح, واحباط جهود المنظمات ذات التوجه الوهابي المتطرف, من خلال وسائل الاعلام, وبالتعاون مع المنظمات الحكومية الأمريكية". ويقول:" في مقالة تالية نشرتها الوكالة للكاتب ذاته في2005/2/24 معلومات أخري مهمة عن مسئولي المركز وعن مصادر تمويله. فمديره امريكي مسلم اسمه ستيفن شولتز, ... أما مساعده فهو مصري, كان قد فصل من الأزهر في الثمانينيات بسبب انكاره للسنة النبوية, وسافر الي الولايات المتحدة لبعض الوقت, ثم عاد الي مصر ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون(!) ـ وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام ألفين اختفي من مصر, وظهر مرة أخري في الولايات المتحدة, ليصبح أحد دعاة الاسلام الأمريكي المعتدل, وقد أورد اسمه دانيال بايبس ضمن آخرين في مقالة تحت عنوان التعريف بالمسلمين المعتدلين نشرتها له صحيفة ذي نيويورك صن( في2004/11/24)" . ويقول:"مقالة دانيال بايبس التي نشرتها ذي نيويورك صن ذات أهمية خاصة, لأنها تكشف عن جهود الاحتشاد المبذولة للتبشير بالاسلام الأمريكي من خلال تفكيك الاسلام واقصائه. فقد اعتبر أن ذلك الاحتشاد من قبيل الأنباء السارة حيث زف الي القراء نبأ انخراط بعض المسلمين في حملة مناهضة أنشطة الاسلاميين( يقصد المتطرفين والراديكاليين) وقال إن هولاء رفعوا أصواتهم بعد أحداث11 سبتمبر. وذكر في هذا الصدد أسماء سبعة اشخاص, من بينهم الدكتور صبحي منصور المفصول من جامعة الأزهر, والدكتور بسام طيبي, وهو من غلاة العلمانيين السوريين." ثم يقول :"لعلي لاأكون مخطئا إذا كنت قد أخرجت تلك الجهود من دائرة البراءة, علي الأقل فيما يتعلق بالوسائل والمقاصد, اذ من حق المرء ان يستريب فيها, حين يجد ان الذين يساندون الاعتدال الاسلامي والتجديد هم نفر من عتاة المعادين للاسلام والمسلمين والمتحالفين مع اسرائيل, ومن حقه ان يثير العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة بين تلك الأنشطة, وبين حرب الأفكار التي أعلنتها الادارة الأمريكية في أعقاب11 سبتمبر, واستهدفت بها العمل علي اعادة تشكيل العقل الاسلامي, بالتوازي مع اعادة رسم خرائط المنطقة في اطار مشروع الشرق الأوسط الكبير. كما ان من حقه ان يثير علامات استفهام اخري حول علاقة تلك الأنشطة بالمقترحات التي تضمنها تقرير مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث, لتفكيك الاسلام واعادة تركيبه تحت عنوان الاسلام المدني والديمقراطي خصوصا ان بعض تلك المقترحات وجدت لها ترجمة وتجسيدا في الأنشطة التي مررنا بها, سواء في منطلقاتها العلمانية أو في استحداث واجهات وقيادات جديدة بديلة لما هو قائم, أو في الهجوم علي الاسلام المحافظ والتقليدي, أو في تشجيع تيار التصوف. ومن حق المرء أيضا ان يتساءل عن أصداء تلك الأنشطة التي تجلت في العالم العربي مؤخرا, وتمثلت في بعض المراكز والمنظمات العلمانية التي تصدت للشأن الاسلامي, وخاضت في مسألة تغيير الخطاب الديني, وتعديل مناهج التعليم, ومحاولة اصطناع قيادات فكرية اسلامية ملتزمة بالأجندة العلمانية."
ونعلق عليه بايجاز:-
أولا:ان كل تلك المعلومات التى ينقلها هويدى منشورة ومعلنة على الملأ فى المجتمع الامريكى المفتوح الذى يفرض حرية المعلومات ويمنع حظرها، والاعلان عن كل هذه الانشطة مسبقا يدل على انعدام المؤامرة .
ثانيا: الاتجاه السلفى الذى ينتمى اليه فهمى هويدى يقوم على تقسيم العالم الى معسكرين : 1- دار الاسلام – وفيها يحتكر المذهب السنى دين الاسلام لنفسه ويتهم المسلمين الشيعة والصوفية بالكفر والشرك ويضطهدهم فى تسلطه السياسى كما يضطهد أهل الكتاب من أصحاب البلاد الأصليين الذين تمسكوا بدين آبائهم وأجدادهم. 2.- دار الحرب وهى بلاد الغرب الواجب قتالهم لنشر الاسلام وارغامهم عليه ، واعتبار ثقافته غزوا فكريا وتفسير المصائب التى تحدث لنا على انها بسبب تآمر ذلك الغرب علينا. هذه هى الخلفية التى تنبع منها مقالات فهمى هويدى وأمثاله. ومقاله " تفكيك الاسلام " دليل على هذا. فالعنوان " تفكيك الاسلام"يشير الى اعتقاده باحتكار الاسلام بحيث ان أى مسلم آخر لا يجوز له ان يفكرأويجتهد خارج الاطار الذى يعرفه هويدى والا أصبح مفككا للاسلام. والأمريكيون الذين دخلوا فى الاسلام عن غير طريق المذهب السنى لا يحق لهم ان يختاروا طريقا للعبادة غير طريق السلف وما وجد عليه السلفيون آباءهم والا أصبحوا مفككين للاسلام . وكالعادة لا يرهق هويدى نفسه فى المناقشة لآراء المخالفين له لأنه ليس متخصصا فى الاسلام وعلومه ولا تتعدى معارفه الاسلامية معرفتى الشخصية بجزيرة كوبا، ولذلك يسرع الى اتهامنا بالتآمر على الاسلام .
ثالثا: منذ 1977 وانا أحمل على كاهلى مشروعى الفكرى لاصلاح المسلمين سلميا بالقرآن، فتعرضت للاضطهاد داخل الأزهر وخارجه من الفصل من جامعة الازهر الى السجن والملاحقة الأمنية الى النفى مرتين . فى المرة الأولى التى هربت فيها الى أمريكا سنة 1988 بعد خروجىمن السجن كان السبب فيها هو فهمى هويدى. لم يشأ هويدى ان يهاجمنى وأنا فى السجن لا استطيع الدفاع عن نفسى وأنا أتلقى هجوم عشرات الاقلام تتهمنى بانكار السنة. انتظر هويدى الى بعد خروجى من السجن مرعوبا ليقذفنى بهجوم هائل تحت عنوان " السنة بين الافتراء والاجتراء" ملأه بهجوم على شخصى بالاسم والوصف مؤكدا تكفيرى بكل ما يستطيع من فتاوى. فى اليوم التالى قابلت صدفة بعض الرفاق القدامى من المنتمين للجماعات فرايت الرعب فى وجهه ونصحنى بسبب المعرفة القديمة بالاختفاء لأن مقال فهمى هويدى قد وضح حياتى فىمربع الخطر. جاءت اشارات اخرى تحذيرية من أخوة أزهريين وسلفيين شرفاء، كنت قد بعثت لهويدى برد ادافع فيه عن نفسى وارسلت منه نسخة للاهرام ولكن لم ينشر الرد، فاضطررت للهرب بحياتى الى أمريكا ومكثت فيها عشرة أشهر حتى زال تأثير مقال فهمى هويدى فرجعت .
مشروعى الفكرى يؤكد بالقرآن أن الاسلام هو دين العدل والديمقراطية والتسامح والسلام وحرية العقيدة وحقوق الانسان، وان الله تعالى بعث محمدا رحمة للعالمين وليس ليقاتل الناس ليكرههم فى الدين ويقسم العالم الى معسكرين، وانه تعالى خلقنا أخوة من اب واحد وأم واحدة وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتقاتل وان أكرمنا عند الله تعالى هو أتقانا وذلك ما سيتم تحديده يوم القيامة وليس الآن حتى لا يتظاهر بعضنا بالتقوى ليركب ظهورنا باسم الدين ، وان الله تعالى جعل لنا ولأهل الكتاب شرائع مختلفة لنتسابق فى الخيرات لا لنتسابق فى التعصب والاثم.
وتأسيسا على هذا المنهج الفكرى عملت بعد عودتى لمصر مع فرج فودة الى أن قتلته فتاوى فهمى هويدى،ثم عملت مع منظمات حقوق الانسان، واشتركت مع مركز ابن خلدون فى نضاله التنويرى ومشروعاته الاصلاحية ومنها مشروع اصلاح التعليم المصرى وغيرها، وفى كل هذا النضال كانت مقالات هويدى تلاحقنا تحرض الأمن والارهابيين الى ان أغلقت الديكتاتورية المصرية مركز ابن خلدون وقبضت على الدكتور سعد الدين ابراهيم واعتقلت بعض أصحابى القرآنيين فاضطررت للهرب ثانيا الى أمريكافى اكتوبر2001.أثناء اشتداد موجة العداء للاسلام بعد تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر.
مشروعى الفكرى تحدث بالانجليزية فى أمريكا مدافعا عن الاسلام موضحا التناقض بينه وبينه الفكر المتطرف الذى انتج ابن لادن.ودائما ما كنت أرسل أبحاثى وسيرة حياتى لتنشر على الانترنت والى المثقفين الامريكان مما أسفر عن تراجع موجة العداء للاسلام وتوجيه التهمة الى مذهب ابن لادن الارهابية فقط ، وعرفوا ما اصبحوا يسمونه بالاسلام المعتدل.ابحاثى جذبت اهتمام الدكتور بايبس الذى يتهمونه بالعداء للاسلام والمسلمين ،مع انه يكتب الآن ما يدل على احترامه للاسلام وحضارته الا انه يناهض مثلى التطرف المسلح . بل انه الآن يقوم بمناظرة اولئك الذين لا يزالون يتهمون الاسلام كدين ولا يفرقون بينه وبين الارهابيين، وبنفوذه الفكرى ونشاطه المستمرراجع كثيون مواقفهم، ولكن هذا بالطبع لن يجعل المنظمات السلفية الوهابية ترضى عنه حتى يتبع ملتها وهذا ما لن يحدث بعون الله تعالى. كان لا بد من التعاون بيننا ضد التطرف وثقافته الارهابية، هم يريدون الدفاع عن بلادهم وانا أريد الدفاع عن دينى .
رابعا: أمريكا تتبع القاعدة القرآنية "لا اكراه فى الدين" فيوجد فيها حسب اعتراف هويدى نفسه1586 جماعة دينية منها 700 جماعة غير تقليدية، أى ان كل انسان فى أمريكا حر فيما يعتقد او فيما لايعتقد .و المتطرفون من أتباع "ابن لادن" ابرز من استغل هذه الحرية الدينية الامريكية، فتوسعوا فى انشاء المساجد الجديدة والسيطرة على القائم منها وشراء الكنائس وتحويلها الى مساجد ، وهم يسيطرون على نحو 80% من عدد المساجد البالغ عددها حوالى 1200 فوق التراب الامريكى .وهم يلعنون امريكا فيها ليل نهار باسم الاسلام فى خطبهم وصلاتهم ومنشوراتهم مستغلين التسامح الامريكى والتبرعات الامريكية لبيوت العبادة. وهناك عشرات الجمعيات التى ترعى هذا النشاط وتدافع عنه وتبتز السياسة الامريكية الى درجة ان تعلن نفسها الممثل الوحيد للاسلام والمسلمين فى أمريكا ، وتدخل البيت الأبيض مدعوة اليه بهذه الصفة. ومعروف انه ما من بلد "مسلم" يتمتع أبناؤه أو الأقلية فيه بتلك الحرية. الا ان هويدى لا يكفيه الحرية التى يتمتع بها اخوانه المتطرفون فى حربهم لامريكا فوق أرضها لأنه لا يرضيه وجود مسلمين شيعة وصوفية فى أمريكا لم ينخرطوا بعد فى الوهابية.
خامسا: .أمريكا فى حرب معلنة بعد اعتداء الحادى عشر من سبتمبرالذى يوضح من هو الطرف المتآمرالذى يرسل الدعاة والجنود الى "دار الحرب" مستغلا الحرية الامريكية والانفتاح الامريكى. اكتشفت أمريكا بعد احداث سبتمبر ان التطرف قد سيطر على أغلبية المساجد والمدارس "الاسلامية" والجالية المسلمة الأمريكية. اذن هى تحارب ليس فقط اسامة بن لادن وانما اتباعه فى الداخل الامريكى والفكر الذى ينتمى اليه والذى يسيطر على عقول الملايين من المسلمين الامريكيين. لو استعملت امريكااسلوب الحكام العرب لأغلقت تلك المساجد وأعدمت اربابها واعتقلت روادها وحظرت فكرها وصادرت مطبوعاتها، وما كانت فى حاجة لقانون طوارىء لانها فى حالة حرب مع عدو غير مرئى يستعمل حرب الافكار ويحول الشاب المتدين العادى الى قنبلة تسعى على قدمين يدمر نفسه والآخرين، وعلى التراب الأمريكى ملايين من المرشحين لأن يكونوا قنابل انتحارية اذا استمر الشحن الوهابى فى المساجد والمدارس يغسل عقول الشباب المسلم باسم الاسلام. لو كانت أمريكا متعصبة ضد الاسلام لاختارت هذا الحل واغلقت كل المساجد متهمة الاسلام بأنه دين الارهاب مستدلة بزعم الوهابيين بأنهم يحتكرون الاسلام ويتحدثون باسمه. الا أن التحضر الامريكى اختار الطريق الصعب , فأكد الرئيس بوش على حقيقة ان الاسلام دين السلام ، ودعى رؤساء المنظمات "الاسلامية" الوهابية الى البيت الأبض ليستميلهم الى طريق الصواب. وبدلا من حرب الاسلام نفسه وبدلا من اللجوء الى العنف كان الحل سلميا هو اصلاح المسلمين – فى الداخل الامريكى وفى الوطن العربى – بالاسلام المعتدل فى تصورهم أو الاسلام الحق كما أقول.
ينقم هويدى على أمريكا حريتها الدينية وحقها فى الدفاع السلمى عن نفسها داخل ترابها ويرى ذلك تفكيكا للاسلام ومؤامرة تستوجب العقاب يقول محرضا علينا فى نهاية المقال: " يبدو الاسلام والمسلمون في هذا المشهد كما لو أنهم اصبحوا ساحة مستباحة لكل من هب ودب, وهي استباحة لاحدود لها, ولا رادع لمن يجترئ عليها, لاقيمة ولا كرامة لأهلها, الأمر الذي يدعونا الي اضافة سؤال آخر الي ماسبق, عمن يستحق اللوم ازاء ذلك الذين تطاولوا واجترأوا, أم الذين سكتوا واستكانوا وانبطحوا؟!"
وبعد .. لقد هربت بحياتى خوفا من تحريض فهمى هويدى وأراه حتى الآن يلاحقنى محرضا على حياتى حتى وانا فى أمريكا. الى اين أهرب منه بعد أمريكا؟
لم يعد لى من سبيل لحماية حياتى سوى اللجوء الى الأمم المتحدة..
أن هذا المقال اقدمه شكوى علنية الى الأمم المتحدة ضد الصحفى المصرى فهمى هويدى الكاتب بجريدة الاهرام المصرية وضد كل من ينشر له مشاركا له فى جريمة التحريض على حياتى وحياة الدعاة للاصلاح.