ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠١ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : قررت أن أتوب . كنت صاحب نفوذ فى بلدى ، وظلمت ناس كتير ، وخربت بيوت كتيرة وعملت كل الجرائم ، وفى الآخر طردونى من شغلى ، فهاجرت الى بلد أوربى ، واستقرت أحوالى ، وفى محنتى تذكرت جرايمى وانتقام ربنا منى ، تبت ، وبدأت أقرأ القرآن وعرفت موقعكم وقلبى إستريح فيه لكن اللى تاعبنى بحق وحقيق إنك قلت عن التوبة انه لا بد إرجاع الحقوق لأصحابها . كل الضحايا بتوعى فى مصر ، وما أقدرش أرجع مصر عشان أرجع الحقوق لأصحابها ، لأنى من المغضوب عليهم ، وحتى لو رجعت مستحيل أعرف كل الضحايا ، أنا كنت فى جهاز حساس والناس الضحايا دول كانوا مجرد أرقام وقرارات أكتبها بأسماءهم حسب الأوامر اللى من فوق . أعمل إيه ؟ أنا فعلا عايز أكفّر عن سيئاتى .. السؤال الثانى : فى سورة النحل قال تعالى : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) . ثم ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32). السؤال : لماذا عن الظالمين ( فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ) ولمذا قال عن أهل الجنة (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ) بدون كلمة ( أبواب )؟ السؤال الثالث: ما معنى ( تَجْأَرُونَ ) هل هو الصراخ ؟ أم التضرع ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

قال جل وعلا : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة ). لكى يقبل الله جل وعلا التوبة لا بد من الاعتراف ورد الحقوق . إن تعذر ردّ الحقوق فالبديل هو الصدقة لوجه الله جل وعلا ، والتى تطهّر صاحبها وتزكيهم . كان هذا فى حياة النبى ، وبعده فهى ـ وفى كل الأحوال ـ هى لله جل وعلا ، وهو جل وعلا الذى يقبل التوبة ويأخذ الصدقات ، وهو جل وعلا التواب الرحيم .

فى عصرنا يمكن أن تتبرع للجمعيات الأهلية غير الحكومية العاملة فى مجال حقوق الانسان والدفاع عن المستضعفين وجمعيات التنوير والاصلاح . وهناك طرق كثيرة للوصول الى هذه الجمعيات فى مصر وغيرها .

إجابة السؤال الثانى :

أولا :

لأنه بمجرد دخولهم أبواب جهنم لن يخرجوا منها ، قال جل وعلا :

1 ـ (  فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)  الحج )

2 ـ ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) السجدة )

3 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) المائدة )

4 ـ ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167) البقرة )

5 ـ ( عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) البلد )

6 ـ ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)  الهمزة ) 

أما الجنة فهى مفتحة الأبواب أمام أصحابها . قال جل وعلا :

1 ـ ( جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ (50)  ص )

2 ـ ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد ).

أخيرا

ماذا أعددت لهذا اليوم ؟

إجابة السؤال الثالث:

مصطلح ( جأر ) جاء مرتين فى القرآن الكريم . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ( 53 ) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ( 54 ) النحل ). هذا عن حال الانسان حين يقع فى أزمة تهدد حياته فيجأر بالدعاء متضرعا .

2 ـ ( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64 )لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لا تُنصَرُونَ) ( 65 ) المؤمنون ). هذا عندما يحل الهلاك بالمترفين فيجأرون بالصراخ دون فائدة .

اجمالي القراءات 2175